تطاول النائب بالكنيست والكاتب الإسرائيلى موشيه أرنس على الدول العربية، فى مقال مطول له بصحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية، نشرته اليوم الثلاثاء، حيث ادعى أن كلا من العراق وسوريا ولبنان هى نتاج مصطنع لاتفاقية “سايكس بيكو”، التى قسمت قبل 98 سنة مناطق الإمبراطورية العثمانية بين بريطانيا وفرنسا، وقامت بموجبها هذه الدول التى تحولت إلى موطن لأمم عربية جديدة، على حد قوله.
وأكد الكاتب المتطرف أن نجاح تلك الخطوة كان مؤقتاً فقط، حيث تقف سوريا والعراق، بعد عشرات السنين، من الاستقلال تحت قيادة أنظمة ديكتاتورية، على حافة الاختفاء عن قائمة الدول، والأمر نفسه قد يصيب لبنان.
وزعم الكاتب الإسرائيلى المتطرف أن اليهود الذين حظوا بجزء من أرض فلسطين المحتلة عادوا إلى التجذر فى وطنهم القديم، وخلافا للأمم العراقية والسورية واللبنانية التى ولدت بشكل مصطنع، فإنه يضرب جذوره عمقا ويتشرب روح الوطنية التى منحته القدرة على العمل بشكل ديمقراطى، لحماية نفسه وتحقيق النمو الاقتصادى، على حد زعمه.
وواصل أرنس مزاعمه قائلا، “الأراضى التى يقوم عليها الأردن حاليا هى مناطق تابعة لإسرائيل، وأن بريطانيا أهدتها للأمير عبد الله نجل الشريف حسين”، مضيفا أن 70% من سكان الأردن جاءوا من أراضى إسرائيل الغربية، فى إشارة إلى الضفة الغربية، و30% هم بدو، متسائلا، هل يعنى ذلك قيام أمة أردنية؟، على حد تعبيره.
وزعم الكاتب المتطرف أن الأردن احتل الضفة الغربية عام 1948، فيما احتلت مصر قطاع غزة، وفى عام 1967 بعد هزيمة الجيشين المصرى والأردنى، انتقلت الضفة الغربية وقطاع غزة إلى السيطرة الإسرائيلية، مضيفا أنه لما اعتقد سكان الضفة الغربية وقطاع غزة بأن العرب تخلوا عنهم، بدأوا بتطوير هوية قومية منفصلة، كفلسطينيين، وتم التعبير عن ذلك بإنشاء منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات فى عام 1964.
واستطرد الكاتب الإسرائيلى المتطرف مزاعمه قائلا، “انشق الفلسطينيون لاحقا إلى قسمين، قسم يخضع لسيطرة حماس فى قطاع غزة، وقسم يخضع لفتح فى الضفة الغربية”، وعليه تساءل، “هل ستقوم أمة فلسطينية موحدة، مفصولة عن الأردن، وتكون عضوا دائما فى أسرة الشعوب؟”، مجيبا فى الوقت نفسه هذا ما ستقوله الأيام القادمة.
ورأى الكاتب المتطرف أن تفكك الأمة السورية والانشقاق الوطنى الفلسطينى، يسببان مشكلة لإسرائيل، قائلا، “فى زمن حافظ الأسد وابنه بشار كانت سوريا دولة أمة مجاورة، ويمكن القول مبدئيا إنه كان يمكن التفاوض معها على اتفاق سلام، كان من شأنه وضع حد لعشرات السنوات من الصراع بين البلدين، لكنه يبدو الآن عدم وجود شريك للمحادثات عبر الحدود الشمالية لإسرائيل، فإذا أخذنا الوضع الراهن فى لبنان، وتدخل حزب الله فى الحرب السورية، فإن اتفاق السلام مع لبنان لا يبدو ممكنا فى المستقبل المنظور”.
وأضاف أرنس، “بالنسبة للفلسطينيين فإن الأداء السىء للكيان السياسى لديهم يخلق، أيضا، مشكلة لإسرائيل، فعلى الرغم من أن المناطق التى تسيطر عليها حماس وفتح ليست متجاورة، ولا تحارب بعضها، فإن العلاقات بينها بعيدة عن أن تكون ودية، فقد أعلنت حماس أن عباس لا يملك تفويضا بالتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل نيابة عن الفلسطينيين، الأمر الذى يمنع عباس من الالتزام باسم الفلسطينيين بإنهاء الصراع مع إسرائيل، وحتى إذا تم توقيع اتفاق كهذا فإنه لن ينهى الصراع مع إسرائيل، وإنما سيكون مجرد نقطة انطلاق لطرح مطالب جديدة من إسرائيل باسم الأمة الفلسطينية”.