زاوية العقائد الدينيةعقائد السنة

فقهاء سنة يفتون بضرورة الإيمان بالمهدي عليه السلام

فقهاء سنة يفتون بضرورة الإيمان بالمهدي(ع)
فقهاء سنة يفتون بضرورة الإيمان بالمهدي(ع)

قال عبدالرحمن بن عبدالخالق اليوسف: القول بأن المهدي المنتظر هو شخص يأتي من نسل محمد صلى اللّـه عليه وسلم من ولد الحسن بن علي، وأنه يملأ الدنيا عدلاً كما ملئت جوراً، هذا حق، وقد جاء ذكره في أحاديث كثيرة تبلغ في مجملها درجة التواتر.

منها قول النبي صلى اللّـه عليه وسلم: ‏”لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث اللّـه رجلاً من أهل بيتي يملؤها عدلاً كما ملئت‏‏ جوراً“، وقوله: “لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي“، وقوله: “‏المهدي مني، ‏‏أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يملك سبع سنين“، وهو من ولد فاطمة، من ولد الحسن بن علي، ويولد في الوقت الذي يشاء اللّـه تبارك تعالى.

وقد سئل ابن حجر الهيتمي عمن أنكر المهدي الموعود به فأجاب: أن ذلك إن كان لإنكار السنة رأسا فهو كفر يقضى على قائله بسبب كفره وردته فيقتل، وإن لم يكن لإنكار السنة وإنما هو محض عناد لأئمة الإسلام فهو يقتضي التعزير البليغ، والإهانة بما يراه الحاكم لائقا بعظيم هذه الجريمة، وقبح هذه الطريقة، وفساد هذه العقيدة، من حبس وضرب وصفع وغيرها من الزواجر عن هذه القبائح ويرجعه إلى الحق راغما على أنفه، ويرده إلى اعتقاده ما ورد به الشرع ردعا عن كفره. [الفتاوى الحديثية لابن حجر فتوى رقم 37].

وقد ذكر المتقي الهندي في كتابه البرهان: 178، هذه الفتوى، وأوردها المفتي ابن حجر مختصرة في الفتاوى الحديثية: 37. وقد روي حديث إنكار المهدي في عقد الدرر للشافعي السلمي: 157، ب 7، فرائد السمطين للحموي الجويني، ج2: 334، ح 585، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي، ج3: 295، باب 78، ح1… وغيرها من المصادر.

( من أنكر الدجال فقد كفر, ومن أنكر المهدي فقد كفر )، استناداً إلى قول النبي صلى اللّـه عليه وآله، ويعني أن من ينكر المهدي ينكر ضرورة, ومن أنكر ضرورة من ضرورات الإسلام كافر ويُقتل.

واستناداً لهذا أصدرت إدارة الفتوى في مكة فتوى وُقّعت من قبل العلماء عام 76: إن من ينكر المهدي فهو إما جاهل بالسنّة أو مبتدع كافر لانّ الإعتقاد بالإمام المهدي من صميم عقائد أهل السنّة والجماعة, وانّ المهدي هو واحد من الخلفاء الإثني عشر, ولابد أن يظهر ويبايع ويمتلك الأرض، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. [مجلة الجامعة الإسلامية، العدد: 3، السنة الأولى: 161 _ 162 المدينة المنورة].

وكذلك أفتى الشيخ العلاّمة يحيى بن محمّـد الحنبليّ بكفر من أنكر المهديّ عليه السلام فقال: وأمّا من كذّب بالمهديّ الموعود به فقد أخبر عليه الصلاة والسلام بكفره. [البرهان للمتقي الهندي ص 104]. وقال الألباني في (الضعيفة)(1082): واعلم أن الإيمان بكل ما ذكر في هذا الحديث من خروج المهدي, ونزول عيسى, وبالقدر خيره وشره, كل ذلك واجب الإيمان به لثبوته في الكتاب والسنة, ولكن ليس هناك نص في أن من أنكر ذلك فقد كفر.

وأجاب ابن باز عن السؤال التالي:

س/ يوجد لدينا رجل ينكر المسيح الدجال والمهدي ونزول عيسى عليه السلام ويأجوج ومأجوج ولا يعتقد في شيء منها، ويدعي عدم صحة ما ورد في ذلك من أحاديث، مع العلم بأنه لا يفقه شيئاً في علم الحديث ولا في غيره، وقد نوقش في هذه الأمور من قبل علماء ولكنه يزعم أن كل الأحاديث الواردة في هذه الأمور مكذوبة على النبي صلى اللّـه عليه وسلم ودخيلة على الإسلام، وهو يصلي ويصوم ويأتي بالفرائض. فما حكمه؟ وفقكم اللّـه.

ج/ مثل هذا الرجل يكون كافراً والعياذ باللّـه؛ لأنه أنكر شيئاً ثابتاً عن رسول اللّـه عليه الصلاة والسلام، فإذا كان بين له أهل العلم ووضحوا له ومع هذا أصر على تكذيبها وإنكارها فيكون كافراً؛ لأن من كذَّب الرسول صلى اللّـه عليه وسلم فهو كافر، ومن كذَّب اللّـه فهو كافر، وقد صحت وتواترت هذه الأخبار عن رسول اللّـه عليه الصلاة والسلام في نزول المسيح ابن مريم من السماء في آخر الزمان، ومن خروج يأجوج ومأجوج وخروج الدجال في آخر الزمان، ومن مجيء المهدي، كل هذا الأربعة ثابتة: المهدي في آخر الزمان يملأ الأرض قسطاً بعد أن ملئت جوراً، ونزول المسيح ابن مريم، وخروج الدجال في آخر الزمان، وخروج يأجوج ومأجوج، كل هذا ثابت بالأحاديث الصحيحة المتواترة عن رسول اللّـه صلى اللّـه عليه وسلم، فإنكارها كفر وضلال نسأل اللّـه العافية والسلامة.[ فتاوى نور على الدرب المجلد الأول].

____________________________________________________________

(صحيفة الصراط المستقيم/ العدد 4/ السنة الثانية/ في 2010/8/17 – 6 رمضان 1431هـ )

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى