أبو إحسان
يعد بحث التواتر، من وسائل إثبات الصدور الوجدانية المفيدة للقطع واليقين بصدور الدليل من المعصوم عليه السلام.
وبالنسبة للسيد الشهيد محمد باقر الصدر رحمه الله يفيد التواتر القطع من باب حساب الاحتمالات، ويكون بضرب القيم الاحتمالية بعضها ببعض إلى أن تتضاءل نسبه احتمال الخطأ لكل المخبرين لدرجة لا يمكن للذهن البشري الاحتفاظ بها.
ومن هذه الفكرة المبنية على حساب الاحتمال نريد دراسة الدعوة اليمانية دراسة مختصرة، فقد وردت روايات كثيرة تثبت عدّة حقائق، وهذه الروايات وان اختلفت في مضامينها إلا أنها تشترك جميعاً في إثبات أحقية هذه الدعوة المباركة وصاحبها. وسيكون هذا البحث بحلقتين؛ في الأولى نستعرض الروايات، وفي الثانية ندرسها ونبين نتائجها.
الحلقة الأولى
يقع البحث في هذه الحلقة في ذكر بعض الروايات المختلفة المضامين وتصنيفها بحسب ما ورد فيها من مضمون، لنخرج بعدها بنتائج دلالية ندرسها طبقاَ لنظرية الشهيد الصدر رحمه الله التي ذكرها في الأسس المنطقية للاستقراء والتي تسمى بحساب الاحتمالات.
واليك هذه الطوائف من الروايات:
الطائفة الأولى : الروايات التي بينت أن للإمام المهدي عليه السلام ذريّة.
الرواية الأولى: جاء في رواية الوصية، أن الإمام المهدي عليه السلام يسلم المهام لابنه من بعده: ( فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي : اسم كإسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث : المهدي ، هو أول المؤمنين).
(الغيبة للطوسي:150،مختصربصائرالدرجات:161،بحارالانوار:36/261و:53/148،مكاتيب الرسول:2/95،غاية المرام:1/196و242،موسوعة شهادة المعصومين:3/379).
الرواية الثانية: عن الإمام الرضا عليه السلام: كأني برايات من مصر مقبلات خضر مصبغات حتى تأتي الشامات فتهدى إلى ابن صاحب الوصيات.( الارشاد:2/376،معجم احاديث الامام المهدي عليه السلام:4/167).
الرواية الثالثة: عن المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبد الله يقول :إن لصاحب هذا الأمر غيبتين أحدهما تطول حتى يقول بعضهم مات ويقول بعضهم قتل ، ويقول بعضهم ذهب ، حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير لا يطلع على موضعه أحداً من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره.( الغيبة للشيخ الطوسي : 61 ،بحار الأنوار : 52 / 153).
الرواية الرابعة: روى الشيخ القمي في مفاتيح الجنان في أعمال يوم الجمعة ، صلوات مروية عن الإمام المهدي(ع) وذكر قبلها عبارة للسيد بن طاووس رحمه الله :قال: (وان تركت تعقيب يوم الجمعة لعذر من الأعذار فلا تترك هذه الصلاة ابداً لأمر اطلعنا الله جل جلاله عليه) وقد ورد في هذه الصلاة: (اللهم أعطه في نفسه وذريته وشيعته ورعيته وخاصته وعامته وعدوه ، وجميع أهل الدنيا ما تقر به عينه) . وفي أخرها (اللهم صل على محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن الرضا والحسين المصفى وجميع الأوصياء ، مصابيح الدجى وأعلام الهدى ومنار التقى والعروة الوثقى والحبل المتين والصراط المستقيم ، وصل على وليك وولاة عهده والأئمة من ولده ، ومد في أعمارهم وزد في آجالهم وبلغهم أقصى آمالهم دنيا وديناً وآخرة انك على كل شيء قدير) .
الرواية الخامسة: نقل الشيخ القمي في مفاتيح الجنان في زيارة الإمام المهدي (ع) المخصوصة التي تقرأ في يوم الجمعة ، والتي وردت فيها هذه العبارة ثلاث مرّات: (صلى الله عليك وعلى آل بيتك) ،وفي أخرها جاءت هذه الفقرة (صلوات الله عليك وعلى أهل بيتك الطاهرين).
توجد روايات أخرى كثيرة، ولكن نكتفي بهذا المقدار.
الطائفة الثانية : الروايات التي تذكر المهديين الذين يحكمون الأرض بعد الإمام المهدي عليه وعليهم السلام.
الرواية الأولى: روي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – في الليلة التي كانت فيها وفاته – لعلي عليه السلام : يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة . فأملا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال : يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم إثنا عشر مهديا ، فأنت يا علي أول الاثني عشر إماما سماك الله تعالى في سمائه : عليا المرتضى ، وأمير المؤمنين ، والصديق الأكبر ، والفاروق الأعظم ، والمأمون ، والمهدي ، فلا تصح هذه الأسماء لاحد غيرك . يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم ، وعلى نسائي : فمن ثبتها لقيتني غدا ، ومن طلقتها فأنا برئ منها ، لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة ، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي .فإذاحضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن البر الوصول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد عليهم السلام . فذلك اثنا عشر إماما ، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً ، ( فإذا حضرته الوفاة ) فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي : اسم كإسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد ، والاسم الثالث : المهدي ، هو أول المؤمنين).
(الغيبة للشيخ الطوسي:150 ، مختصر بصائر الدرجات:161، بحار الأنوار: 36/ 261 و53/148، مکاتيب الرسول: 2/95، غاية المرام: 1/196و242، موسوعة شهادة المعصومين: 3/379).
الرواية الثانية:عن أبي حمزة ، عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث طويل أنه قال : يا أبا حمزة إن منا بعد القائم أحد عشر مهديا من ولد الحسين عليه السلام . (الغيبة للشيخ الطوسي : 478 ، مختصر بصائر الدرجات : 38 و:158، بحار الأنوار : 53 / 145، عصر الظهور : 333، الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة : 362).
الرواية الثالثة: عن أبي عبد الله عليه السلام: ان منا بعد القائم عليه السلام اثنا عشر مهديا من ولد الحسين عليه السلام .( مختصر بصائر الدرجات :49، بحار الأنوار : 53 / 148.وفيه اثني عشر بدل الاثنا عشر، منتخب الأنوار المضيئة : 354).
الطائفة الثالثة : الروايات التي ذكرت القوّام بعد الإمام المهدي عليه السلام.
روى عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : قلت له : اي بقاع الأرض أفضل بعد حرم الله عز وجل وحرم رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : الكوفة يا أبا بكر هي الزكية الطاهرة ، فيها قبور النبيين المرسلين وغير المرسلين والأوصياء الصادقين ، وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبيا الا وقد صلى فيه ، ومنها يظهر عدل الله ، وفيها يكون قائمه والقوام من بعده ، وهي منازل النبيين والأوصياء والصالحين.(تهذيب الأحكام : 6 / 31،مختصر بصائر الدرجات :178، كامل الزيارات : 76،المزار للشيخ المفيد : 5، المزار لمحمد بن المشهدي : 113،بحار الأنوار :53 / 148و : 97 / 440 ،فضل الكوفة ومساجدها : 11 – 12، مستدرك الوسائل :3 / 416، روضة الواعظين : 410، كشف الغطاء (ط.ق) : 1 / 212).
الطائفة الرابعة : الروايات التي ذكرت الأوصياء بعد الإمام المهدي عليه السلام.
روى الشيخ الطوسي (ره) في مصباحه استحباب الدعاء في اليوم الثالث من شهر شعبان الذي هو مولد الإمام الشهيد أبي عبد الله الحسين عليه السلام،حيث جاء في ذلك الدعاء: اللهم إني أسألك بحق المولود في هذا اليوم الموعود بشهادته قبل استهلاله وولادته ، بكته السماء ومن فيها والأرض ومن عليها ، ولما يطأ لابتيها قتيل العبرة وسيد الأسرة الممدود بالنصرة يوم الكرة المعوض من قتله أن الأئمة من نسله والشفاء في تربته والفوز معه في أوبته والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته حتى يدركوا الأوتار ويثأروا الثار ويرضوا الجبار ويكونوا خير أنصار صلى الله عليهم مع اختلاف الليل والنهار ، اللهم ! فبحقهم إليك أتوسل وأسأل سؤال مقترف معترف مسئ إلى نفسه مما فرط في يومه وأمسه ، يسألك العصمة إلى محل رمسه ، اللهم ! فصل على محمد وعترته واحشرنا في زمرته ، وبوئنا معه دار الكرامة ومحل الإقامة .( مصباح المتهجد : 826 – 827 ، المصباح للكفعمي : 543، مختصر بصائر الدرجات :35و 151، المزار لمحمد بن المشهدي : 398، بحار الأنوار : 53 / 95و:98 / 347، إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب : 2 / 315، الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة : 295).
الطائفة الخامسة: الروايات التي تبيّن طالع المشرق.
الرواية الأولى: عن رسول الله صلى الله عليه وآله : يقتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم ثم ذكر شيئا لا أحفظه قال رسول الله صلى الله عليه وآله : فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج فإنه خليفة الله المهدي.(بحار الأنوار : 51 / 87).
الرواية الثانية: عن أمير المؤمنين عليه السلام: ولعمري أن لو قد ذاب ما في أيديهم لدنا التمحيص للجزاء وقرب الوعد وانقضت المدة وبدا لكم النجم ذو الذنب من قبل المشرق ولاح لكم القمر المنير ، فإذا كان ذلك فراجعوا التوبة واعلموا أنكم إن اتبعتم طالع المشرق سلك بكم مناهج الرسول ( صلى الله عليه وآله ) فتداويتم من العمى والصم والبكم وكفيتم مؤونة الطلب والتعسف ونبذتم الثقل الفادح عن الأعناق ولا يبعد الله إلا من أبى وظلم واعتسف وأخذ ما ليس له ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) .( الكافي : 8 / 66 ،الإرشاد : 1 / 291، بحار الأنوار : 31 / 557).
الطائفة السادسة : الروايات التي دلت علی خروج رجل في المشرق قبل الإمام المهدي عليه السلام ويكون ذلك الرجل من أهل بيت الإمام عليه السلام.
الرواية الأولى: عن أمير المؤمنين عليه السلام ( يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته بالمشرق يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل ويمثل ويتوجه إلى بيت المقدس …).( كتاب الفتن : 198.شرح إحقاق الحق :29/573 و :582).
الرواية الثانية: وعن النبي صلى الله عليه وآله ( ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم ثم ذكر شيئا لا أحفظه قال رسول الله صلى الله عليه وآله : فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج فإنه خليفة الله المهدي).(بحار الانوار:51/87،معجم أحاديث الإمام المهدي (ع):1/425).
الطائفة السابعة: الروايات التي دلت على وجود مولى يلي البيعة.
الرواية الأولى: عن الإمام الباقر عليه السلام قال : حتى إذا بلغ الثعلبية – وهو مكان بالعراق من جهة الحجاز – قام إليه رجل من صلب أبيه وهو من أشد الناس ببدنه وأشجعهم بقلبه ما خلا صاحب هذا الأمر ، فيقول : يا هذا ما تصنع ؟ فوالله إنك لتجفل الناس إجفال النعم ، أفبعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله أم بماذا ؟ فيقول المولى الذي ولي البيعة : والله لتسكتن أو لأضربن الذي فيه عيناك . فيقول له القائم : أسكت يا فلان . إي والله ، إن معي عهدا من رسول الله صلى الله عليه وآله . هات يا فلان العيبة أو الزنفيلجة- بمعنى الصندوق الصغير- ، فيأتيه بها فيقرؤه العهد من رسول الله صلى الله عليه وآله فيقول : جعلني الله فداك ، أعطني رأسك أقبله ، فيعطيه رأسه فيقبل بين عينيه ، ثم يقول : جعلني الله فداك جدد لنا بيعة ، فيجدد لهم بيعة .(تفسير العياشي :2/ 58، بحارالأنوار: 52/ 343 ،معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) : 5 / 27).
قال الكوراني : ومعنى من ولد أبيه أنّه علوي النسب . (عصر الظهور: 184).
وقال: الذي يأمر السيد المعترض بالسكوت هو ( المولى الذي يتولى البيعة ) أي المسؤول عن أخذ البيعة من الناس للإمام المهدي .(عصر الظهور: 184).
الرواية الثانية: عن المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبد الله يقول :إن لصاحب هذا الأمر غيبتين أحدهما تطول حتى يقول بعضهم مات ويقول بعضهم قتل ، ويقول بعضهم ذهب ، حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير لا يطلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره.( الغيبة للشيخ الطوسي : 61 ،بحار الأنوار : 52 / 153).
الطائفة الثامنة : الروايات التي نصّت على أنّ أول أنصار الإمام المهدي عليه السلام من البصرة.
عن أمير المؤمنين ، قال : ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال : أولهم من البصرة ، وآخرهم من اليمامة )، وجعل علي عليه السلام يعدد رجال المهدي ، والناس يكتبون .(الملاحم والفتن : 289 ،معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) : 3 / 104، مجمع النورين : 331).
الطائفة التاسعة: الروايات التي ذكرت اسم المهدي الأول من المهديين الاثني عشر .
الرواية الأولى: ما جاء في الوصية المتقدمة ،حيث جاء فيها : فإذا حضرته الوفاة – أي الإمام المهدي عليه السلام- فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي : اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد ، والاسم الثالث : المهدي ، هو أول المؤمنين).
(الغيبة للطوسي:150، مختصر بصائر الدرجات:161 ، بحارالانوار:36/ 261 و53/148، مکاتيب الرسول:2/95، غاية المرام:1/196و242، موسوعة شهادة المعصومين:3/379).
الرواية الثانية: عن حذيفة بن اليمان قال : سمعت رسول الله (ص) يقول ـ وذكر المهدي- ( إنه يبايع بين الركن والمقام اسمه أحمد وعبد الله والمهدي فهذه أسماءه ثلاثتها ). (الغيبة للشيخ الطوسي : 454و:470، الخرائج والجرائح : 3 / 1149، بحار الأنوار : 52 / 291، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) : 1 / 453 ،مجمع النورين : 299).
الرواية الثالثة: وعن الإمام الباقر (ع) : ( إن لله كنزاً بالطالقان ليس بذهب ولا فضة إثنا عشر ألفاً بخراسان شعارهم (أحمد أحمد ) يقودهم شاب من بني هاشم على بغلة شهباء عليه عصابة حمراء كأني أنظر إليه عابر الفرات فإذا سمعتم بذلك فسارعوا إليه ولو حبواً على الثلج ).
( منتخب الانوار المضيئة : 343).
الرواية الرابعة: وعن الباقر ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام – وهو على المنبر – : يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان أبيض اللون ، مشرب بالحمرة ، مبدح البطن عريض الفخذين ، عظيم مشاش المنكبين بظهره شامتان : شامة على لون جلده وشامة على شبه شامة النبي صلى الله عليه وآله ، له اسمان : اسم يخفى واسم يعلن ، فأما الذي يخفى فأحمد وأما الذي يعلن فمحمد... (كمال الدين وتمام النعمة : 653، الخرائج والجرائح : 3 / 1150، إعلام الورى بأعلام الهدى : 2 / 295، وسائل الشيعة (آل البيت) : 16 / 244، بحار الأنوار : 51 – ص 35، جامع أحاديث الشيعة : 14 / 568، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع): 3 / 41).
فالرواية تصرّح بانّ الذي يخفى لذلك الشخص الذي ذكر بعض صفاته أمير المؤمنين عليه السلام ،وقال عنه ( أنّه من ولدي) هو الإسم ،ثم ذكر أنّ الإسم المخفي هو أحمد،والإسم المعلن هو محمد عليهما السلام.
الطائفة العاشرة: الروايات التي تحرّم التسمية لصاحب الأمر عليه السلام.
فقد وردت كثير من الروايات تشير الى حرمة تسمية صاحب الأمر باسمه و بكنيته ، ووقعت مثاراً للنقاش والتأويل والتوجيه عند الباحثين، ومن تلك الروايات:
ما رواه عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، قال : قلت لمحمد بن علي بن موسى : إني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً . فقال عليه السلام : يا أبا القاسم مامنا إلا قائم بأمر الله وهادي إلى دين الله ، ولكن القائم الذي يطهر الله عزوجل به الأرض من أهل الكفر والجحود ويملأها عدلاً وقسطاً هو الذي يخفى على الناس ولادته ويغيب عنهم شخصه ويحرم عليهم تسميته ، وهو سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنيه ، وهو الذي تطوى له الأرض ويذل له كل صعب ، يجتمع إليه من أصحابه عدد أهل بدر ثلاثمائة وثلاث عشر رجلاً من أقاصي الأرض ، وذلك قول الله عزوجل (أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ، فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الإخلاص أظهر أمره ، فإذا أكمل له العقد وهي عشرة آلاف رجل خرج بإذن الله ، فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله تبارك وتعالى ) .( كفاية الأثر: 281) .
ولقد جاء في رواية أخرى ( الذي يخفى على الناس ولادته ولا يحل لهم تسميته حتى يظهره الله عز وجل فيملا به الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ).( بحار الأنوار :51 /150).
وعن أبي جعفر (ع) في حديث انه قال : ( واشهد على رجل من ولد الحسن لا يسمى ولا يكنى حتى يظهر أمره فيملاها عدلاً كما ملئت جوراً ، أنه القائم بأمر الحسن بن علي (ع) ). (الغيبة للنعماني: 68).
ـــــــــــــــــــــــــــ
(صحيفة الصراط المستقيم/عدد 29/سنة 2 في 08/02/2011 – 4 ربيع الاول 1432 هـ ق)