تستشعر الأوساط العراقية وجود حرب غير معلنة بين رئيس الحكومة حيدر العبادي وسلفه نوري المالكي، إلا أن مقربين من الرجلين ينفون ذلك، ويرجعون هذه الأنباء “لآلة إعلامية تحاول خلق الفوضى والمشاكل بين القوى السياسية”.
وكان إبراهيم العبيدي، النائب عن اتحاد القوى العراقية، قال -في لقاء تلفزيوني- إن العبادي اتهم سلفه نوري المالكي -الذي يشغل حالياً منصب نائب رئيس الجمهورية- بمحاولة الإطاحة بحكومته من خلال بث الشائعات التي أشارت إلى سقوط نحو 140 جندياً في حادثة الثرثار بمحافظة الأنبار الشهر الماضي.
وتقول مصادر حكومية عراقية مطلعة، إن “الكتل السياسية الكبيرة في العراق تمتلك عشرات المواقع الإلكترونية لمهاجمة بعضها بعضا، عدا الفضائيات والصحف ووكالات الأنباء التي تديرها بشكل علني ورسمي”.
المصادر نفسها أشارت إلى أنه “قبيل الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في العراق نهاية نيسان 2014، أسست شخصيات وكتل سياسية مواقع إلكترونية كبيرة، وقامت بعضها باستيراد أجهزة “سيرفر” خاصة للحفاظ على سرية مواقعها”.
وتنتشر مئات المواقع الإلكترونية العراقية “المجهولة المصدر”، التي تنشر الأخبار والقصص و”البروفايلات”، دون أن يُعرف أي من العاملين فيها، كما تنتشر مثلها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تُدار من أشخاص مجهولين.
وتتبادل الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية الصور والأخبار دون تحديد مصادرها، وتستهدف أغلبها المتصارعين السياسيين في البلاد.
ورغم أن مصادر مطلعة تواجدت في جلسة مجلس النواب السرية التي حضرها العبادي الأسبوع الماضي، أشارت إلى وجود تلميح من قبل رئيس الحكومة العراقية إلى سلفه نوري المالكي، بشأن شن حملة إعلامية ضده؛ فإن نائبين مقربين من الطرفين لم يؤكدا ذلك.
وبحسب التصريحات التي أطلقها المالكي، وتمسكه بمنصب رئيس الحكومة بعد الانتخابات الأخيرة، فإن المؤشرات تدل على عدم قناعة المالكي بخلفه الذي وصل إلى سدة الحكم بالطريقة ذاتها التي وصل بها المالكي، وهي التوافقات السياسية.
المحلل السياسي علي التميمي يعتقد بـ “وجود خلافات بين العبادي والمالكي”، ويقول للجزيرة نت إن الاستحقاق الانتخابي كان للمالكي، إلا أن الكتل السياسية لم تمنحه الثقة لتشكيل الحكومة الجديدة، وهذا ما جعله غير راض عن العبادي.
ويضيف أن “هناك مواقع إلكترونية تتبادل اتهامات مجهولة المصدر بين الطرفين وبين أطراف اخرى”، مبيناً أن “العبادي وبعد تسلمه منصبه أعلن عن وجود فضائيين (أسماء وهمية) في المؤسسة الأمنية، وهذا مؤشر على وجود فساد في المؤسسة التي كان يديرها المالكي بالوكالة، لكن الاخير رد ونفى ذلك، وهذا ما خلق هوة بين الرجلين”.
المصدر: المستقبل نيوز