ندد رؤساء المؤسسات الدينية الإسلامية فى مدينة القدس، اليوم الأربعاء، بـ”المخططات والمقترحات الإسرائيلية لتقسيم الأقصى”، وذلك فى مؤتمر صحفى عقدوه فى القدس الشرقية المحتلة، محذرين من التداعيات الخطيرة لهذه الأعمال.
وقال مفتى القدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، فى المؤتمر الذى عقد فى أحد فنادق القدس الشرقية “إن المسجد الأقصى هو مسجد إسلامى لا يشارك به أحد هكذا قرر الله، وحملنا عقيدته وشريعته وتاريخه وأرضه”.
وتابع “لا يجوز بحال من الأحوال أن تتدخل فيه سلطات الاحتلال، ولا يمكن بحال من الأحوال أن نسمح بالتفريط بأى جزء من المسجد”.
وأضاف المفتى “هم واهمون إذا أرادوا أن يعتدوا على العقيدة فإن الحدود ستكسر وقتها. كفاهم لعبًا بالنار، إذا أرادوا أن يشعلوا حريقًا فى المنطقة، فممكن التنبوء ببدايته ولا يمكن التنبؤ بنهايته”.
وكانت عضو الكنيست اليمينية من حزب الليكود ميرى ريغيف، أعلنت الاثنين خلال اجتماع للجنة الداخلية فى الكنيست، لمناقشة موضوع السماح لليهود بالصلاة فى باحة المسجد الأقصى “إذا توصلنا إلى وضع فى جبل الهيكل على غرار تقسيم المسجد الإبراهيمى (فى الخليل) فسيكون الأمر مثاليًا ومرتبًا ومنظمًا”.
ومن جهته، قال مدير عام أوقاف القدس، الشيخ عزام الخطيب “إننا ننظر بخطورة بالغة نحو الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه المسجد الأقصى”، مشيرًا إلى أن السلطات الإسرائيلية “المتطرفة تدعو فى هذه اللحظات إلى عدة أمور منها نزع السيادة الإسلامية عن المسجد الأقصى بنزع صلاحيات الأوقاف الإسلامية عن كامل مساحة المسجد البالغة 144 دونمًا، وهو ما يساوى 144 ألف متر، ليتم تحويل السيطرة إلى وزارة الأديان الإسرائيلية لتعيين مفوض خاص من وزارة الأديان لوضع اللوائح والقوانين التى تسمح بتقسيم المسجد الأقصى”.
إلى ذلك طالب رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبرى بـ”إعادة مفاتيح باب المغاربة الموجود بيد السلطات الإسرائيلية، لأنه من خلال هذا الباب يسمح للمستوطنين والمتطرفين اليهود بالدخول إلى ساحات المسجد الأقصى”.
وطالب الشيخ عكرمة صبرى “بإعادة المدرسة التنكيزية من العهد المملوكى والتى صادرتها إسرائيل عام 1969 إلى دائرة الأوقاف الإسلامية”.
أما رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية الأعلى الشيخ عبد العظيم سلهب فقال “نحن لا نؤمن ولن نسلم بتقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا، والاحتلال بالقوة لا يعطى الحق للمحتل بتقسيمه”.
ولفت إلى أن إسرائيل تمنع ممثلى منظمة اليونسكو من الدخول إلى الأقصى الذى اعتبره “مستهدفا”.
وحاول نحو عشرين شرطيًا إسرائيليًا الدخول إلى داخل المسجد الأقصى، لكن تظاهرة نسائية لنحو 100 امرأة من المرابطات فى الأقصى تصدين لهم ومنعوهم من الدخول وهم يكبرون ويهتفون “بالروح بالدم نفديك يا أقصى”، بحسب مراسلة “فرانس برس”.
والحرم القدسى الذى يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.
ويعتبر اليهود حائط المبكى الذى يقع أسفل باحة الأقصى آخر بقايا المعبد اليهودى (الهيكل) الذى دمره الرومان فى العام 70، وهو أقدس الأماكن لديهم .