مازالت معاناة الايزيديين في العراق تتصدر صفحات الصحف البريطانية، فخصصت العديد من المقالات والتقارير لإلقاء الضوء على ما تواجهه هذه الطائفة، ولعل أبرزها تقرير عن مراسل التليغراف الذي واكبهم في جبل سنجار.
وانفردت صحيفة ديلي تليغراف لليوم الثاني بتقرير لمراسلها جوناثان كرون الذي صاحب طائرات الجيش العراقي لاغاثة افراد الأقلية الايزيدية الذين فروا إلى سفح جبل سنجار بعد أن حاصرهم مسلحو تنظيم الدولة الاسلامية مع تقدمهم في مدن وبلدات شمال العراق بالقرب من كردستان.
ويروي كرون في التقرير، الذي نشر تحت عنوان “ليلة في جبل الجحيم”، تفاصيل الليلة الاولى التي قضاها وسط أفراد طائفة الايزيدية.
أمضى الايزيديون هذه الليلة في البحث اليائس عن النوم والطعام والماء على أضواء القمر ونيران صغيرة أضاءت جانباً من الجبل امتد إلى الحدود السورية على مدى النظر.
ويوضح أنهم قضوا الليلة على الجبل في محاولة لنيل قسط من الراحة التي لا يمكن ان يجدوها وسط العراء ووسط وعورة المنطقة وذلك ليستعدوا ليوم شاق جديد يبحثون فيه عن المياه التي ان لم يجدوها أو لم يتم ارسالها عبر طائرات المساعدات التي تقذف لهم زجاجات المياه بين الحين والاخر سيكونون في عداد الموتى خلال 24 ساعة وسط ارتفاع درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية.
ويستطرد قائلاً إن مع طلوع الفجر لا أحد يعرف متى تأتي المساعدات اليوم، أو ما إذا كانت ستأتي على الإطلاق.
ومع شروق الشمس، ارتفع هدير الطائرات المقاتلة في سماء المنطقة وارتفعت معها الآمال في ان تحمل لهم الخلاص من هذا الحصار. الا ان هذا الأمل تلاشى مع ابتعاد صوت الطائرات.
وأضاف كرون أن هذه الطائرات اتت فقط لحماية الخطوط الأمامية للعاصمة الكردية أربيل، التي تذخر بالفنادق الفخمة والاستثمارات الغربية التي يتعين حمايتها في الوقت الذي ضاعت منازل الآلاف من هؤلاء الأشخاص ويبدو انه لن يمكن استردادها في أي وقت قريب.
وأوضح كرون أن الكثير من العائلات خسرت العديد من أقربائها ومحبيها خلال رحلة امتدت لمسافة 45 ميلاً.
من هؤلاء خلف الذي فقد اثر بانه البالغ من العمر 15 عاماً خلال صعودهم الى الجبل. ويروي خلف كيف أن أحدهم شهد مقبرة جماعية لـ 48 شخصاً من بينهم عمه.
ولعل أكثر ما يقلق كاهل الاطباء في جبل سنجار هو اصابة الاطفال بالإسهال بسبب المياه الملوثة التي شربوها، اضافة الى انتشار مرض السل الذي بدأت أعراضه تظهر بين المرضى وكبار السن.
ويعد الايزيديون من أكثر سكان العراق فقراً.
“الولايات المتحدة والعراق”
جاءت افتتاحية صحيفة الغارديان تحت عنوان “فرص نجاح التدخل الأمريكي في العراق”.
وقالت الصحيفة إن الرئيس الامريكي، باراك أوباما، لم يكن لديه أي بديل حقيقي عن شن ضربات جوية عسكرية ضد مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق، مضيفة أن الإيزيديين والمسيحييين في المنطقة، إضافة الى الأكراد وحتى اربيل، هم في خطر.
وأوضحت الصحيفة أنه بعيداً عن التهديد الذي يكتنف مستقبل العراق بأكمله، إلا أن الولايات المتحدة وبريطانيا ملتزمتان من الناحية الانسانية بحماية الاقليات والأكراد.
وأشارت الافتتاحية إلى أن هذا التدخل لا يعني أنه سيكون “سهلاً أو فعالاً”، فهو يأتي بعد سنوات من محاولات فاشلة للولايات المتحدة وحلفائها لإعادة تشكيل العراق.
كما أنه ليس هناك أي ضمان لفعالية هذه الضربات الجوية الأمريكية ولتزويدها الأكراد بالأسلحة التي من شأنها تعديل ميزان القوى بين قوات البيشمركة الكردية وتنظيم الدولة الاسلامية، بحسب الغارديان.
ورأت الصحيفة أنه لو استطاع الاكراد الدفاع عن أنفسهم، فإنهم ليسوا بالضرورة قادرين على محاربة التنظيم في المناطق العربية في الشمال.
وختمت الصحيفة بالقول إن الولايات المتحدة لها الحق بالتدخل في العراق، كما أنه من الصواب في هذا الوقت إدراك صعوبة الأمر ومحاولة البحث عن حلول وسط الصعوبات التي يواجهها العراق.
“استمرارية الهدنة”
ونقرأ في صحيفة الاندبندنت مقالاً لمراسلها بين لينفيليد بعنوان “إلى متى يمكن استمرار الهدنة بين الاسرائيليين وحماس؟”.
وتساءل لينفيليد في مقاله عن إمكانية صمود الهدنة التي تم التوصل اليها بين الاسرائيليين وحماس في ظل رفض كل منهما اللقاء وجهاً لوجه لعقد مباحثات في القاهرة للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد.
وقال كاتب المقال إن هذه الهدنة، التي تم التوصل اليها بين الجانبين لمدة 72 ساعة، تأتي لتشيع بعض الهدوء في غزة بعد ما شهده القطاع من عنف ودمار على مدى شهر تقريباً.
ويضيف أن الناطق الرسمي باسم حماس، سامي أبو زهري، حذر أن “هذه هي الفرصة الأخيرة للتوصل الى هدنة”، فيما قالت وزيرة العدل الاسرائيلية تسيبي ليفني إن “هذه المحادثات يجب أن تظهر بوضوح بأن حماس خسرت”.
وتسعى اسرائيل خلال هذه المحادثات الى نزع سلاح حماس، الأمر الذي ترفضه الأخيرة بتاتاً، بل وتطالب برفع الحصار عن القطاع – وهو ما كان تأثيره بالغاً على اقتصاد غزة – إضافة الى فتح الميناء وتوفير مطار يربطه بالعالم الخارجي.
وأضاف لينفيليد أن اسرائيل تقول إن الحصار المفروض على غزة ضروري لمنع حماس من تطوير اسلحة، كما أن السماح لها بفتح الميناء سيعتبر مكافأة لها لاستخدامها الارهاب ضد اسرائيل.
ويشير كاتب المقال إلى أن وسط الغضب جراء مقتل ابرياء في غزة، فإن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، يقترب أكثر وأكثر من ضم بلاده الى المحكمة الجنائية الدولية، مما قد يسفر عن محاكمة اسرائيل بتهمة اقتراف جرائم حرب.
لكن محللين في رام الله يرون أن عباس في انتظار سماع رد حماس والجهاد الاسلامي على نيته التقدم بطلب الانضمام الى الجنائية الدولية، لأن ذلك قد يفضي الى محاكمة الحركتين بسبب اطلاق صواريخ على اسرائيل.
وأوضح لينفيليد أن عباس تردد مسبقاً في تقديم طلب الانضمام للمنظمة، إلا أنه ومع انهيار مفاوضات السلام في ابريل/ نيسان، فإن اتخاذ هذه الخطوة لن يضر، حيث أن المفاوضات متعثرة أصلاً، كما أنه يتعرض لضغط شعبي كبير لتقديم الطلب.
ولعل أكثر ما يقلق عباس هو رد فعل أوباما، بحسب كاتب المقال، إلا ان نبيل شعث أحد مستشاري عباس يقول إنهم متوجهون الى المحكمة لا الى القاعدة او المافيا.
وختم المقال بالإشارة إلى أن وزير الخارجية الاسرائيلي قال إن الفلسطينيين يمكن أن يجدوا أنفسهم في قفص الاتهام بعد انضمامهم الى الجنائية الدولية.