قال أوجستين سافيدرا وايز، الخبير الاقتصادى الإسبانى فى مقال له تحت عنوان “وتستمر مشاكل النيل” بصحيفة باخينا سيتى إن “النيل يرتبط ارتباطا وثيقا بأصول مصر، وتدفق النهر يحمل ذكرى حضارة عظيمة ازدهرت فى هذا البلد، ولذلك فإن لدى المصريين كل الحق ليخافوا على كل هذا بعد البدء فى بناء سد النهضة الإثيوبى الذى أصبح المشكلة الكبرى لدى مصر وأكبر تحدٍ للرئيس المقبل، حيث إن اكتمال هذا المشروع يعتبر كارثة تقع على مصر أكبر من كارثة الإرهاب التى تتعرض لها الآن”.
وأكد وايز أن المناقشات التى جرت مؤخرا حول سد النهضة بين القاهرة وأديس أبابا فشلت مجددا، مشيرا إلى أن المصريين يعتقدون أن السد سيقلل من تدفق المياه إلى بلدهم، تلك المياه التى تعتبر أمرا حيويا بالنسبة لمصر، خاصة وأن هذا سيهدد الحالة الاقتصادية لمصر فى الفترة المقبلة لأن مصر دولة تعتمد فى المقام الأول على الزراعة، لافتا إلى أن سد النهضة كان بمنزلة صدمة وذعر لدولة المصب مصر على المستويين الشعبى والسياسى، حيث أن المياه تعنى أمنا قوميا وشريان حياة، خاصة أن مصر تعد فى حزمة الدول الصحراوية فى شمال قارة إفريقيا وليس لها مصدر مائى غير نهر النيل، كما أن احتياجاتها للمياه تتزايد مع تزايد عدد السكان ومع مشاريع التوسع فى الأراضى الزراعية الجديدة وكذلك حاجتها إلى عدم نقصان الطاقة الكهربائية المولدة من السد العالى بل السعى إلى زيادتها، حيث ظهرت مؤخرا أزمة طاقة، والأزمة ما هى إلا ميراث من سياسات نظام سابق أسقطته الثورة كان قد استبعد الدائرة الإفريقية من دوائر اهتمامات وأولويات السياسة الخارجية المصرية، وترك القارة تماما لتملأ الفراغ دول أخرى مثل إسرائيل والصين وإيران.
وأشار الخبير الإسبانى إلى أنه بالإضافة إلى الارتباط التاريخى مع مصر يجب أن نتذكر أن نهر النيل هو نهر دولى ويجرى تقاسم المياه أكثر من 6.853 كيلومترا يمتد من الجنوب إلى الشمال بنسبة فى 10 بلدان أفريقية: تنزانيا وأوغندا ورواندا وبوروندى والكونغو وكينيا وإثيوبيا وإريتريا والسودان وجنوب السودان. الروافد العليا لنهر النيل تكونت بعد التقاء نهرى النيل الأبيض والنيل الأزرق فى الخرطوم.