لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معاوية الطاغية، وقال : ” إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه “
[انظر: تاريخ الطبري ج 10 / 58 ، وقعة صفين لنصر ابن مزاحم ص 216 و 221 ط 2 مطبعة المدني بمصر وص 111 و 113 ط ايران ، ميزان الاعتدال للذهبي ج 1 / 572 و ج 2 / 380 و 613 ، النصائح الكافية لمن يتولى معاوية ص 45 ، مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي ج 1 / 185 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 15 / 176 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل ،
تقوية الإيمان برد تزكية بن أبي سفيان ص 90 ، تاريخ بغداد ج 12 / 181 ، تهذيب / صفحة 89 / التهذيب لابن حجر ج 2 / 428 و ج 5 / 110 ، كنوز الحقائق للمناوي بهامش الجامع الصغير للسيوطي ج 1 ص 16 ط الميمنية ، تاريخ أبي الفداء ج 2 ص 61 ، مقتل الحسين للمقرم ص 7 ط 4 الآداب . وهذا الحديث صحيح السند راجع الغدير للأميني ج10 ص142وما بعدها ].
دعاء النبي صلى الله عليه وآله على معاوية منها :
أن رسول الله صلى الله عليه وآله دعا عليه . وروى مسلم في الصحيح ، عن ابن عباس ، قال : كنت ألعب مع الصبيان ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله ، فتواريت خلف باب ، قال : فحطأني حطأة ، وقال : إذهب فادع لي معاوية . قال : فجئت ، فقلت : هو يأكل ، فقال : لا أشبع الله بطنه ، قال ابن المثنى : قلت لأمية : ما حطأني ؟ قال : فقدني فقدة (رواه مسلم في الصحيح ج 4 ص 194 بسندين ) . فلو لم يكن عنده معاوية من أشد المنافقين ، لما دعا عليه ، لأنه كما وصفه الله تعالى : ” وإنك لعلى خلق عظيم ” وقال في حقه : ” فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ” ، ” فلعلك باخع نفسك على آثارهم ” ومن يقارب قتل نفسه على الكفار ، كيف يدعو على مسلم عنده ؟ وقال الله تعالى : ” إن تستغفر لهم سبعين مرة ، فقال صلى الله عليه وآله : والله لأزيدن على السبعين (تفسير الخازن ج 2 ص 266 والدر المنثور ج 3 ص 264 ) . وقد ورد في تفسير : ” إنك لعلى خلق عظيم ” : أن النبي صلى الله عليه وآله كلما آذاه الكفار من قومه ، قال : اللهم اغفر لقومي إنهم لا يعلمون ، فلو لم يكن عنده منافقا لكان يدعو له ، ولا يدعو عليه . وكيف جاز لمعاوية : أن يعتذر بالأكل ، مع أنه صلى الله عليه وآله قال : لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه ، وأهله ، وماله ، وولده (صحيح مسلم ج 1 ص 31 والبخاري في كتاب الإيمان ، باب حلاوة الإيمان ).
والمأثور أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعنه على منبره ، وأخبر أنه يموت على غير ملة .
فمما روي في ذلك : أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قام يخطب أخذ معاوية بيد أبيه ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ” لعن الله القائد والمقود ” (تذكرة الخواص : 201 . شرح نهج البلاغة : 15 / 118 . مجمع الزوائد : 7 / 247 . الغدير : 10 / 198 – 199 و 240 . جمهرة خطب العرب : 2 / 23 ).
وروي عن عبد الله بن عمر أنه قال : أتيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) فسمعته يقول : ” يطلع عليكم رجل يموت على غير سنتي ” (وقعة صفين : 220 . أنساب الأشراف : 5 / 134 . تاريخ الطبري : 10 / 58 – حوادث سنة 284 ه – ، شرح نهج البلاغة : 5 / 119 . الغدير : 10 / 201 و 202)، فطلع معاوية . وفي خبر آخر : “ يطلع عليكم رجل من أهل النار ” فطلع معاوية .
وعن جابر ، أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : ” يموت معاوية على غير ملتي ” (وقعة صفين : 217 . بحار الأنوار : 33 / 187 ) . ومن طريق آخر : ” يموت كافرا ” .
معاوية وأصحابه هم الفئة الباغية :
روى الحميدي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ” ويح عمار تقتله الفئة الباغية (الإصابة ج 2 ص 512 ، وفي هامشها الاستيعاب ص 480 وفي تهذيب التهذيب ج 7 ص 409 ، قالوا : وقد تواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وآله : أن عمارا تقتله الفئة الباغية ) بصفين ، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ” (شرح النهج ج 3 ص 272 ومروج الذهب ج 2 ص 381 ) ، فقتله معاوية .
ولما سمع معاوية اعتذر ، فقال : قتله من جاء به ، فقال ابن عباس : فقد قتل رسول الله صلى الله عليه وآله حمزة لأنه جاء به ! ؟
فهذا القاتل المجرم قتل الكثير من الصحابة الأخيار والشيعة غير عمار بن ياسر رضوان الله تعالى عليه, وقد قال الله : ” ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه وأعد له عذابا عظيما ” (النساء : 93 .
أقوال ولي الله الإمام علي بن أبي طالب (ع) في معاوية الطاغية:
[نهج البلاغة ج 3 – ص 7 ]
من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا :
أما بعد فقد أتتني منك موعظة موصلة ، ورسالة محبرة نمقتها بضلالك ، وأمضيتها بسوء رأيك ، وكتاب امرئ ليس له بصر يهديه ولا قائد يرشده ، قد دعاه الهوى فأجابه ، وقاده الضلال فاتبعه فهجر لاغطا وضل خابطا ( منه ) لأنها بيعة واحدة لا يثنى فيها النظر ولا يستأنف فيها الخيار . الخارج منها طاعن ، والمروي فيها مداهن.
[نهج البلاغة ج 3 ص 10و11 و12]
ومن كتاب له عليه السلام إليه أيضا:
وكيف أنت صانع إذا تكشفت عنك جلابيب ما أنت فيه من دنيا قد تبهجت بزينتها وخدعت بلذتها . دعتك فأجبتها ، وقادتك فاتبعتها ، وأمرتك فأطعتها . وإنه يوشك أن يقفك واقف على ما لا ينجيك منه مجن. فاقعس عن هذا الأمر ، وخذ أهبة الحساب ، وشمر لما قد نزل بك ، ولا تمكن الغواة من سمعك ، وإلا تفعل أعلمك ما أغفلت من نفسك ، فإنك مترف قد أخذ الشيطان منك مأخذه وبلغ فيك أمله ، وجرى منك مجرى الروح والدم ومتى كنتم يا معاوية ساسة الرعية وولاة أمر الأمة ؟ بغير قدم سابق ولا شرف باسق ، ونعوذ بالله من لزوم سوابق الشقاء وأحذرك أن تكون متماديا في غرة الأمنية مختلف العلانية والسريرة وقد دعوت إلى الحرب فدع الناس جانبا واخرج إلي وأعف الفريقين من القتال ليعلم أينا المرين على قلبه والمغطى على بصره . فأنا أبو حسن قاتل جدك وخالك وأخيك شدخا يوم بدر ، وذلك السيف معي ، وبذلك القلب ألقى عدوي ، ما استبدلت دينا ، ولا استحدثت نبيا . وإني لعلى المنهاج الذي تركتموه طائعين ودخلتم فيه مكرهين وزعمت أنك جئت ثائرا بعثمان. ولقد علمت حيث وقع دم عثمان فاطلبه من هناك إن كنت طالبا ، فكأني قد رأيتك تضج من الحرب إذا عضتك ضجيج الجمال بالأثقال وكأني بجماعتك تدعوني – جزعا من الضرب المتتابع والقضاء الواقع ومصارع بعد مصارع – إلى كتاب الله ، وهي كافرة جاحدة ، أو مبايعة حائدة.
[نهج البلاغة ج 3 ص 17 ]
وأما قولك إنا بنو عبد مناف فكذلك نحن . ولكن ليس أمية كهاشم . ولا حرب كعبد المطلب . ولا أبو سفيان كأبي طالب . ولا المهاجر كالطليق ، ولا الصريح كاللصيق . ولا المحق كالمبطل ولا المؤمن كالمدغل . ولبئس الخلف خلف يتبع سلفا هوى في نار جهنم وفي أيدينا بعد فضل النبوة التي أذللنا بها العزيز ونعشنا بها الذليل .
[نهج البلاغة ج 3 – ص 32 ]
وأنى يكون ذلك كذلك ومنا النبي ومنكم المكذب ، ومنا أسد الله ومنكم أسد الأحلاف ، ومنا سيد شباب أهل الجنة ومنكم صبية النار ، ومنا خير نساء العالمين ومنكم حمالة الحطب في كثير مما لنا وعليكم .
[ نهج البلاغة ج 3 – ص 37 ]
فنفسك نفسك فقد بين الله لك سبيلك . وحيث تناهت بك أمورك فقد أجريت إلى غاية خسر ومحلة كفر ، وإن نفسك قد أولجتك شرا ، وأقحمتك غيا ، وأوردتك المهالك ، وأوعرت عليك المسالك.
[ نهج البلاغة ج 3 – ص 57 و58 ]
ومن كلام له عليه السلام إلى معاوية :
وأرديت جيلا من الناس كثيرا خدعتهم بغيك ، وألقيتهم في موج بحرك ، تغشاهم الظلمات وتتلاطم بهم الشبهات ، فجازوا عن وجهتهم ونكصوا على أعقابهم ، وتولوا على أدبارهم ، وعولوا على أحسابهم إلا من فاء من أهل البصائر فإنهم فارقوك بعد معرفتك ، وهربوا إلى الله من موازرتك إذ حملتهم على الصعب وعدلت بهم عن القصد . فاتق الله يا معاوية في نفسك وجاذب الشيطان قيادك ، فإن الدنيا منقطعة عنك والآخرة قريبة منك . والسلام .
[نهج البلاغة ج 3 – ص 133 و134].
ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية :
أما بعد فإني على التردد في جوابك والاستماع إلى كتابك لموهن رأيي ومخطئ فراستي . وإنك إذ تحاولني الأمور وتراجعني السطور كالمستثقل النائم تكذبه أحلامه . أو المتحير القائم يبهظه مقامه . لا يدري أله ما يأتي أم عليه . ولست به ، غير أنه بك شبيه . وأقسم بالله إنه لولا بعض الاستبقاء لوصلت إليك مني قوارع تقرع العظم وتهلس اللحم . واعلم أن الشيطان قد ثبطك عن أن تراجع أحسن أمورك وتأذن لمقال نصيحتك.
…………………………………………………………………………………………………………………………
( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 21 – السنة الثانية – بتاريخ 14-12-2010 م – 8 محرم 1432 هـ.ق)