زاوية الدعوة اليمانيةعقائد الشيعة

الاجتهاد والعمل بالرأي والقياس

عن جعفر بن محمد الصادق (ع) انه قال: لا تقيسوا بالدين فان من الدين ما لاينقاس وسيأتي اقوام يقيسون وهم اعداء الدين واول من قاس ابليس (لع ) (الخصال للصدوق | ج  2 ص 651 )

لم يترك نبي الرحمه (ص) وأهل بيته (ع) آي فكره فيها حكم عقائدي أو تاريخي أو مستقبلي آو شرعي أو فقهي أو بلاغي أو كلامي أو فلسفي الا وبينوه فضلا عن كتاب الله الذي فيه تبيان كل شئ فكان هو وكلام العتره الطاهره كالمعادله الرياضيه التي لاتقبل الخطأ ولقد كانت مسالة الاجتهاد والعمل بالرأي والقياس هي من المسائل الطارئه على الفكر الإسلامي الحق القائل بها لابد وان يكون ناظرا إلى نفسه لا بل انه دخل في دائرة من يكذب بالدين كله يقود الناس الى الانحراف العقائدي والفكري  بجعل حكمه يسبق حكم الله معقبا عليه وهو بذلك كمن يدخل باب الكفر برجليه  وقد ورد عنهم (ع)  بانه ثلاث قاصمات الظهر رجل استكثر عمله ونسي ذنوبه وأعجب برأيه إن الذين  يدخلون أرائهم في الشرع هم الأظلم لأنهم يدخلون في دائرة ممن يفتري على الله الكذب قال تعالى ( ومن اظلم ممن افترى على الله  كذبا أو كذب بآياته)  (الإنعام  : 1 2) وعن الصادق (ع) في قوله عز وجل (رب وهب لي حكما وألحقني بالصالحين) قال : يعني بالصالحين  الذين لايحكمون ألا بحكم الله عز وجل ولا يحكمون بالآراء والمقاييس (الخصال للصدوق | ج1 |ص307 )   قال تعالى (ارايتم ما انزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل الله اذن لكم ام على الله تفترون) (يونس : 9 5 )

 وعن النبي (ص) قال : قال الله تبارك وتعالى يا ابن ادم اطعني فيما أمرتك به ولا تعلمني ما يصلحك.

ولذا فيجب الحذر من العمل بالرأي والقياس كنظريه جديدة مقابل النص الإلهي لان فيها بذور الاختلاف الذي مزق الامه وجعلها طرائق قددا وان المخرج هو الرجوع الى الكتاب وهو القران والنور وهو حامل الكتاب ( محمد وعلي والائمه والمهديين ) فهم الباب الذي وصفه الله عز وجل إلى الدين الحق خاصة وان دولة العدل الإلهي قد بانت تباشير ها تلوح في الأفق بظهور قائم آل محمد رواحنا لمقدمه الفداء وفي عصر الظهور فان امتلاء الأرض ظلما وجورا إنما يدل على سوء المنهج الذي سلكه الخلفاء الذين تولوا على الامه روحيا باعتمادهم على الحكم بآرائهم وقياساتهم واجتهاداتهم المبنية في اغلبها على الظن الذي لايغني من الحق شيئا وابتعادهم عن الثقلين الكتاب والعترة وتحول البعض منهم إلى تجار دين لايرون منه إلا موضع أقدامهم  وهذا ما أدى بالتالي إلى انعزال وانحراف المؤسسة الدينية برمتها  إذ وقفت عاجزة أمام قوى الغزو الفكري والسياسي  واخرى الغزو العسكري اذ تحولت الامه الى أذل من الامه إذ أصبح المحتل الكافر على كفره وضلالته أكثر توحدا وقوه وفي ذلك يقول الإمام  الصادق (ع) :- (( مابال من خالفكم اشد بصيرة في ضلالتهم وابذل لما في أيديهم منكم وما ذاك إلا أنكم ركنتم إلى الدنيا فرضيتم بالضيم وشححتم على الحطام وفرطتم فيما فيه عزكم وسعادتكم وقوتكم على من بغى عليكم لا من ربكم تستحيون فيما أمركم به ولا لأنفسكم تنظرون وانتم في كل يوم تضامون ولاتنتبهون من رقدتكم ولا ينقضي فتوركم  أما ترون إلى بلادكم ودينكم كل يوم تبلى وانتم في غفلة الدنيا يقول الله عز وجل ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار مالكم من دون الله من أولياء ثم لاتنصرون )  (الخصال للشيخ الصدوق |ج 2 |ص 634 )

   ولقد أبى أكثر  مدعي العلم إلا أن يكونوا  تبعا للهوى وحبائل الشيطان وإتباع خطواته فتحولوا إلى مراءون وأهل دنيا وحتى إمامهم يطلبونه لأغراض دنيويه إذ يرون فيه حاكما يعزز مكانتهم لأنهم كما يعتقدون أهل الدين أما إذا جاءهم وفق خطة إلهيه محكمه تتعارض مع مصالحهم فأنهم لايتورعون آن يصرخوا بوجهه وبانكر الأصوات (ارجع ياابن فاطمة) ولم يتركوا الأمر لمشيئة الله إذ تحولوا إلى صخرة في فم نهر لاهي تشرب الماء ولا تدعه يصل الى الزرع وهم بذلك يعملون دون أن يعلموا تأخير بداية مرحلة الاستخلاف الإلهي ووراثة الأرض ومن قبل ائمه غيرهم عباد اصطفاهم الله عز وجل مستضعفين في الأرض قال تعالى ((ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم ائمه ونجعلهم الوارثين))  والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفاهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى