العيد هذه المناسبة الدينية المهمة، التي تعبر عن ابتهاج المؤمنين بالنصر الذي حققوه على الأنا والشيطان، وعلى الشهوات التي تحاول هذه الدنيا الدنية وأهلها أن يوقعوا المؤمن في شراكها، تبقى هذه المناسبة محفزاً يحرك في المؤمنين التطلع لتحقيق النصر الأكبر، النصر المؤزر على الشيطان وجنوده بإقامة حاكمية الله في أرضه المتمثلة بدولة العدل الإلهي.
هذا الهدف السامي لا شك في أنه يدفع المؤمنين للتفكير في ما عسى أن يكونوا قد قدموه أو أعدوا له بهذا الصدد، وهل ثمة آثار حقيقية ملموسة على المستوى الذاتي والموضوعي تم انجازها، أم أن المعركة مع الشيطان لا تزال تسجل نفس النتيجة القديمة المتمثلة بانتكاس مشروع المؤمنين وتقدم المشروع الشيطاني بخطى أوسع؟
للأسف الشديد مرت على الأمة أعياد كثيرة كانت الخطى فيها تتراجع أكثر فأكثر، بل لقد مرت أيام – ولا زلنا نعيش في أتونها – انحسر فيها مشروع المؤمنين انحسارا تاماً لصالح مشروع الشيطان وجنده، فأصبح من يصنفون في خانة المؤمنين يسيرون في ركب المنادين بمشروع الشيطان وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعاً، بل وفي أحيان كثيرة يعلمون أنهم يسيئون صنعاً ولكن حليت بأعينهم الدنيا الدنية.
اليوم بحمد الله نشهد واحدة من أعذب نسمات الرحمة الإلهية في ظل الدعوة اليمانية المباركة التي تغمرنا فهل نستثمر هذه الفرصة، أم سنكرر خيباتنا السابقة ويستوي يومنا مع أمسنا، إن لم يكن يومنا أشد سوءاً؟
صحيفة الصراط المستقيم/ العدد 8/ السنة 3/ 7 شوال 1432 هـ / 6-9-2011