وصفت روسيا قيام السلطات التايلاندية بتسليم رجل الاعمال الروسي المحتجز لديها فكتور بوت الى الولايات المتحدة حيث سيواجه تهما تتعلق بتجارة الاسلحة بأنه “ظلم صارخ”.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغيه لافروف إن القرار التايلاندي جاء نتيجة ضغط غير مسبوق مارسته الادارة الامريكية على الحكومة التايلاندية.
وكان بوت قد اقتيد الى طائرة خاصة اقلته الى الولايات المتحدة، وذلك بعد ان رضخت سلطات بانكوك الى طلب امريكي بتسليمه عقب اشهر عديدة من الاجراءات القضائية.
وكان بوت قد اعتقل في بانكوك في عام 2008 اثر وقوعه في فخ نصبته له عناصر استخبارية وامنية امريكية.
ويتهم الامريكيون بوت، الضابط السابق في القوة الجوية الروسية البالغ من العمر 43 عاما، بمحاولة بيع اسلحة لمتمردي حرك (فارك) الكولومبية اليسارية، وببيع الاسلحة فعلا لاطراف في افريقيا والشرق الاوسط.
وفي حال تجريمه من قبل القضاء الامريكي، سيواجه بوت حكما بالسجن المؤبد.
الا ان بوت ينفي كل التهم الامريكية الموجهة اليه، ويقول إنه لم يكن تاجر اسلحة في يوم من الايام، كما تصر موسكو على برائته.
ويعتقد ان لدى بوت معلومات وافية عن العمليات العسكرية والاستخبارية الروسية، ويخشى الدبلوماسيون الروس من ان يفشي هذه المعلومات اثناء محاكمته.
تاجر موت؟
وكرر لافروف ما قالته روسيا في السابق من ان ملاحقة الامريكيين لبوت تخفي دوافع سياسية. وتعهد الوزير الروسي بأن تطرق موسكو كل السبل القانونية المتاحة للدفاع عنه.
وقال وزير الخارجية الروسي لمحطة روسيا التلفزيونية يوم الثلاثاء: “خلافا لقرارين اصدرتهما محكمة جنايات تايلاندية خلصت فيهما الى ان التهم لم تثبت على فكتور بوت، مضت الحكومة التايلاندية قدما في تسليمه للولايات المتحدة. هذه الخطوة جاءت برأيي نتيجة ضغوط سياسية غير مسبوقة مارستها الولايات المتحدة على الحكومة التايلاندية والقضاء التايلاندي. القصة برمتها نموذج للظلم الصارخ، ونحن، كدولة، سنواصل مد المواطن الروسي فكتور بوت بكل ما نتمكن منه من عون ومساعدة.”
وكان بوت قد اقتيد الى طائرة خاصة غادرت بانكوك بعد ساعات قليلة من تصريح رئيس الحكومة التايلاندية ابهيسيت فيجاجيفا بأن مجلس وزراءه قد صدق على قرار لمحكمة الاستئناف سمح بتسفيره الى الولايات المتحدة.
وقد اشرف العشرات من رجال الشرطة التايلانديين على عملية نقل بوت من السجن الى مطار بانكوك.
وقد وصلت آلا، زوجة بوت التي حضرت جلسات محاكمته امام القضاء التايلاندي في السنتين الماضيتين، الى السجن لزيارة زوجها صباح الثلاثاء ولكن بعد فوات الاوان.
وقد عبرت آلا، والسفارة الروسية في بانكوك، عن دهشتهما للطبيعة المفاجئة لقرار التسفير.
وقالت آلا بوت لتلفزيون روسيا: “لم نعلم، لا انا ولا المحامي، عن قرار التسفير هذا. فقد وصلت الى السجن، ولكن فكتور لم يكن هناك.”
ومضت الى القول: “من الواضح جدا ان القرار اتخذ بسبب الضغوط الامريكية، حيث لم تتبق الا بضعة ايام قبل نفاد حكم التوقيف الصادر بحق فكتور، وبموجب القانون كان على السلطات التايلاندية اطلاق سراحه. من وجهة النظر القانونية والشرعية، كنا واثقون من الفوز بالدعوى.”
وقال فكتور بوروبين محامي بوت في تصريحات نقلتها عنه وكالة انترفاكس الروسية للانباء إن قرار التسفير يفتقر الى الشرعية “لأن المحكمة التايلاندية لم تراجع طلب التسفير الامريكي الثاني.”
وقال مسؤول في السفارة الروسية في بانكوك لبي بي سي في وقت لاحق إن القنصل الروسي في العاصمة التايلاندية منع هو الآخر من مقابلة بوت قبل تسليمه للامريكيين.
جدل قانوني
وتقول مراسلة بي بي سي في بانكوك فودين انجلاند إن رئيس الحكومة التايلاندية واجه موقفا محرجا بسبب قضية بوت، حيث كان عليه ان يختار ما بين التعاون مع الولايات المتحدة حليفة بلاده التقليدية من جهة، وارضاء موسكو التي تتمتع بحضور سياحي وتجاري متنامي في تايلاند من جهة اخرى.
وقد ظلت قضية بوت تراوح في المحاكم التايلاندية، التي كانت تعد بتسليمه للامريكيين وتتنصل من هذه الوعود بعد ذلك.
وكانت محكمة تايلاندية قد قضت في اغسطس / آب الماضي بتسليم بوت الى الامريكيين في غضون ثلاثة شهور. وقد ارسل الامريكيون فعلا طائرة لنقله، ولكن ذلك القرار نقض في اللحظة الاخيرة.
فقد اجلت المحكمة عملية التسليم ثانية قائلة إنه من الضروري عليها النظر في تهم اخرى وجهها اليه الامريكيون تشمل غسيل الاموال والاحتيال.
وفي اكتوبر / تشرين الاول الماضي، قررت المحكمة اسقاط التهم الاخرى مما فسح المجال لتسفير بوت الى امريكا.
عاشق للطيران
بدأت شهرة بوت منذ عشر سنوات تقريبا عندما وصفه تقرير للامم المتحدة بأنه “مزود سلاح معروف لعدد من المنظمات غير الحكومية المحظورة” وهي طريقة دبلوماسية للقول بأنه كان يزود حركات متمردة بالاسلحة.
ويقال إن بوت كان يزود حركات التمرد في انغولا وليبيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية بالسلاح، وبأنه كان يستخدم شركات للنقل الجوي كان يمتلكها لنقل الاسلحة الى البوسنة وافغانستان في اوائل تسعينيات القرن الماضي.
الا ان موقعا الكترونيا يصف نفسه بأنه “موقع فكتور بوت الخاص” يقول إن الضابط الروسي السابق رجل اعمال مولع بالطيران ومدفوع بارادة جامحة للنجاح.