عقائد السنةغير مصنف

السياسة المالية في عهد عثمان

الفساد المالي في عهد عثمان كان من أهم الأمور التي حملت الناس على قتله، كما قال الإمام عليه السلام في الخطبة الشقشقية: إلى أن قام ثالث القوم نافجاً حضنيه بين نثيله ومعتلفه، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع، إلى أن انتكث فتله، وأجهز عليه عمله، وكبت به بطنته… الخطبة.

وقال ابن أبي الحديد عن ابن عباس: أن علياً عليه السلام خطب في اليوم الثاني من بيعته بالمدينة، فقال: ألا إن كل قطيعة أقطعها عثمان، وكل مال أعطاه من مال الله، فهو مردود في بيت المال، فإن الحق القديم لا يبطله شيء، ولو وجدته وقد تزوج به النساء، وفرق في البلدان، لرددته إلى حاله، فإن في العدل سعة، ومن ضاق عنه الحق فالجور عليه أضيق. [شرح نهج البلاغة ج 1 ص 269].

وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني محمد بن عبدالله، عن الزهري قال: لما ولي عثمان عاش اثنتي عشرة سنة أميراً يعمل ست سنين لا ينقم الناس عليه شيئاً وإنه لأحب إلى قريش من عمر بن الخطاب لأن عمر كان شديداً عليهم، فلما وليهم عثمان لان لهم ووصلهم. ثم توانى في أمرهم! واستعمل أقرباءه وأهل بيته في الست الأواخر! وكتب لمروان بخُمس مصر! وأعطى أقرباءه المال! وتأول في ذلك الصلة التي أمر الله بها! واتخذ الأموال! واستسلف من بيت المال! وقال إن أبا بكر وعمر تركا من ذلك ما هو لهما وإني أخذته فقسمته في أقربائي! فأنكر الناس عليه ذلك.[الطبقات الكبرى ج 3 ص 64]

وقال ابن كثير: غزوة إفريقية: أمر عثمان، عبد الله بن سعد بن أبي سرح أن يغزو بلاد إفريقية، فإذا افتتحها الله عليه فله خمس الخمس من الغنيمة نفلاً، فسار إليها في عشرة آلاف فافتتحها سهلها وجبلها، وقتل خلقاً كثيراً من أهلها، ثم اجتمعوا على الطاعة والإسلام، وحسن إسلامهم، وأخذ عبد الله بن سعد خمس الخمس من الغنيمة، وبعث بأربعة أخماسه إلى عثمان، وقسم أربعة أخماس الغنيمة بين الجيش، فأصاب الفارس ثلاثة آلاف دينار والراجل ألف دينار… قال الواقدي: وصالحه بطريقها على ألفي ألف دينار وعشرين ألف دينار (2.020.000) فأطلقها كلها عثمان في يوم واحد لآل الحكم ويقال لآل مروان. [البداية والنهاية ج 7 ص 170]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى