قال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو إن حركة عدم الانحياز أكدت في اجتماعها الاخير في العاصمة الصربية بلغراد دعمها سعي الفلسطينيين لنيل عضوية الامم المتحدة.
وقال عمرو للصحفيين في مؤتمر صحفي عقد عند ختام الاجتماع الذي استغرق يومين: “سنواصل دعم المساعي الفلسطينية اثناء الدورة 66 للجمعية العامة لنيل الاعتراف الدولي بدولة فلسطين داخل حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس، ولقبول دولة فلسطين عضوا كاملا في الامم المتحدة.”
واعاد المسؤول المصري، الذي ترأس اجتماع بلغراد، الى الاذهان ان غالبية الدول الاعضاء في حركة عدم الانحياز تعترف اصلا بالدولة الفلسطينية.
الا انه لم يتمكن من الجزم بأن كل الدول الـ 118 الاعضاء في الحركة ستصوت لصالح طلب العضوية الذي سيتقدم به الفلسطينيون الى الجمعية العامة لدى التئامها في وقت لاحق من الشهر الجاري.
ومن المقرر ان يتقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بطلب رسمي بهذا المعنى الى الجمعية العامة في العشرين من الشهر الجاري رغم معارضة اسرائيل والولايات المتحدة.
وكان اجتماع حركة عدم الانحياز الاخير قد عقد لاحياء الذكرى الـ50 لاول اجتماع عقدته الحركة في العاصمة الصربية (او اليوغسلافية كما كانت في السابق) في عام 1961.
وكان زعماء الحركة المؤسسون في تلك الحقبة كلا من الرئيس اليوغسلافي جوزف بروز تيتو والرئيس المصري جمال عبدالناصر والرئيس الغاني كوامي نكروما والرئيس الاندونيسي احمد سوكارنو.
واسست الحركة ابان حقبة الحرب الباردة كبديل ثالث للمعسكرين الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي والرأسمالي الذي كانت تقوده الولايات المتحدة.
تحرك مضاد
في غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية الامريكية يوم الثلاثاء إن مسؤولين أمريكيين كبارا يعقدون اجتماعات مع زعماء اسرائيليين وفلسطينيين هذا الاسبوع ويضغطون على عدد متزايد من البلدان لتفادي نشوب أزمة دبلوماسية بسبب سعي الفلسطينيين للحصول على العضوية في الامم المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر.
وتأتي هذه الفورة من النشاط الدبلوماسي مع سعي حثيث لحكومة الرئيس باراك اوباما لتفادي توجه الفلسطينيين لطلب العضوية الكاملة خلال اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة التي تبدأ في 19 من سبتمبر ايلول على الرغم من اعتراضات الولايات المتحدة واسرائيل على هذه الخطوة.
وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية إن دينيس روس المسؤول الرفيع في البيت الابيض وديفيد هيل مبعوث السلام الامريكي في الشرق الاوسط اجتمعا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه ايهود باراك يوم الثلاثاء وسوف يلتقي هيل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الاربعاء.
ويخشى المسؤولون الامريكيون ان يتسبب التحرك الفلسطيني في الامم المتحدة في مزيد من التعقيد لجهود واشنطن المتعثرة لاستئناف مفاوضات السلام المباشرة التي انهارت العام الماضي مع انقضاء تجميد اسرائيلي جزئي مدته 10 أشهر على البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت نولاند ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تحدثت الى الرئيس عباس هاتفيا يوم الثلاثاء وحثته على أن “يعيرهما اذانا صاغية وأن يواصل العمل بجد معنا لتفادي سيناريو سلبي في نيويورك في نهاية الشهر.”
واضافت نولاند قولها “سنواصل العمل حتى تنعقد الجمعية العامة للامم المتحدة اذا اقتضت الضرورة لاقناع هذه الاطراف بالعودة الى مائدة التفاوض وستواصل العمل بعد ذلك.”
وقالت المتحدثة “سنستمر في معارضة أي أفعال أحادية الجانب في الامم المتحدة ونقوم بايضاح ذلك للجانبين.”
وتعارض اسرائيل المسعى الفلسطيني في الامم المتحدة وتعتبره محاولة لعزلها ونزع الشرعية عنها وتوسيع الصراع ليشمل ساحات جديدة مثل المحكمة الجنائية الدولية.
تهديدات
وكان اوباما اقترح على الجانبين في مايو / ايار مناقشة شروط تسوية على اساس الحدود التي كانت قائمة قبل حرب عام 1967 التي استولت فيها اسرائيل على الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية بالاضافة الى مبادلات متفق عليها للاراضي.
ورفض نتنياهو الذي يرأس ائتلافا تغلب عليه احزاب مؤيدة للمستوطنين الخطة بوصفها غير عملية وتعهد عباس بالمضي قدما بالخطة الرامية الى الفوز بالاعتراف في الامم المتحدة.
وقالت نولاند ان الولايات المتحدة توضح للسلطة الفلسطينية ان بعض اعضاء الكونغرس غاضبون بسبب التحرك الفلسطيني في الامم المتحدة لكنها لم تصل الى حد القول بان واشنطن تهدد بخفض المعونات التي تقدمها للسلطة.
وقالت نولاند “نحن لا نهدد، لكننا نحرص على أن يسمعوا الاصوات التي تتعالى في الكونجرس في هذا الموضوع.”
وكان نائب جمهوري رفيع قدم الاسبوع الماضي مشروع قانون يهدف الى قطع التمويل الامريكي عن اي منظمة للامم المتحدة تتبنى رفع مستوى الوضع الدبلوماسي للفلسطينيين.
يذكر ان الولايات المتحدة هي أكبر مساهم في ميزانية الامم المتحدة اذ تدفع نحو 22 في المائة من ميزانيتها الرئيسية و25 في المائة من تكاليف عمليات حفظ السلام.