أخبار سياسية منوعة

كفى ظلماً لعلي(ص) أيها الحمقى!!

بسم الله الرحمن الرحيم

مع اقتراب حملة التطعيم الثالثة بفايروس الانتخابات الديمقراطية في العراق تتصاعد وتيرة الحملة المسمومة من الإعلام المسيس ديمقراطيا لحث الناس على الذهاب إلى مراكز التطعيم لينام جياع الشعب مرة أخرى لسنوات أخر على أماني آلهة الطعام التي لا ولن تكون أبدا ،

وإن من غرائب التسويق الإعلامي لهذه الحملة الفايروسية المهلكة أن عدداً من الأبواق من عبدة أصنام آخر الزمان من مراجع (الطين) يحاولون جاهدين الإساءة إلى المبادئ العظيمة لوثيقة الحكم التي كتبها أمير المؤمنين علي(ص) إلى عامله على مصر مالك الأشتر(رض) عندما قرر تنصيبه واليا عليها ، ولننظر إلى العبارات الأولى لهذا العهد العظيم لنرى هل أنه شرع لهذه الحملة الفايروسية التي يجتهد في تسويقها أبواق (دجاج الكفيل المذبوح على الطريقة المراجعية)؟؟؟!!!
يقول أمير المؤمنين(ص) لمالك الأشتر : [فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه ، فإنك فوقهم ، ووالي الأمر عليك فوقك ، والله فوق من ولاك .] وهنا أمير المؤمنين(ص) يكشف عن قانون التعيين والاختيار ، فلا يعني الاختيار الانتخاب أبداً ، بل الاختيار يكون بالاصطفاء ولا يستطيع أحد أن يصطفي أحداً إلا إذا كان عالما ومحيطا به ، خابرا إياه في المواقف ، وهذا ما ينطبق تماما على التنصيب الإلهي ، وقانون الجعل الإلهي ، قال تعالى {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}(القصص/68) ، فالخلق والتنصيب من مشيئة الله سبحانه وحده لا شريك له ، والذي يحاول أن يشركه في اختياره ويتدخل في آلية الاختيار التي هي (الجعل والتنصيب) فقد حكم على نفسه بأنه من المشركين ـ والعياذ بالله ـ فليس من الحكمة في شيء أن يكون هو سبحانه وحده الخالق ، ويشرك من دونه في اختيار من يرعى خلقه!!! ولذلك فأولئك الذين ينكشف لهم يوما بعد يوم سوء حساباتهم الدنيوية ، بل وانتقاض غزلهم يحاولون جاهدين العمل لخبط الحابل بالنابل مع العلم أن للحابل عمله وللنابل عمله ولا مشتركات بينهما أبدا ، وكذلك فهؤلاء عندما يهرعون إلى عهد أمير المؤمنين(ص) ليقتطعوا من الفقرات الشريفة التي تبين آليات عمل الحاكم بالعدل إنما يحاولون ترقيع ما انفتق من رتقهم ليكتشفوا أن ما توهموه صالحا للترقيع يزيد من فضيحتهم ، ويوسع من فتقهم حتى يصير لا سبيل لرتقه ، ذاك أن أولئك تناسوا أو غفلوا عن أن كلام الطاهرين(ص) فرع متصل بأصل ، ولا حياة للفرع إذا ما قطع من أصله ، وكذلك الأمر مع هذا العهد الشريف ؛ فإما أن يأخذه الناس بكله ويعملوا به ، ويكون بذلك النجاة والفلاح ، أو أن الانتقاء منه بحسب الهوى يزيد من فضائح المنتقين ، ذلك لأن العهد الشريف يبين أن كل ما على (الوالي) القيام به في الرعية هو مستند إلى كونه منصب ممن هو فوقه ، وهذا الذي هو فوقه لا يكون في أي حال من الأحوال دونه أو من رعيته ، أما الحال مع (الديمقراطية) فهو المضحك المبكي حيث أن الذي ينصب الحاكم ويختاره يكون في زمن الاختيار هو السيد وهو فوق من ينصبه ، وبعد أن تنتهي تلك الفترة الزمنية التي ربما تدوم سويعات يعود المحكوم حاكما ، والحاكم محكوما ، فيكون الشعب الذي نصب الحاكم ؛ رعية لمن نصبه هو بيده!!! فهل يقبل بهذه المعادلة ـ الخالية من المنطقية تماما بله أن يكون فيها رائحة حكمة ـ أحد يدعي التعقل ، أو أن لديه شائبة عقل؟؟؟!!!
إن عهد أمير المؤمنين(ص) لمالك يثبت هذا الأصل ، وهو ؛ إن الله سبحانه الذي ولى من ولاك هو فوقه وفوقك وهو مطلع عليكما ، ويرقب عمل من نصبه ، ومن نصبك ، فالوالي ومن ولى هما تحت نظر صاحب الولاية الحق وهو الله سبحانه ، وإنما قال أمير المؤمنين(ص) ذلك لينتبه الأشتر أن الأمر ليس بيد علي(ص) يسيره على وفق هواه ومراده ، وإنما الأمر بيد الله سبحانه ، والحاكم بين علي(ص) ومن نصبه علي(ص) هو القانون الذي جعله الله سبحانه ميزانا ليحاسب المجعول نفسه على وفقه ويحاسب من يوليه ، وهذا الأمر هو غاية في العدالة والحكمة والمصداقية ، وليس للمنصب فيه أي هوى أو انتقائية ، ولقد كان هذا الحال هو الفيصل في اختيار الحاكم ، لقد اختبر الحق سبحانه خلقه أجمعين في (احتمال الأمانة) ، وما كانت النتيجة؟؟؟ قال تعالى {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}(الأحزاب/72) ظلوما لنفسه ، جهولا بما حُمِّل ، ولذلك أضاع الخلق كلهم تلك الأمانة التي قبلوا أن يحملوها ما عدا محمد وآل محمد(ص) ، ولذلك استحق أولئك الذين حافظوا على الأمانة تشريف الله سبحانه لهم بأن جعلهم قادة البلاد وساسة العباد ، والخلق كلهم مأمورون بالسمع والطاعة لهم ، حيث قرن الله سبحانه طاعتهم بطاعتهم فقال عز من قائل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}(النساء/59) ، وورد عن الطاهرين(ص) في بيان هذه الآية المباركة ما نصه عن : [الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن أحمد ابن عائذ ، عن ابن أذينة ، عن بريد العجلي قال : ” سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل : ” إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل (النساء/62) ” قال : إيانا عنى ، أن يؤدي الأول إلى الإمام الذي بعده الكتب والعلم السلاح ” وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل الذي في أيديكم ، ثم قال للناس : ” يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم (النساء/63) ” إيانا عنى خاصة ، أمر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا ، فإن خفتم تنازعا في أمر فردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منكم ، كذا نزلت وكيف يأمرهم الله عز وجل بطاعة ولاة الأمر ويرخص في منازعتهم ؟ ! إنما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم ، ” أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم  ” .]( الكافي للشيخ الكليني:1/276) ، وأمانة الله سبحانه دينه ومعرفته التي ضيعها الناس وحفظها آل محمد(ص) ، والحكم ركن من أركان هذه الأمانة ، فكيف يفتري الناس على ربهم سبحانه من أنه أجاز لهم تنصيب من خان الأمانة وفشل في الحفاظ عليها عندما امتحنه الله سبحانه بذلك ، ولكن سبحان الله لا يستطيع الناس إلا أن يدللوا بما يفعلوه على حكمة ما روي عن آل محمد(ص) قبل أكثر من عشرة قرون ، حيث ورد عن رسول الله(ص) أنه قال : [إن من أشراط القيامة إضاعة الصلوات واتباع الشهوات ، والميل إلى الأهواء وتعظيم أصحاب المال ، وبيع الدين بالدنيا ، فعندها يذوب قلب المؤمن في جوفه كما يذاب الملح في الماء مما يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيره ، قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟ قال : إي والذي نفسي بيده يا سلمان ، إن عندها يليهم أمراء جورة ووزراء فسقة وعرفاء ظلمة وأمناء خونة ، فقال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه وآله : إي والذي نفسي بيده يا سلمان ، إن عندها يكون المنكر معروفا والمعروف منكرا ويؤتمن الخائن ويُخوَّن الأمين ويصدق الكاذب ويكذب الصادق ، قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله : إي والذي نفسي بيده يا سلمان .](معجم أحاديث الإمام المهدي(ع)؛الشيخ علي الكوراني العاملي:2/218) ، هل هناك دقة في الوصف كهذه الدقة التي يصف بها رسول الله(ص) واقعنا اليوم وهو يعاينه منذ ألف وأربعمائة ونيف من السنين؟؟؟!!!
إن هذه القيامة التي يتحدث عنها رسول الله(ص) هي قيامة القائم(ع) الذي سيبعثه الله سبحانه ليملأها قسطا وعدلا كما ملأها الفجار ظلما وجورا ، وهل هناك ظلم وجور أعظم من أن يؤتمن من خان الدين وباعه بالدنيا ، وأعني بهم فقهاء آخر الزمان الخونة الفجرة الذين شرعوا لمشروع الشيطان في الحاكمية ونقضوا عهد الله وإمامة الإمام(ع)؟؟؟ ويسمى اليوم مرجعا أعلى ، وتسبغ عليه الصفات زورا وبهتانا ، حتى بلغت بهم الوقاحة أن يسموه إماما ، وهم قد أزروا به من حيث أرادوا مدحه ، حيث أن الأئمة اثنان ؛ إمام عدل منصب من الله سبحانه وهو صاحب النص(الوصية) ، وإمام ضلالة منصب من الناس من دون سلطان أتاهم ، ومرجعهم الأعلى هو بحسب وصفهم (إمام ضلالة) لأنه لا يستطيع أحد منهم أن يقول ؛ إن مرجعهم منصب من الله سبحانه أو بأمر الله ، بل هم من اتخذوه إماما ، ونصبوه عليهم بقاعدة (الشياع) ، وهي قاعدة باطلة لأنها تطابق قاعدة (الأغلبية) في المشروع الديمقراطي الشيطاني!! وهذا كله اليوم ظاهر وواضح وضوح الشمس في رابعة النهار ، وترى الناس تتهم الأمين الذي كلفه الله سبحانه قيادة البلاد وسياسة العباد حتى يصل بهم إلى شاطئ النجاة ، وهذا الأمين لم يأت من دون دليل ، بل جاء بالدليل النصي ، والحجة الإلهية ، والبرهان الواقعي بأن دعا كل من يكذب دعوته من العلماء إلى إظهار علمهم للناس وإبطال ما جاء به ، إن كانوا صادقين!!! وها هم يراهنون على جهل الناس ، ويراهنون على وهمهم وتصوراتهم أن تطاول الزمان هو لصالحهم ، وكأن أولئك الفقهاء لم يفقهوا شيئا من حركة التاريخ ، فكل الدعوات الإلهية تبدأ بذرة طاهرة ومن ثم نبتة صغيرة لا يلتفت إليها إلا العارفون من أصحاب القلوب الطاهرة ، ولكنها بمرور الأيام ستنمو وتنمو وتنمو لأنها من الله سبحانه ، وليست من صنع البشر ، وما كان لله ينمو ولو كره الكافرون ، قال تعالى {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}(الفتح/29) ، ولذا فعلى من أراد صادقاً أن يعرف العدل وأهله ، ويلزم سمتهم وطريقهم أن يمسك بين يديه دليلا إلهيا لا سبيل لنقضه أو التشكيك به ، والدليل الذي جاء به الأمين الذي استأمنه الله سبحانه على عباده هو النص(الوصية) التي تثبت أحقيته ، وأنه القادم من الله سبحانه بأمر الله ولذلك فهو سيعمل بتكليفه الذي أمره به سبحانه بغض النظر عمن يصدق أو يكذب ، لأن مناط الحجية لأولياء الله سبحانه هو ليس تصديق الناس أو تكذيبهم ، بل لعل القرآن كشف عن حال الناس الذي لا يتغير مع كل داعية للحق ، فهم دائما مكذبون وهذا حال الأكثرية (الأغلبية) ، ولذلك لعل في هذا إشارة إلى أن الأغلبية لا تدعو إلى حق أبدا ، ولذلك جعلها المشروع الشيطاني للحكم ركنه الأساس في القبول أو الرد ، بينما المنهج الإلهي غير ناظر إلى أقلية أو أكثرية ، بل هو ناظر إلى المرسل بما يعمل ، وكيف يدعو إلى الحق ، وما الآليات المتاحة لدعوته زمانا ومكانا وخلقا ، فالحكمة الإلهية في مسألة امتحان الناس بالمشروع الإلهي تضع نصب عينيها حركة المتغيرات الثلاثة ؛ الزمان والمكان والناس ، وتحاول بالعمل الدؤوب ، والجهاد الحق أن تستحضر قدرات المؤمنين بها أن يكونوا دعاة يعرفوا حال الناس ، والمقام المكاني والمقال الزماني ، ليصيبوا هدفهم الذي إليه يدعون فالناس اليوم أرهقتهم الدنيا بإغراءاتها ، فما الذي لدى داعية الحق كي يستطيع تبصيرهم بأن سياسة الإغراء التي يعمل على وفقها المشروع البشري هي آلية استدراج لجعل الناس ينعزلون عن مدينة العلم والحكمة ، ويتيهون عن بابها ، ويسرحوا في صحراء المادة التي لاشك في أنها ستهلكهم روحا وجسدا؟؟ وهو اشد الهلاك ، ولذلك من يتدبر فداعية الحق اليوم جاء بمشروع صادم تماما ، لا مداهنة فيه ، ولا مماطلة ، ولا مراوغة ، بل هو يعمل على إشاعة الوضوح التدريجي كي لا يصاب الناس بالعمى من مواجهتهم لنور الحقيقة ووهجها ، وبالمقابل يكشف لهم عن هشاشة السور الذي أحاطتهم به الدنيا كي تمنعهم من الإفادة عن مصدر النور الحق ، وهو ؛ حجة الله في كل زمان ، ولعل من أعظم الآليات التي تعمل عليها الدعوات الإلهية هي تشجيعها المنقطع النظير للناس على البحث فيها والتعاطي معها تحاورا ونقاشا وجدالا ، ولا تقبل من أحد من الناس أن يأتيها بواسطة غير واسطة البحث ، ولذلك قال يماني آل محمد(ص) للناس وبصريح العبارة : [لم أقل لأحد اتبعني أعمى ، بل افتح عينك ، وميِّز الدليل واعرف صاحب الحق ، وانقذ نفسك من النار] ، وهو هنا (ع) بوضوح لا لبس فيه يحمل كل إنسان مسؤولية اتباعه ، ويقول له بصريح العبارة ؛ أن لا اعتبار أو قيمة لاتباع غير قائم على المعرفة الحقيقية والبحث الجاد في معرفة الحق ، لأن الاتباع القائم على قاعدة أهل الدنيا القائلة : (حشر مع الناس عيد) هو اتباع سرعان ما يودي بصاحبه في هاوية الضلالة ، ولا يستطيع أصحاب الاتباع الجمعي أن يدافعوا عما يعتقدون ، بل ولا يستطيعون الصمود أمام شائبة شبهة تعرض عليهم ، فيجدون أنفسهم يتملكهم الشك أمام كل مفصل من مفاصل دعوة الحق ، والسبب يعود إلى أن الله سبحانه لا قرابة له مع أحد ولا محاباة بساحته ، فكل العباد ممتحنون ، وكلهم أعطاهم ذات القدرات والإمكانيات في معرفة الحق ، وإنما يحصل التفاوت بينهم في المعرفة نتيجة صدق التعاطي مع الامتحان وجدية البحث فيه ، وهذان المائزان مبعثهما ليس الوجود ، وإنما مبعثهما طلب المعرفة الفطري الذي يكون كل امرئ حياله أمام حال من حالين ؛ إما أن يعطله ويقع في حضن الدنيا ، أو يفعله ويعمل به ليبدأ رحلة المعرفة والتطهر من ظلمة الجهل وجوره ، ولاشك في أن هذا القرار هو بدء مرحلة النجاة ، ولكن على الساعي أن يكون على يقين أن الطريق طويل ويحتاج إلى فهم حقيقي وإلى مفتاح النجاة وهو (لا قوة إلا بالله) ، وهذا المفتاح يتحصل عليه الباحث بعد أن يستنفد ما توهمه قدرة ذاتية ليكتشف في النهاية أن القدرة الحق التي كانت تسنده في الوصول إلى الحق هي (قوة الله سبحانه) ولا قوة غيرها .
إذن على تلك الأقلام التي امتهنت اللعب على حبال السيرك أن تنتبه إلى أن حبل الكذب والدجل قصير ، وسرعان ما يفتضح البهلوانات اللاعبين على مشاعر الناس ، وسرعان ما تفصح الحكمة عن وجهها البهي لتنكشف قباحة وجوه الأدعياء ، فأين قول علي(ص) ووصاياه في عهده للمنصب منه ، وقول علي(ص) قول من نصبه وهو الله سبحانه ، من قول اللاهثين على قصاع المشروع الشيطاني؟؟؟!!! حيث تحاول تلك الأقلام تلميع الصورة القبيحة للديمقراطية التي ذبحت آمال الناس من الوريد إلى الوريد من خلال عقد علاقات مشوهة بين دعوة الطاهرين(ص) إلى التسامح والعدل والصدق والرحمة ، وخيمة الديمقراطية المظلمة ، ولذلك سرعان ما ينكشف دجل أولئك ويفضحهم من دخل اللعبة معهم ممن لا يدخلون الدين في هذه اللعبة ، بل ويطالبهم أن يلعبوها على وفق قواعدها لا على وفق ما يتوهمون ، ذلك لأن انتزاع مبادئ الحق من أصولها ، ومحاولة استزراعها في خيمة الديمقراطية سيفضح بالنهاية فساد كل محتويات تلك الخيمة وينقضها على رؤوس بانيها ، ولا تكون تلك المبادئ العظيمة دالة إعمار في تلك الخيمة ، فما بني على باطل فهو باطل ، وسلطة الشعب كذبة كذبها المنتفعون وصدقها البلهاء!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى