زاوية العقائد الدينيةعقائد السنةعقائد الشيعة

علي عليه السلام يميز بين العالم العامل والعالم غير العامل

علي عليه السلام يميز بين العالم العامل والعالم غير العامل
علي عليه السلام يميز بين العالم العامل والعالم غير العامل

ورد في نهج البلاغة – خطبة 87:

 ومن خطبة له عليه السلام عباد الله إن من أحب عباد الله إليه عبدا أعانه الله على نفسه فاستشعر الحزن وتجلبب الخوف فزهر مصباح الهدى في قلبه وأعد القرى ليومه النازل به فقرب على نفسه البعيد وهون الشديد . نظر فأبصر . وذكر فاستكثر وارتوى من عذب فرات . سهلت له موارده فشرب نهلا وسلك سبيلا جددا قد خلع سرابيل الشهوات وتخلى من الهموم إلا هما واحدا انفرد به فخرج من صفة العمى ومشاركة أهل الهوى ، وصار من مفاتيح أبواب الهدى ومغاليق أبواب الردى . قد أبصر طريقه . وسلك سبيله . وعرف مناره . وقطع غماره استمسك من العرى بأوثقها . ومن الحبال بأمتنها . فهو من اليقين على مثل ضوء الشمس . قد نصب نفسه لله سبحانه في أرفع الأمور من إصدار كل وارد عليه . وتصيير كل فرع إلى أصله مصباح ظلمات . كشاف عشاوات . مفتاح مبهمات . دفاع معضلات دليل فلوات. يقول فيفهم ويسكت فيسلم . قد أخلص لله فاستخلصه . فهو من معادن دينه . وأوتاد أرضه . قد ألزم نفسه العدل فكان أول عدله نفي الهوى عن نفسه . يصف الحق ويعمل به . لا يدع للخير غاية إلا أمها ولا مظنة إلا قصدها. قد أمكن الكتاب من زمامه فهو قائده وإمامه . يحل حيث حل ثقله وينزل حيث كان منزله . وآخر قد تسمى عالما وليس به. فاقتبس جهائل من جهال ، وأضاليل من ضلال . ونصب للناس شركا من حبائل غرور وقول زور . قد حمل الكتاب على آرائه . وعطف الحق على أهوائه يؤمّن من العظائم ويهون كبير الجرائم . يقول أقف عند الشبهات وفيها وقع . واعتزل البدع وبينها اضطجع . فالصورة صورة إنسان . والقلب قلب حيوان . لا يعرف باب الهدى فيتبعه . ولا باب العمى فيصد عنه . فذلك ميت الأحياء فأين تذهبون . وأنى تؤفكون . والأعلام قائمة ، والآيات واضحة ، والمنار منصوبة فأين يتاه بكم . بل كيف تعمهون وبينكم عترة نبيكم وهم أزمة الحق وأعلام الدين وألسنة الصدق . فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن وردوهم ورود الهيم العطاش أيها الناس خذوها عن خاتم النبيين صلى الله عليه وآله إنه يموت من مات منا وليس بميت ويبلى من بلي منا وليس ببال فلا تقولوا بما لا تعرفون . فإن أكثر الحق فيما تنكرون واعذروا من لا حجة لكم عليه . وأنا هو . ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر وأترك فيكم الثقل الأصغر . وركزت فيكم راية الإيمان ووقفتكم على حدود الحلال والحرام . وألبستكم العافية من عدلي وفرشتكم المعروف من قولي وفعلي وأريتكم كرائم الأخلاق من نفسي . فلا تستعملوا الرأي فيما لا يدرك قعره البصر ولا تتغلغل إليه الفكر ( منها ) حتى يظن الظان أن الدنيا معقولة على بني أمية تمنحهم درها . وتوردهم صفوها . ولا يرفع عن هذه الأمة سوطها ولا سيفها . وكذب الظان لذلك ، بل هي مجة من لذيذ العيش ( 3 ) يتطعمونها برهة ثم يلفظونها جملة

________________________________________________________

(صحيفة الصراط المستقيم/ العدد 30/ السنة الثانية/ في 2011/2/15 – 11 ربيع الاول 1432هـ )

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى