لا توجد حياة بلا مشاكل، ولا يوجد شخص لم يتألم، وكثيرا ما نسمع “الدنيا دار شقاء”، ورغم ذلك يتحدث المتخصصون كثيرا عن السعادة والراحة والسكينة النفسية التى يمكن للإنسان أن يعيش فيها، فكيف يحدث هذا والآلام والأحزان تحيط بنا دائما؟.
يجيب أحد متخصصى علم النفس الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسى، قائلاً، بالتأكيد كل شخص لديه مشاكل فى حياته قد تسبب له آلاما وأوجاعا يعانى منها، ونقول كثيراً إن آلامنا مسألة وقت، وكل أزمة لابد لها من نهاية، قد تأتى بعد الذروة، ولكن ما نضيفه اليوم هو أن مشاكلنا ليست مجرد حاضر نعيشه وحسب، أو نتاج للماضى فقط.
وأضاف، إنما هى “الخبرة” التى تتعلمها بالتجربة المؤلمة، فالطفل الصغير عندما يريد أن يمسك كوب الشاى الساخن وأنت تنهاه يتجاهل تحذيرك، لكن عندما يغافلك ويمسكه، ويستشعر ألم سخونة الكوب، يتعلم أن الماء الساخن مصدر ألم يجب الابتعاد عنه حتى يبرد، ومن هذا فاعلم أنه كلما تعددت آلامك زادت محصلة خبراتك.
فلحظات الألم التى يمر بها الإنسان تعادل عشرات المحاضرات والكتب والقراءات، فلا تتصور أنك تعانى آلامك مضطراً، لأنه لا سبيل للهروب منها فى حاضرك، على العكس أنك تتعمد مواجهتها اليوم والتخلص منها، لتتجنب مشاكل أكبر قد تحدث لك فيما بعد، فيمكنك أن تعرف آلامك الحالية بأنها “حصانة” للمستقبل البعيد، أى أنها الإعداد لشخصيتك لتصبح أكثر تميزاً عمن حولك، وتمهيداً لحياة أفضل تنتظرك فى مستقبلك.
