دخل مسلحو داعش المواقع الأثرية في تدمر، عقب سيطرتهم على المدينة من أيدي قوات الحكومة السورية الأربعاء، بحسب ما يقوله المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ولكن المرصد يقول إنه ليس هناك أي دليل على أن المسلحين أخذوا في تدمير المعالم والمباني الأثرية التي ترجع إلى العهد الروماني في المدينة، كما فعلوا في مدن تاريخية أخرى استولوا عليها في العراق المجاور.
في هذه الأثناء، دعت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا إلى إنهاء الأعمال العدائية في تدمر فوراً عقب ورود تقارير عن دخول مسلحي تنظيم الدولة لموقع التراث العالمي.
وقالت إيرينا بوكوفا “أشعر بقلق عميق إزاء الوضع في موقع تدمر. يشكل القتال خطراً على أحد أهم المواقع في الشرق الأوسط وعلى سكانها المدنيين”.
وأكد تنظيم داعش أنه يسيطر الآن على مدينة تدمر بالكامل، عقب “انهيار” القوات الحكومية هناك، بحسب بيان نشره التنظيم على موقع تويتر.
وجاء في البيان أن القوات السورية المنسحبة “خلفت أعدادا كبيرة من القتلى”، ملأت جثثهم ميادين المدينة.
وقال التنظيم إن أكثر من 100 من المقاتلين الموالين للحكومة قتلوا في المدينة وحولها خلال الاشتباكات التي دارت ليلا مع المسلحين.
وقال المسلحون إنهم سيطروا أيضا على قاعدة تدمر الجوية، ومقر الاستخبارات، والسجن العسكري السيئ السمعة، الذي يرمز – بالنسبة لكثير من السوريين – إلى المدينة أكثر من آثارها.
وقال التليفزيون الرسمي السوري إن قوات الجيش السوري انسحبت بالفعل من المدينة. وأضاف أن معظم سكان المدينة قد أخلوا منها.
وتتمتع المدينة، الواقعة في محافظة حمص وسط سوريا، بموقع استراتيجي مهم لأنها تربط شرق سوريا بغربها.
كما أن السيطرة عليها يقرب تنظيم “الدولة الإسلامية” من العاصمة دمشق.
مخاوف
وهناك مخاوف متزايدة من أخطار بالغة تهدد المدينة، أحد أعظم المواقع الآثرية في الشرق الأوسط.
ونقل عن مسؤول المتاحف والآثار في سوريا قوله إن مئات من القطع الأُثرية الثمينة قد نقل من متحف في تدمر إلى أماكن آمنة.
غير أنه أشار إلى صعوبة نقل عدد كبير من آثار تدمر.
وقال عمر حمزة، وهو ناشط سوري من تدمر، لبي بي سي إن المدينة “دُكت بكثافة بالغة” من جانب تنظيم داعش وقوات الحكومة السورية.
وأضاف “هناك مواجهات غاية في العنف شرق المدينة.”
ويشير حمزة إلى أن “معظم الآثار التاريخية القيمة يوجد في جنوب المدينة. وتقع هذه الآثار بين المدينة والأراضي الزراعية التي يسيطر عليها تنظيم داعش، الذي قصف المنطقة دون أي التفات لأهمية حماية الآثار.”
“معركة العالم كله”
وقال مأمون عبد الكريم، مسؤول الآثار في سوريا “هذه معركة العالم كله”.
ودعا قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة إلى منع تنظيم الدولة من تدمير هذا الموقع الأثري.
وكان تنظيم داعش قد شن في 13 مايو/أيار هجوما على تدمر التي تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي بالنسبة إليه، إذ تفتح له الطريق نحو البادية المتصلة بمحافظة الأنبار العراقية.
كما أنها مهمة من الناحية الدعائية، لأنها محط أنظار العالم بسبب آثارها المدرجة على لائحة التراث العالمي.
وتعرف هذه الآثار بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية المزخرفة.
المصدر: BBC