خبر عربي وإسلامي

كاتب سعودي ينتقد الفقهاء في تحريم عيد الام بقول: لقد حرموا عيدك يا أمي

نزيه السنان
نزيه السنان

المناسبات والافراح التي قد تدخل البهجة والسرور بما لا يمس الدين في أي شيء ولا يدعو لمنكراً أمر مستساغ ولا يرى فيه العامة من المجتمعات ضرراً إن أحيوه بطريقة تعكس تحضرهم وبذات الوقت لم يأتوا بمنكر يشوه صورة دينهم او يزعزعه في نفوسهم.

يذهب بعض الفقهاء في تحريمهم لمثل هذه الاعياد أنها دخيله على الاسلام وليست من تشريعات الاسلام على حد تعبيرهم. فقط لتسمية مثل هذه المناسبات ” عيد “.

أتعجب من هؤلاء الفقهاء بفلسفة معقدة يسوغوا مبررات لتحريمها حتى وإن لم يتقبل العقل ذلك فكلمتهم قرآن منزل او تحل اللعنة على مخالفيها.

يا أصحاب السيادة الفقهاء حين تحتفل المجتمعات بمناسبة تدخل البهجة في النفوس وتنشر الخير في القلوب نوايا افراد تلك المجتمعات ليست معقده كما تفلسفوها أنتم ولا يدور بخواطرهم الإساءة لدينهم او تعطيل جانباً من جوانبه وتقع الكارثة على الاسلام وتنحرف جموع المسلمين. قياسكم على أن كل مالم يكن في صدر الاسلام فهو بدعة والبدعة محرمه واستخدام دلائل وشواهد من أحاديث او آيات قرآنيه كريمة لا تمت للموضوع بأي صلة كانت وتحويرها بطريقة ما لكي تخدم مصالح ما تصبوا اليه هو الحرام بعينه حيث يعتبر تحريفاً للكلم عن مواضعه وهذا من المحرمات الكبرى لما يترتب عليه ضلال المسلمين جميعاً.

وصفكم ان هذه الاعياد دخيلة ولم تكن في صدر الاسلام ليس مبررا فنحن نحتفل بالعديد من المناسبات الدينية التي لم يحتفل بها رسولنا الاكرم ولا ائمتنا الاطهار ولكننا نحتفل بها واصبحت واجب ديني. اليس القياس هو نفسه عيد مبتدع؟

إذا كانت الاشكالية في مسوغات تحريمكم لمناسبات جميله كلمة ” عيد ” لو كانت التسمية يوم الأم على سبيل المثال لأختلف الوضع ولم تدرج من ضمن الأعياد ولما وقعت الإشكالية حسب تصوركم مع العلم انه يطلق عليه يوم اللأم وليس عيد الأم كما يشاع.

في كتب الحديث والسيرة النبوية في جميع المذاهب الاسلامية تحدثت عن مشاركة الرسول وتهنئته الاديان الاخرى حين تحل مناسبات هو دليل قاطع على عدم صحة ما تزعمونه بكلمة بدعة والبدعة حرام في الفرحة والابتهاج وهذا إذا اخذنا القياس عليه كما تقيسونه أنتم.

أفراد المجتمع يعون تماما واجباتهم الدينية ويواظبون على إتباعها وفي ذات الوقت حين يحتفلون بمناسبات مثل يوم الأم يدركون تماماً انها لن تؤثر على ايمانهم وقناعاتهم وقيمهم الاسلامية وحين تجابهونهم بمثل هذا التشدد ينفرون منكم لعدم تقبل عقولهم هذا التشدد ولأنهم حسنين النوايا والاعمال تؤخذ بحسن النوايا وليست بخبث يقودهم للتفسخ من الدين كما تكرمتم وأشرتم في التحريم.

أنا كفرد لن أتوقف عن إدخال البهجة في قلب أمي حتى وإن أفتيتم بحرمتها أو حكمتم بعقاب مغلظ فلن أتراجع عن الاحتفال ولست وحدي من سيخالفكم فهنالك العديد من أفراد مجتمعنا لم يهضم افكاركم ولفظوها خارج رؤوسهم وضحكوا بتهكم وفقدتم نوع من مصداقيتكم لديهم حين اتيتم بما لا يتقبله العقل.

المصدر: شبكة القطيف الإخبارية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى