يحاول المبطلون تصوير إحجام علي عليه السلام عن رفع سيفه دفاعاً عن حقه الشرعي في خلافة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أنه إقرار بشرعية خلافة من تقدمه، وعلى الرغم من أن إثبات شرعية خلافة من تقدم علياً عليه السلام لا يتم بهذه الطريقة، إلا أن القوم يعلمون أنهم خالون من الدليل ولذلك يلجئون إلى تصيد الوقائع ذات الدلالات التي يكثر فيها الأخذ والرد ويحاولون التركيز على دلالة معينة فيها يظنون أنها تخدم غرضهم.
مناسبة هذه المقدمة هي أن الأحاديث التي سنستعرضها تدل بوضوح تام على أنه يجب على الناس والأمة أن تمكن حجة الله من حكمها لتنال سعادة الدارين، فإذا لم تمكنه تكون آثمة ، فحجة الله بمنزلة الكعبة يؤتى ولا يأتي.
أخرج ابن الأثير في أسد الغابة حديث رقم: 31: (( أنبئنا : عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر ، أنبئنا : أبو غالب محمد بن الحسن الباقلاني إجازة ، أنبئنا : أبو علي بن شاذان ، أنبئنا : عبد الباقي بن قانع ، حدثنا : محمد بن زكريا العلائي ، حدثنا : العباس بن بكار ، عن شريك ، عن سلمة ، عن الصنايجي ، عن علي قال : قال رسول الله (ص) : أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتى فإن أتاك هؤلاء القوم فسلموها إليك يعنى الخلافة ، فأقبل منهم وإن لم يأتوك فلا تأتهم حتى يأتوك )).
وأخرج المغازلي في المناقب – ص106: (( عن أبي ذر ، قال : قال رسول الله (ص) : مثل علي فيكم كمثل الكعبة المستورة – أو المشهورة – النظر إليها عبادة والحج إليها فريضة )).
وأخرج الطبري في بشائر المصطفى – ص277: (( عن شريك بن سلمة الحديث النبوي (ص) : يا علي : إنما أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي )).
وأخرج المناوي في كنوز الحقائق – ص203 – طبعة مصر: (( قال رسول الله (ص) : يا علي : أنت بمنزلة الكعبة )).
وأخرج ابن عساكر – تاريخ مدينة دمشق – ترجمة الإمام علي (ع) – الجزء : ( 2 ) – رقم الصفحة : ( 406 ) – طبعة بيروت: (( أخبرنا : أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد ، أنبئنا : أبوبكر الخطيب ، أنبئنا : أبو طاهر إبراهيم بن محمد بن عمر بن يحيى العلوي ، أنبئنا : أبو المفضل محمد بن عبد الله بن محمد الشيباني ، أنبئنا : محمد بن محمود بن بنت الأشج الكندي الكوفي نزيل أسكران سنة ثماني عشرة وثلاثمائة ، أنبئنا : محمد إبن عنبس بن هشام الناشري ، أنبئنا : إسحاق بن يزيد ، حدثني : عبد المؤمن بن القاسم ، عن صالح بن ميثم ، عن يديم بن العلاء [ كذا ] ، عن أبي ذر ، قال : قال رسول الله (ص) : مثل علي فيكم – أو قال : في هذه الأمة – كمثل الكعبة المستورة النظر إليها عبادة ، والحج إليها فريضة )).
وفي المصادر الشيعية أخرج صاحب بشارة المصطفى – ج11 – ص428: (( 7- حدثنا العباس بن بكار و الفضل بن عبد الوهاب و الحكم بن أسلم و بشر بن مهران قالوا حدثنا شريك بن سلمة بن كهيل عن الصنابجي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا علي إنما أنت بمنزلة الكعبة تؤتى و لا تأتي فإن أتاك هؤلاء القوم فسلموا لك الأمر فاقبله منهم و إن لم يأتوك فلا تأتهم حتى يأتوا الله )).
……………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………….
( صحيفة الصراط المستقيم- العدد 7- السنة الثانية- بتاريخ 7-9-2010 م – 27 رمضان 1431 هـ.ق)
