يتهم الوهابية الشيعة بأنهم يسيئون لعائشة زوج النبي صلى اللّـه عليه وآله وسلم، بينما تخلو كتب الشيعة من أي شيء من هذا القبيل، وفي المقابل تمتلئ كتبهم بكل ما يمثل إساءة لعائشة وللنبي على حد سواء، وهذه نماذج قليلة مما ورد في كتبهم:
فقد اخرج عدة من الحفاظ واستنبطوا من هذه الحادثة أحكاما شرعية وذكر الرواية الشيخ الألباني، قال : ( وعن عائشة قالت: كانت عندي جارية من الأنصار زوجتها فقال رسول اللّـه صلى اللّـه عليه وسلم: “ يا عائشة ألا تغنين ؟ فإن هذا الحي من الأنصار يحبون الغناء ” ). رواه ابن حبان في صحيحه [مشكاة المصابيح ج2 ص215 ح3154 ].
ويتهمون السيدة عائشة بأنها ترضع للرجال :
وكانت عائشة تأمر بمن تختار أن يدخل عليها من الرجال لبعض نسائها فترضعه وتحتج في ذلك بحديث سالم مولى أبي حذيفة حيث أمر النبي صلى اللّـه عليه (وآله) وسلم امرأة أبي حذيفة أن ترضعه . [تفسير ابن كثير ج1 ص 380 ].
وابن عاشور يقول أن السيدة عائشة رضعت لرجل :
قال ابن عاشور : ( عائشة ترضع الرجال )
وكانت عائشة أم المؤمنين إذا أرادت أن يدخل عليها أحد الحجاب أرضعته تأولت ذلك من إذن النبي صلى اللّـه عليه (وآله) وسلم لسهلة زوج أبي حذيفة وهو رأي لم يوافقها عليه أمهات المؤمنين وأبين أن يدخل أحد عليهن بذلك وقال به الليث بن سعد بإعمال رضاع الكبير وقد رجع عنه أبو موسى الأشعري بعد أن أفتى به. [التحرير والتنوير ج1 ص923 ].
السيدة عائشة تأمر الرجال يرضعن من بنات أختها ليدخلوا عليها :
( …كانت عائشة تأمر أخواتها وبنات أخواتها أن يرضعن من أحبت عائشة أن يراها ويدخل عليها وان كان كبيرا خمس رضعات ثم يدخل عليها وأبت أم سلمة وسائر أزواج النبي صلى اللّـه عليه (وآله) وسلم أن يدخلن عليهن بتلك الرضاعة أحدا من الناس حتى يرضع في المهد وقلن لعائشة واللّـه ما ندري لعلها كانت رخصة من رسول اللّـه صلى اللّـه عليه (وآله) وسلم لسالم من دون الناس )
تعليق شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح وهذا إسناد جيد . [مسند احمد ج6 ص270 ح26373 ].
ويقول ابن تيمية:
وفي الصحيحين أنه قال لعائشة رضي اللّـه عنها في قصة الإفك قبل أن يعلم النبي براءتها و كان قد ارتاب في أمرها فقال يا عائشة أن كنت بريئة فسيبرئك اللّـه و أن كنت ألممت بذنب . [منهاج السنة النبوية ج780ص ].
مخنث يدخل على زوجات الرسول:-
2181 وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت ثم كان يدخل على أزواج النبي صلى اللّـه عليه (وآله) وسلم مخنث فكانوا يعدونه أولي الإربة (الأربة يعني الحاجة إلى النكاح) قال فدخل النبي صلى اللّـه عليه (وآله) وسلم يوما وهو ثَمّ بعض نسائه وهو ينعت امرأة قال إذا أقبلت أقبلت بأربع وإذا أدبرت أدبرت بثمان فقال النبي صلى اللّـه عليه وسلم ألا أرى هذا يعرف ما ههنا لا يدخلن عليكن قالت فحجبوه . [صحيح مسلم ج4ص 1716 ح2181 ].
قال النووي :
هيت قال العلماء وإخراجه ونفيه كان لثلاثة معان
أحدها المعنى المذكور في الحديث أنه كان يظن أنه من غير أولى الإربة وكان منهم ويتكتم بذلك والثاني وصفه النساء ومحاسنهن وعوراتهن بحضرة الرجال وقد نهى أن تصف المرأة المرأة لزوجها فكيف إذا وصفها الرجل للرجال والثالث أنه ظهر له منه أنه كان يطلع من النساء وأجسامهن وعوراتهن على ما لا يطلع عليه كثير من النساء فكيف الرجال لاسيما على ما جاء في غير مسلم أنه وصفها حتى وصف مابين رجليها أي فرجها وحواليه واللّـه أعلم . [شرح النووي على صحيح مسلم ج14 ص164 ح2181 باب منع المخنث من الدخول على النساء الأجانب ].
والثاني وصفه النساء ومحاسنهم وعوراتهن بحضرة الرجال وقد نهى أن يصف المرأة زوجها فكيف إذا وصفها غيره من الرجال لسائرهم .
الثالث أنه ظهر له منه أنه كان يطلع من النساء وأجسامهن وعوراتهن على مالا يطلع عليه كثير من النساء . قوله ” فيسأل ثم يرجع ” أي يسأل الناس شيئا ثم يرجع إلى البادية والبيداء بالمد القفر وكل صحراء فهي بيداء كأنها تبيد سالكها أي تكاد تهلكه وفي ذلك دليل على جواز العقوبة بالإخراج من الوطن لما يخاف من الفساد والفسق وجواز الأذن بالدخول في بعض الأوقات للحاجة. [نيل الأوطار ج6 ص175 ].
عالم الوهابية الكبير يقول أن عائشة مسحورة :
حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن بن عمرة عن عمرة : أن عائشة رضي اللّـه عنها دبرت أمة لها فاشتكت عائشة فسأل بنو أخيها طبيبا من الزط فقال إنكم تخبروني عن امرأة مسحورة سحرتها أمة لها فأخبرت عائشة قالت سحرتينى فقالت نعم فقالت ولم لا تنجين أبدا ثم قالت بيعوها من شر العرب ملكة
قال الشيخ الألباني: صحيح. [الأدب المفرد ج1 ص68 ح162 ].
(صحيفة الصراط المستقيم/عدد 3/سنة 2 في 10/08/2010 – 29 شعبان 1431هـ ق)