لم تجد مجموعة من النساء الأفغانيات وسيلة للتعبير عن احتجاجهن وغضبهن من الظلم الذى تعرضت له واحدة منهن عندما قتلت ضربا حتى الموت لاتهامها خطأ بحرق نسخة من المصحف، سوى أن يخرجن عن التقاليد ويقمن بحمل نعشها إلى مثواه الأخيرة، وهى الخطوة التى يقوم بها الرجال سواء كان المتوفى رجل أو امرأة.
فارخوندا اعترضت على بيع التمائم داخل أحد الأضرحة
وكانت فارخوندا امرأة محجبة، تبلغ من العمر 27 عاما، أنهت لتوها دراستها الدينية وكانت تستعد للعمل فى التدريس، ودخلت فى جدال مع مجموعة من الرجال الذين باعوا التمائم فى أحد الأضرحة، حسبما قالت عائلتها. وقالت للنساء ألا يهدرن أموالهن على التمائم، ووصفت البائعين بالمتطفلين.
وقال والدها إن الرجال ردوا على ابنته بزعم أنها أحرقت القرآن، مما دفع الناس إلى الاعتقاد بأنها ليست مسلمة، وقاموا بضربها حتى الموت.. غير أن السلطات الأفغانية قامت إنها لم تستطع العثور على أى دليل يدعم مزاعم حرق فارخدونا للقرآن.
وقال اللواء محمد زهير، كبير المحققين الجنائيين فى البلاد إنها بريئة تماما، مشيرا إلى القبض على 13 شخصا على صلة بالحادث بينهما رجلين ممن يبيعون التمائم.. كما تم إيقاف 13 من رجال الشرطة عن عملهم لحين إجراء تحقيق حول مزاعم أن بعض عناصر القوة وقفوا جانبا ولم يفعلوا شيئا لمنع حدوث الهجوم على السيدة الشابة.
نساء يحملن النعش فى كسر للتقاليد
وتم بث جنازة فارخدونا على الهواء أمس الأحد، وشارك فيها مئات الأشخاص الذين طالبوا بالعدالة. بينما حملت النساء اللاتى حضرن للمساعدة فى دفنها النعش من سيارة الإسعاف حتى مثواه الأخير.
وأحاط بالنساء اللاتى عادة ما يتم استبعادهن من تلك المراسم بمجموعة من الرجال شكلوا سلسلة حولهن لحمايتهم ودعمهم وهن يحملن النعش.