قال مسؤول فلسطيني كبير الأربعاء إن الفلسطينيين سيمهلون مجلس الأمن الدولي “بعض الوقت” لدراسة طلب العضوية الكاملة في الأمم المتحدة لدولة فلسطينية، وذلك بعد أن أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما معارضته تقدم الفلسطينيين بهذا الطلب.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الفلسطيني (فتح) نبيل شعث على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة “سنعطي مجلس الأمن بعض الوقت لدراسة طلبنا العضوية الكاملة أولا قبل أن نتوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة”.
كما أكد نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في بيان أن الفلسطينيين مستعدون للعودة إلى طاولة المفاوضات بمجرد أن توافق إسرائيل على وقف الاستيطان وتقبل حدود 1967، شرطين مرجعيين للمفاوضات.
الرئيس الفلسطيني خلال مشاركته في افتتاح الجمعية العامة بنيويورك (الفرنسية)
|
دراسة فلسطينية
وفي هذا السياق أيضا، قال متحدث باسم الرئيس الفلسطيني إن محمود عباس سيدرس مقترحات للمفاوضات بين إسرائيل والقيادة الفلسطينية قدمها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال خطابه في افتتاح اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
واقترح ساركوزي الأربعاء أن تبدأ المفاوضات بين السلطة وإسرائيل خلال شهر وأن يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الحدود والأمن خلال ستة أشهر والوصول إلى اتفاق نهائي خلال عام.
كما قال الرئيس الفرنسي “اليوم نواجه اختيارا بالغ الصعوبة كلنا يعلم أن فلسطين لا يمكنها الحصول فورا على الاعتراف الكامل والتام بوضع دولة عضو في الأمم المتحدة”.
وأضاف “لكن من يشك في أن استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ينطوي على احتمال إثارة موجة جديدة من العنف في الشرق الأوسط؟”. وقال ساركوزي إنه يجب عدم استبعاد مرحلة وسطية. وأوضح “لماذا لا نتصور منح فلسطين وضع دولة مراقب في الأمم المتحدة هذا سيكون خطوة مهمة إلى الأمام والأهم هو أنه سيعني الخروج من حالة الجمود التي لا تفيد إلا المتطرفين فبذلك سنعيد الأمل من خلال تحقيق تقدم نحو الوضع النهائي”.
أما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فاعتبرت أن تصريحات أوباما تظهر التحيز الأميركي “المعتاد” لإسرائيل على حساب المصالح العربية والفلسطينية.
وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري إن الطريق إلى الدولة الفلسطينية لا يمر عبر أميركا أو الأمم المتحدة، وإنما يمر فقط من خلال الشعب الفلسطيني ووحدته.
أوباما قال إن إعلان الدولة يجب أن يكون نتيجة للمفاوضات (رويترز)
|
مدح إسرائيلي لأوباما
من ناحيته، أعرب بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي عن شكره للرئيس الأميركي لدعمه إسرائيل.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقده الزعيمان الأربعاء على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة وبعد دقائق من إلقاء أوباما خطابه أمام المنظمة الدولية.
وأعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية عن أمله في أن يحذو ساسة بارزون آخرون حذو الرئيس الأميركي في الدعوة إلى استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأوضح نتنياهو أنه “يعرف أن هؤلاء القادة يتعرضون لضغط كبير” زاعما أن المقترحات المناهضة لإسرائيل تحظى “بأغلبية تلقائية” في الأمم المتحدة.
وحول إعلان الرئيس الأميركي في تصريحات سابقة أنه سيلجأ في حال الضرورة إلى استخدام حق الفيتو ضد المطلب الفلسطيني قال نتنياهو: “أعتقد أن هذا وسام شرف، وأودأن أشكركم على حملكم لوسام الشرف هذا”.
من جانبه قال أوباما في بداية لقائه مع نتنياهو إنه لا يمكن فرض السلام على الجانبين وهذا يجب أن يكون نتيجة للمفاوضات.
وأضاف أوباما أن “الأحداث في المنطقة توضح لنا إلى أي مدى يمكن للسلام أن يكون هشا وهذا شرف كبير أن رئيس الوزراء موجود هنا”.
وكان الرئيس الأميركي قد قال في خطاب أمام الجمعية العامة إن الشعب الفلسطيني يستحق دولة خاصة به ولكن السلام الحقيقي يتحقق فقط بين الإسرائيليين والفلسطينيين أنفسهم.
وأشار إلى أنه تقدم بأسس للمفاوضات في مايو/أيار الماضي بحيث تدرك إسرائيل أن أي اتفاق يضمن أمنها كما يستحق الفلسطينيون أن يدركوا حدود أراضي دولتهم.
وأضاف “أنا واثق من أنه لا يوجد أي طريق مختصر لوضع حدّ للصراع الذي استمر لعقود، والسلام لن يتحقق من خلال تصريحات أو قرارات في الأمم المتحدة”.
الجمعية العامة شهدت مواقف متباينة من قبول عضوية دولة فلسطين (الفرنسية)
|
موقف لبناني
من ناحيته، اعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لن يحل كافة قضايا الصراع في الشرق الأوسط.
وأوضح سليمان، في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن لبنان تدعم قيام الدولة الفلسطينية وعضويتها بالأمم المتحدة دعما كاملا.
وأضاف أن تلبية مطالب الفلسطينيين لا يعيد كامل الحقوق ولا يعتبر حلا نهائيا للقضايا الفلسطينية.
وأشار سليمان إلى أن الظروف المعيشية للفلسطينيين وقضية اللاجئين والمطالب الإنسانية التي يرفعها الفلسطينيون لا تزال تندرج تحت مسؤولية الأمم المتحدة.