حذر المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني الجمعة القوات الأمنية من تفجيرات قد تستهدف ملايين العراقيين، لدى إحيائهم مراسيم عاشوراء في كربلاء، بعد تهديدات من ارهابيي تنظيم داعش.
ودعا إلى دعم المقاتلين الذين يواجهون تنظيم داعش في جبهات القتال، وسط تهديد أنصاره بإستهداف المراقد الشيعية في ذكرى إحياء عاشوراء.
وقال السيد احمد الصافي، ممثل المرجع الشيعي الاعلى في العراق خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء “نحذر من استهداف التجمعات التي تحيي الشعائر الحسينية خلال الزيارات المليونية التي تشهدها الايام المقبلة”.
وتابع بالقول “ونحن نودع عامًا هجريًا ونستقبل آخر، نسأل الله تعالى أن يجعله عام خير على بلاد المسلمين وعلى بلدينا العزيز والمأمول من الساسة أن يستفيدوا مما مضى وأن يستعدوا لما يأتي بنفوس صادقة مع الآخرين، محبة لوطنها ولشعبها، وساعية لجلب الخير له باذلة جل وقتها لحل المشاكل العالقة في ما بينها من جهة، والمشاكل التي يعاني منها الشعب العراقي من جهة أخرى”.
وناشد السياسيين الاستفادة من تجارب واحداث السنوات الماضية وبذل جهودهم لحل المشاكل العالقة في ما بين كتلهم من جهة والمشاكل التي يعاني منها الشعب العراقي من جهة أخرى.
وشدد الصافي على ضرورة مواصلة الدعم للمقاتلين من القوات الأمنية، والمتطوعين من قبل الحكومة المركزية والحكومات المحلية والميسورين من اجل القضاء على الإرهاب.
واضاف أن الحديث عن الانتصارات في جبهات القتال شيء مهم وهو ما يدعم معنويات المقاتلين هناك، داعيًا إلى “ضرورة تقديم المزيد من الدعم للقوات المقاتلة المرابطة في الجبهات لمواصلة تلك التقدمات والانتصارات”.
واشار إلى “ان مرابطة القوات الأمنية مع الحشد الشعبي في جبهات القتال لا تجعلها بعيدة عما تعودت عليه خلال شهر محرم الحرام من احياء للشعائر الحسينية”.
واكد انه “لأجل استمرار هذه الانتصارات لا بد من مواصلة الدعم بكل أشكاله سواء من الحكومة المركزية أو الحكومات المحلية أو بعض الميسورين حتى يتم القضاء على الإرهاب والإرهابيين ويعيش العراق وأبناؤه في امن وسلام”.
واشار إلى انه اضافة إلى “التحديات الأمنية التي يواجهها العراق، فهناك تحديات أخرى على صعيد الخدمات ولا بد من توفرها وعلى جميع الاتجاهات والاستفادة من إمكانات البلد لتأمين مستقبله الزراعي والصناعي ورسم سياسة تنموية واضحة تحقق الحياة الكريمة للشعب الذي مازال يكافح ويتحمل المشاكل تلو الأخرى على أمل أن ينتهي منها في اقرب وقت”.
واكد الصافي ضرورة قيام الحكومة المركزية برسم سياسة تنموية واضحة تخدم المجتمع العراقي للخروج من جميع الازمات التي سببتها اخطاء الحكومات السابقة. ودعا السياسيين إلى الاستفادة من إمكانات البلد لتأمين مستقبله الزراعي ورسم سياسة تنموية واضحة.
وتأتي هذه التحذيرات وسط تهديد أنصار تنظيم “داعش” اليوم باستهداف المراقد الشيعية في مدينة كربلاء في ذكرى إحياء عاشوراء.
وتداول ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي تحذيرات بأن كربلاء في خطر والتي تشهد غدًا بداية احياء ملايين العراقيين لذكرى عاشوراء.
واستخدم أنصار داعش في تعليقاتهم كلمات لبث الخوف في أوساط الشيعة وترويعهم قبيل يوم عاشوراء الذين يحيون فيه بمدينة كربلاء هذه الذكرى في اليوم العاشر من شهر محرم الذي يصادف اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي حفيد النبي محمد (ص) في معركة كربلاء.
وتعمل الحكومة العراقية على تشديد الضوابط الأمنية ونشر قوات من الجيش وحملات التفتيش لزوار المراقد الشيعية خشية تكرار الاستهداف من قبل تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي وقت سابق اليوم، شبه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تنظيم داعش بقتلة الامام الحسين من الأمويين، وقال انهم انفسهم من يقتلون العراقيين الذين دعاهم لمناسبة حلول العام الهجري الجديد غداً السبت وبدء شهر محرم الحرام إلى “توحيد الصفوف واستلهام العبر من مسيرة الامام الحسين عليه السلام في الانتصار على اعداء الامة والاسلام الذين يعيثون بالبلد الخراب والدمار والتخلف”.
واضاف” اننا واذ يمر علينا بدء العام الهجري الجديد وذكرى انتصار الدم على السيف فمن الضروري أن يكون الجميع على قدر المسؤولية، وليكن هذا الشهر بداية حقيقية لطرد التنظيمات الإرهابية من العراق والعيش بسلام وامن وامان وأن نتجه للإعمار والبناء من اجل رفاهية ابناء هذا البلد”.
واعلن في بغداد امس عن خطة أمنية شاملة يشارك فيها عشرات الآلاف من العسكريين والأمنيين لحماية ملايين المواطنين، الذين سيبدأون التوجه إلى مدينة كربلاء الجنوبية خلال اليومين المقبلين لإحياء مراسيم عاشوراء، وسط تحذيرات من تفجيرات ومحاولات تسميم تستهدفهم.
ويحييالمسلمون الشيعة في العراق والعالم ذكرى عاشوراء في العاشر من محرم الحرام من كل عام، حيث تعد من أكبر المناسبات الدينية لديهم في أجواء يخيم عليها الحزن وترفع الرايات السود وسط المجالس التي تروي السيرة التراجيدية للحدث.
ففي العاشر من محرم وقعت مأساة الطف حيث قتل جيش الخليفة الاموي يزيد بن معاوية الامام الحسين مع عشرات من افراد عائلته عام 61 للهجرة المصادف 680 ميلادية باعتبار هذه المناسبة اكثر الاحداث مأسوية في تاريخ الشيعة.
وتعد زيارة كربلاء خلال عاشوراء من ابرز المناسبات الدينية، حيث يصلها مئات الالاف من الاشخاص سيراً على الاقدام من مختلف مناطق العراق.
المصدر: شبكة شفق نيوز