أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام الأحد 23 أغسطس/آب أن السلطات ستحاسب جميع المسؤولين عن أعمال العنف واستخدام القوة المفرطة ضد المحتجين في بيروت يوم السبت.
وخلال مؤتمر صحفي في بيروت قال سلام إن “الذي حصل بالأمس لا نستطيع إلا تحمل مسؤوليته وبخاصة ما يتعلق باستعمال القوة المفرطة مع هيئات المجتمع المدني يمكن أن يكون هناك من استغل التوتر، ولكن نحن لسنا أعداء له، وكل من تصرف بشكل أدى إلى أذى وضرر سيتحمل مسؤوليته”.
كما وعد رئيس الوزراء بإيجاد حل سريع لقضية تراكم النفايات باعتبارها قضية أخرجت المتظاهرين إلى شوارع بيروت. وذكر بهذا الخصوص أن “قصة النفايات” لم تكن سوى “القشة التي قضمت ظهر البعير”، فهناك “النفايات السياسية” الموجودة في البلاد.
وبخصوص استقالته من منصبه بناء على مطالب المحتجين قال رئيس الوزراء اللبناني: “إن إحراجي لإخراجي يمارس منذ زمن، وكنت سآخذ قراري منذ 3 أسابيع وما زال الخيار أمامي، وسأتكيف مع الموضوع وفق ما أراه مناسبا، وعندما أرى أن صبري بدأ يضر بالبلد سأتخذ القرار المناسب”.
هذا وحذر سلام من تحول لبنان إلى دولة فاشلة، ودعا مجلس الوزراء إلى عقد جلسة عاجلة يوم الخميس المقبل لمناقشة مطالب المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع منددين بالفساد في البلاد. وأضاف أنه إذا لم تكن جلسة يوم الخميس منتجة فلن يكون ثمة لزوم فيما بعد لمجلس الوزراء.
وخاطب رئيس الحكومة المتظاهرين ليطلب منهم أن يتوجهوا إلى جميع القوى السياسية في البلاد من دون استثناء على أساس أنها مسؤوله عما يجري حاليا.
جنبلاط يعلن تأييده لمواقف سلام
أعلن رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط دعمه لموقف رئيس الوزراء “لناحية حتمية أن تكون جلسة مجلس الوزراء في أقرب وقت ممكن منتجة، ذلك أن الاستمرار بسياسة التعطيل لم يعد مقبولا تحت أي ذريعة وفي أي ظرف من الظروف”.
وأضاف: “إن انحراف هذا التحرك عن مساره الأساسي ودخول بعض القوى السياسية عليه في محاولة لركوب الموجة الشعبية، هو الذي دفع الحزب التقدمي الاشتراكي لإعلان انسحابه منه رغم تأييده أحقية المطالب المطروحة، إلا أنه يرفض استغلال التحرك لتوسيع قاعدة الشلل والتعطيل وضرب أسس ومرتكزات النظام والاستقرار”.
وقال: “إن موقف الرئيس سلام الحاسم لناحية محاسبة كل المسؤولين عن إطلاق النار وعدم تغطية أحد هو موقف مسؤول يستحق التقدير”، لكنه أضاف أنه “مع التأكيد على أن حرية التظاهر مقدسة، إلا أنها يفترض أن تبقى تحت سقف القانون”، “ومع التأكيد على محاسبة من أطلق النار من رجال الأمن، إلا أنه لا بد أيضا من محاسبة من تعرض للقوى الأمنية وتسبب بسقوط جرحى منهم”.
وكان الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يزعمها وليد جنبلاط قد أعلن السبت في بيان انسحابه من المظاهرات في وسط بيروت بسبب تحولها من تحرك شعبي شبابي مطلبي محق، إلى محاولة لإسقاط ما تبقى من مؤسسات الدولة اللبنانية والحكم في البلاد، وهو ما سيعرض الاستقرار الداخلي والسلم الأهلي للاهتزاز والخطر، بحسب نص البيان.
عودة الهدوء إلى ساحة رياض الصلح
من جانب آخر أفادت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية بعودة الهدوء إلى ساحة رياض الصلح، وذلك بعد محاولات المتظاهرين فيها نزع الشريط الشائك الذي يفصلهم عن القوى الأمنية، وقيامهم برشق عناصر الشرطة بعبوات المياه. فيما لا يزال المعتصمون بالساحة، واعدادهم لا تتجاوز العشرات، يطلقون هتافات تدعو رئيس الحكومة تمام سلام إلى الرحيل، وإسقاط النظام والثورة ضد الفساد الحكومي.
وزير الداخلية اللبناني يأمر بإجراء تحقيق بأحداث السبت
كلف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق فور عودته إلى بيروت اليوم، المفتش العام لقوى الأمن الداخلي العميد جوزف كلاس بإجراء تحقيق حول ما جرى يوم السبت بين المتظاهرين وقوى الأمن الداخلي وغيرها من القوى العسكرية. وطلب المشنوق أن يكون التحقيق جاهزا خلال 42 ساعة ويبنى على الشيء مقتضاه وفق القانون.
كما طلب منه زيارة الجرحى والمصابين من المواطنين وقوى الأمن الداخلي والقوى العسكرية والاستماع إلى كل واحد منهم بشأن ما جرى ليلة السبت إلى الأحد.
جرحى في بيروت نتيجة اشتباكات بين الشرطة ومحتجين مطالبين باستقالة الحكومة
وكان نحو 30 شخصا قد أصيبوا بجروح بعد أن استعملت قوات الأمن اللبنانية الغاز المسيل للدموع وأطلقت الرصاص المطاطي لتفريق المحتجين الذين خرجوا في بيروت اليوم مطالبين باستقالة الحكومة.
وأفاد مصدر طبي في حديث مع “نوفوستي” السبت 22 أغسطس/آب بأن “سيارات الإسعاف نقلت أكثر من 30 شخصا حالة بعضهم خطرة”، وأضاف: “كما أصيب ضابط ورجلا شرطة”.
وفي وقت سابق ذكرت وكالة “النهار” اللبنانية أن العناصر الأمنية استخدمت القوة في وجه المتظاهرين الذين رددوا شعارات تطالب باستقالة الحكومة، وقرروا البقاء في ساحة “رياض الصلح” حتى إسقاط الحكومة على رغم الإجراءات الأمنية المشددة.
وسادت حال من الهرج والمرج في محيط ساحة الشهداء وساحة رياض الصلح، وكرر المتظاهرون رفضهم لما أسموه بـ”الأسلوب الميليشياوي” الذي ساد في التعامل.
وكان حشد لافت ملأ شوارع ساحة رياض الصلح بدعوة من طلعت ريحتكم، محتجا على أزمة النفايات، والتمديد لمجلس النواب، والفساد، وهتف المحتجون: “ثورة. ثورة. ثورة”.
المصدر: وكالات