اهتمت صحيفة “واشنطن بوست” بالوضع فى ليبيا، موضحة أن التهديد الجديد الذى يواجه هذا البلد الغنى بالنفط من بين الكثير من التهديدات الوجودية هو احتمال إفلاسها، فبعد أربع سنوات من الثورة ضد الديكتاتور الراحل معمر القذافى، أصبح البلد محاصراً من كل الجهات، حيث تتنافس حكومتان على السلطة والموارد وتفرض الميليشيات والعصابات المسلحة نظام العدالة المتقلب الخاص بها، وأبعدت الهجمات المستثمرين والدبلوماسيين.وأضافت الصحيفة أن هذا الانهيار البطىء للبلاد تجلى عندما نشر مسلحو داعش فيديو ذبح المصريين على شاطئ البحر المتوسط، وبعدها قامت الطائرات الحربية بضرب أهداف للمتشددين، إلا أن ليبيا تواجه خطرا آخر أقل وضوحا، ولم يحظ بانتباه العواصم الغربية بعد، لكنه يهدد بالتسبب فى مزيد من الاضطراب ربما أعمق بكثير.
وقال مسئول أمريكى، رفض الكشف عن هويته، إن المال ينفد من ليبيا، فماذا لو أفلست، فعندما لا يكون لديها عملة صعبة، لن تستطيع شراء الغذاء ومن ثم ستكون هناك أزمة إنسانية هائلة.
وتابعت الصحيفة، إن الوضع مذهل بالنسبة للدولة العضو فى منطو الأوبك التى كانت تصدر النفط الخفيف لأوروبا، ويشكل النفط تقريبا 100% من الصادرات الليبية، ومن ثم فهو شريان الحياة الاقتصادى للبلاد. وقبل عام 2011، كان إنتاج النفط حوالى 1.6 مليون برميل يوميا. لكن الآن، ومع استمرار المواجهات بين مجموعة من الفصائل المسلحة الساعية لتأمين نصيبها من عائدات النفط، يتراوح الإنتاج بين 200 إلى 300 ألف برميل يوميا. وأغلب النفط الذى لا يزال يتدفق يأتى من المدن الساحلية. كما تراجعت أسعار النفط عالميا بمقدار النصف تقريبا منذ يونيو الماضى، وهو ما أدى إلى تخفيض عائدات النفط الليبيى بشكل أكبر.
ولا يزال يتعين على المسئولين الليبيين أن يدفعوا فاتورة سنوية هائلة لأجور العاملين بالحكومة التى تمثل حوالى 97% من إجمالى الرواتب المدفوعة فى البلاد، كما يقول مسئولون أمريكيون، إلى جانب الدعم السخى لكل شىء من الغذاء وحتى الوقود.