عقائد السنةغير مصنف

نصيحة الى اخواننا من أهل السنة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلي يا رب على سيدنا محمد ( صلوات الله عليه و آله )  سيد الاولين  والآخرين وعلى اله الطاهرين الائمة و المهديين وعلى اصحابه المنتجبين و سلم تسليماً كثيراً

السلام على من اتبع الهدى و تجنب الردى وآمن بكلمات الله و كتبه وحججه الميامين في الاولين والآخرين .

لقد بدأ الخلا بين السنة و الشيعة بعد وفاة رسول الله ( صلوات الله عليه و آله )  ومصدر الخلاف هو الوصية بالخلافة الشيعة تقول انه ( صلوات الله عليه و آله )  اوصى لعلي ( عليه السلام )  و السنة تقول انه لم يوصي لأحد و أقيمت انتخابات ي سقية بني ساعدة و تم اختيار ابي بكر للخلاة .

اقول لاخواننا السنة سوف اكون على رأيكم بأن رسول الله ( صلوات الله عليه و آله  )  مات ولم يوصي بالخلافة. وسوف اناقش مع نفسي معضلات عدم الوصية لألزم نفسي و الزمكم بما الزمتم به انفسكم من حجة .

ان كان رسول الله ( صلوات الله عليه و آله  )  مات ولم يوصي فقد خالف القرآن وخالف نفسه وسأثبت ذلك من خلال الآيات القرآنية :

قال تعالى : (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ) البقرة 180.

معنى ذلك ان الوصية قبل الموت هي فرض من الفروض التي كتبها الله تعالى على عباده ، و ان ترك الفرض هو معصية كبيرة عند الله تعالى ، بدليل كلمة (كُتِبَ ) في الآية الكريمة أي (فُرِضَ ) كما قال تعالى (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ) كما في الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة183 . و بما ان معتقدكم ان رسول الله ( صلوات الله عليه و آله  )  مات و لم يوصي يكون ( صلوات الله عليه و آله )  قد عصى الله و ترك هذا الفرض و حكمه كحكم تارك الصوم و الصلاة لكون الصوم و الصلاة رائض مكتوبة على الرسول ( صلوات الله عليه و آله )  وعلى جميع العباد (إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا ) آل عمران 103. وان عبارة حقاً على المتقين في الآية الكريمة تدل على تأكيد هذا الفرض و انه حق كما تقول الموت حق و من لا يعمل به لا يكون تقياً و يكون الرسول قد خرج من درجة التقوى لكونه لم يوصي ( و حاشاه من ذلك ) و نكون نحن قد اتبعنا نبياً غير تقي . فأي دين هذا الذي صاحبه غير تقي (مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) !!.

ثم انه ( صلوات الله عليه و آله ) قال : ( من مات و لم يوصي مات ميتة جاهلية ) فهل كان الرسول ( صلوات الله عليه و آله  )   يوصينا بشئ و لا يعمله هو ؟ و هل فعلاً مات هو ( صلوات الله عليه و آله ) ميتة جاهلية لأنه لم يوصي ؟؟ و هل نحن الآن نتبع دين نبي جاهل ؟؟!! و الجواب حاشا رسول الله ( صلوات الله عليه و آله )  أن يكون كذلك و حاشاه ان يموت ميتة و لا يوصي وهو القائل ( خيركم من نام ووصيته تحت و سادته )  معنى ذلك اننا اذا اوصينا نكون خيراً من رسول الله ( صلوات الله عليه و آله )  لكونه لم يوصي . لقد قال الله تعالى (فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ) سورة يس50 . انظر كيف عاقب الله تعالى الكفار و حرمهم من نعمة الوصية و قد ذمهم بعدم استطاعتهم التوصية ويكون رسول الله ( صلوات الله عليه وآله )   مشمول بهذه المذمة ، هذا بمعتقدكم بأنه مات ولم يوصي . و شأنه شأن الكفار الذين عوقبوا بحرمانهم من الوصية ، فراجعوا معتقدكم جيداً اليس الله تعالى يقول في كتابه العزيز ( يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللّهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الآثِمِينَ ) المائدة106 . معنى ذلك ان الوصية مفروضة على المسافر فكيف الحاضر مع أهله لا يوصي و الذي يكتم الوصية آثم فكيف يكون تارك الوصية غير مأثوم و هل يليق ذلك بخير خلق الله محمد ( صلوات الله عليه و آله  )  حبيب الله تعالى ؟؟! .

أما الآن سأناقش الامر من جانب سنن الانبياء ( عليه السلام )  بعد مناقشته من جانب القرآن .

أود أن أسأل من الافضل آدم ( عليه السلام )  أم محمد ( صلوات الله عليه و آله  )   ؟ نوح ( عليه السلام )  أم محمد ( صلوات الله عليه وآله ) ؟ ابراهيم ( عليه السلام )  أم محمد ( صلوات الله عليه و آله  )   ؟ موسى ( عليه السلام )  أم محمد ( صلوات الله عليه و آله  )   ؟ سليمان ( عليه السلام )  أم محمد ( صلوات الله عليه و آله  )   ؟ عيسى ( عليه السلام )  أم محمد ( صلوات الله عليه و آله  )   ؟

الجواب : آدم ( عليه السلام )  افضل من محمد ( صلوات الله عليه و آله  )   لكونه ختم نبوته بوصيته الى ابنه شيث ( عليه السلام )  . ونوح (ع ) افضل من محمد ( صلوات الله عليه و آله  )   لكونه ختم نبوته بوصيته الى ابنه سام ( عليه السلام )  . و ابراهيم (ع ) افضل من محمد ( صلوات الله عليه و آله  )   لكونه ختم نبوته بوصيته الى اسحاق ( عليه السلام )  . وموسى (ع ) افضل من محمد ( صلوات الله عليه و آله  )   لكونه اوصى  الى هارون ( عليه السلام )  و بعد وفاة هارون ( عليه السلام )  اوصى الى يوشع بن نون ( عليه السلام )  . و سليمان (ع ) افضل من محمد ( صلوات الله عليه و آله  )   لكونه اوصى الى آصف بن برخيا ( عليه السلام )  . و عيسى (ع ) افضل من محمد ( صلوات الله عليه و آله  )   لكونه اوصى الى شمعون الصفا ( عليه السلام )  . ان جميع هؤلاء الرسل هم افضل من محمد ( صلوات الله عليه و آله  )   لكونهم لم يتركوا اممهم بحيرة التنصيب بعدهم فقد اوصوا بالخلافة لمن بعدهم و لم يخالفوا تعليمات الله الله تعالى ، هذا ان كان لم يوصي لمن بعده و ان كنا مسلمين بانه لم يوصي . و لكمن محمد الخاتم و المهيمن لا يمكن ان يترك امته حيرانة تموج في الفتن و انه قد اوصى ، ولو لم يوصي لما اكتملت رسالته و لكانت باقي الاديان و الامم افضل من دينه و امته. فيجب مراجعة المعتقد الذي يؤمن بعدم وصايته و الذي ورّث من الآباء و الاجداد فالدين ليس بالوراثة بل الحق و اليقين و الدليل القاطع .

اما الآن فسأناقش الامر من سيرة الخلفاء انفسهم لألزمكم بما الزمتم به انفسكم من حجة دامغة .

في خلافة ابي بكر بعد ان نصب خليفة من قبل الناس في سقيفة بني ساعدة ماذا فعل بعد وفاته ؟ لقد اوصى بالخلافة من بعده الى عمر بن الخطاب وهذا لا ينكره احد قط لا سني و لا شيعي و بذلك يكون ابو بكر افضل من رسول الله ( صلوات الله عليه و آله  )   لكونه لم يترك الامة سدى و حائرة بمن تنصب خليفة لكون رسول الله ( صلوات الله عليه و آله  )   ترك هذه الامة بدون خليفة . اضافة الى ذلك خليفة رسول الله ( صلوات الله عليه و آله  )   يجب الا يخالفه في شئ ، وان خالفه فيكون قد خالف الله و خالف السنة و اتى ببدعة . و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار . فما دليله و حجته بوصيته لعمر و رسول الله ( صلوات الله عليه و آله  )   لم يفعلها .

ثم اتى للخلافة عمر بن الخطاب و ماذا فعل قبل وفاته لقد اوصى بالخلافة لكن بطريقة جديدة لم يفعلها رسول الله ( صلوات الله عليه و آله  )   و لا ابو بكر و خالفهما لما وجدها حكمة جديدة او سميها بدعة جديدة  حيث انه جعلها شورى بين ستة اشخاص وو قال عنهم لقد مات رسول الله وهو راضٍ عنهم  و قال للناس ان لم يتفقوا خلال ثلاثة ايام اضربوا اعناقهم . انظر الى قوله وهو يأمر بضرب عنق من رضي الله عنده و من رضي الله عنه كان الرسول ايضاً راضٍ عنه لكون رضا الله من رضا رسوله و انه من لعجب اي دين هذا الذي يأمر بضرب اعناق من رضى عنه الله ورسوله . و قال ايضاً اذا انقسموا ثلاثة بثلاثة فاضربوا اعناق الثلاثة التي ليس فيهم عبد الرحمن بن عوف و هذا يعني انه أفضل الستة عنده فكان الاجدر به ان ينصبه خليفة بعده . و بذلك يكون عمر افضل من ابي بكر و افضل من رسول الله ( صلوات الله عليه و آله  )   لكونه خالف آرائهم فرأيه أفضل و أحكم منهم ! ايعقل ذلك ؟! هل تؤمن بذلك عقولكم ؟ هل يوجد أفضل و احكم من رسول الله ( صلوات الله عليه و آله  )   ؟ لو كان كذلك لاختاره الله رسولا ً.

و لنرجع قليلاً الى الخلف . نعود الى خلق آدم ( عليه السلام )  اذ قال الله تعالى للملائكة (اني جاعل في الارض خليفة) و اعتراض الملائكة على ذلك فما كانت حجة الله عليهم الا بعلم آدم ( عليه السلام )  الذي فاق علم الملائكة و هذه قاعدة وضعها الله الى الخلق لمعرفة خليفة الله في أرضه وهو ان يكون أعلم الموجودين . و اني لأسأل سؤال اين كان يذهب ابا بكر و عمر و عثمان عندما يعجزون عن الاجابة عن اسئلة اليهود و النصارى و المسلمين ؟ الم يكونوا يذهبون الى علي بن ابي طالب ( عليه السلام )  و لا يقف على سؤال الا اجاب عليه . الا تكفي حجة الله تعالى على الملائكة ان تكون حجة على جميع الخلق لمعرفة خليفة الله في ارضه . و بذلك نكون قد اثبتنا بالحجة الدامغة بأن الرسول الاعظم محمد ( صلوات الله عليه و آله  )   عند وفاته اوصى الى علي بن ابي طالب ( عليه السلام )  بالخلافة بالادلة السابقة . و الحمد لله وحده وحده وحده .

ولا اقول لكم ان الشيعة الموجودين اليوم هم اهل دين الحق اصحاب المراجع و التقليد اهل البدع . و لكن اقول لكم لقد ظهر دين الحق مع السيد اليماني ( عليه السلام )  . اليس في اعتقادكم ان المهدي ( عليه السلام )  يولد في آخر الزمان و اسمه احمد و من ذرية الحسين ( عليه السلام )  فها قد جاءكم من تنتظرن وهو السيد احمد الحسن ( عليه السلام )  فابحثوا في قضيته و تقصوا الحقائق ولا تقفوا مكتوفي الايدي و لا تكونوا كالاشقر ان تقدم نحر وان تأخر عقر . و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

(صحيفة الصراط المستقيم/ العدد 11/ السنة الثانية/في 26 شوال 1431 هـ )

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى