قال تعالى: [ سلام على إل ياسين ]
تحدثت الآيات التي تسبق هذه الآية عن إلياس (ع) ، إذ قال تعالى : [ وإن إلياس لمن المرسلين ] ، لذا حاول مفسرو العامة بذل جهدهم لتفسير آل ياسين بـ ” إلياس ” ، بادعاء أن من عادة العرب تغيير بعض الألفاظ إلى ما يقاربها في النطق كما في سيناء وسينين.
ولكنهم هنا يصطدمون بنقطة أساسية لم يستطيعوا تبريرها ، وهي فصل كلمة : ” آل ” عن : ” ياسين ” . حيث وجدت في المصاحف العثمانية القديمة بهذا الشكل .
قال ابن جرير في تفسيره: ” واختلف القراء في قراءة قوله “ سلام على آل ياسين “ فقرأته عامة قراء مكة والبصرة والكوفة (سلام على إلياسين) وقرأ عامة قراء المدينة [ سلام على آل ياسين ] بقطع آل من ياسين فكان بعضهم يتأول ذلك بمعنى سلام على آل محمد[1] .
هذا علما بأن ثلاثة من القراء كانوا يقرءون آل ياسين وهم نافع وابن عامر ويعقوب[2]، وقال الواحدي في تفسيره: وقرأ نافع على آل ياسين وحجته إنها في المصحف مفصولة من ياسين[3]، ونقل ذلك غيره ، فهذا إقرار من الجميع بأنها كانت مفصولة في المصاحف فكيف جاز لهم قراءتها بالوصل بياسين ؟
هذا وقد نقل ابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن عباس .. في قوله سلام على آل ياسين قال : نحن آل محمد ( آل ياسين )[4] وذكره الطبراني في معجمه الكبير[5]، قال الشوكاني في ( فتح القدير ) : وقال الكلبي : المراد بآل ياسين آل محمد[6] .
وعموما فبمجرد الاعتقاد بحجية القراءات المتواترة كلها مع كون أكثر من قارئ قرأ [ سلام على آل ياسين ] يكفي في صحة الإستدلال بهذه الآية .
[1] – تفسير الطبري – ج22 ص114
[2] – طييه النشر في القراءات العشر – ابن الجزري – ص303
[3] – الوسيط في تفسير القرآن – الواحدي – ج3 ص532
[4] – تفسير ابن أبي حاتم – ج10 ص3225
[5] – المعجم الكبير – الطبراني – ج11 ص56
ـــــــــــــــــــــ
(صحيفة الصراط المستقيم/عدد 25/سنة 2 في 11/01/2011 – 6 صفر1432هـ ق)