أخبار العلوم التقنية

دراسة تؤكد أن أقمار بلوتو غير مستقرة

كوكب بلوتو - أرشيفية
كوكب بلوتو – أرشيفية

أظهرت دراسة نشرت نتائجها أمس الأربعاء، أن الأقمار الخارجية لبلوتو تواجه باستمرار حالات مفاجئة من الانقلاب والانعكاس، كما لو كانت تخوض معركة مع قوى جاذبية الكوكب الأم وقمر تشارون أكبر أقماره التوابع.

وقال عالم الفلك مارك شوالتر فى مؤتمر صحفى “يبدو الأمر كما لو كان بلوتو وتشارون ثقلين فى نهايتى عمود، وهما ثقلان غير متزنين بالمرة كما أن الثقلين يدوران. أما الأقمار الأربعة الأخرى لبلوتو فتستجيب لحقول الجاذبية لكل من الجرمين.”ويتعين أن تساعد هذه الدراسة التى وردت فى دورية (نيتشر) هذا الأسبوع العلماء فى الكشف عن كيفية نشوء بلوتو وأقماره، كما قد تعطى فكرة عن نشأة المجموعة الشمسية.

ومن المقرر أن يسبح المسبار الآلى (نيو هورايزونز) التابع لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) على مسافة 12500 كيلومتر من سطح بلوتو فى 14 يوليو تموز القادم.

وأظهرت نماذج محاكاة بالكمبيوتر لقمر (نيكس) التابع لبلوتو -وهى نماذج مستقاة من صور التقطها تلسكوب هابل الفضائى- وهو يتأرجح ثم يتقلب ويهوى.

وقال شوالتر “إنه عالم فى غاية الغرابة، إنك لا تدرى إن كانت الشمس ستطلع غدا بالمعنى الحرفى للكلمة فقد تشرق الشمس من الغرب وتغرب فى الشرق.. أو الشمال، إذا كانت لديك أملاك عقارية فى القطب الشمالى للقمر نيكس فقد تكتشف فجأة يوما ما أنك قد أصبحت فى القطب الجنوبى”.

وأجرى الدراسة شوالتر الذى يعمل لدى معهد سيتى بماونتين فيو فى كاليفورنيا ودوجلاس هاملتون من جامعة ماريلاند.

ويقبع بلوتو -وهو جرم جليدى قزم يسبح على حافة المجموعة الشمسية- فى حزام كويبر وهى منطقة متجمدة تدور بها كويكبات صغيرة فى أفلاكها حول الشمس بعد كوكب نبتون ويعتقد أن هذه المنطقة تخلفت عن نشأة المجموعة الشمسية قبل 4.6 مليار عام. وحزام كويبر آخر منطقة مجهولة بمجموعتنا الشمسية.

وفى عام 1992 اكتشف علماء الفلك أن بلوتو -الذى يبعد عن الشمس مسافة تماثل بعد الارض عن الشمس نحو أربعين مرة- ليس وحده الجرم الصغير الحجم ما دعا الاتحاد الفلكى الدولى لاعادة النظر فى تعريفه ليخرج من دائرة كونه كوكبا.

ومنذ اكتشافه عام 1930 لا يزال بلوتو لغزا محيرا ويرجع ذلك فى جزء منه لكونه صغير الحجم بالمقارنة بالكواكب الاخرى. ويبذل العلماء جهدا خارقا فى تفسير كيف أن كوكبا قطره لا يتجاوز 2302 كيلومتر يمكن أن يستمر فى الوجود وسط كواكب عملاقة مثل المشترى وزحل وأورانوس ونبتون.

ويشك العلماء فى أن بلوتو وقمره الأكبر تشارون وأقماره الأربعة الصغيرة الأخرى – وهى الأقمار التى اكتشفت من خلال صور هابل بعد إطلاق المسبار “نيو هورايزونز”- قد تكونت بعد تصادم حدث فى أزمان غابرة بين جرمين جليديين.

وستختبر هذه النظرية من خلال الأدلة الجديدة الخاصة بالأقمار المتأرجحة ومشاهدات المسبار “نيو هورايزونز” الذى أطلق فى يناير كانون الثانى عام 2006 وهو أول مركبة فضائية تزور بلوتو وسيتجه إلى حزام كويبر لاحتمال التحليق على جرم ثان عام 2019.

المصدر: اليوم السابع
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى