كانت الايام القليلة الماضية استثنائية في هذا المكان على ضفاف بحيرة جينيف في سويسرا حيث تمخض الاجتماع، الذي تم التحضير له على عجل وتوقع الجميع فشله، عن خطة تفصيلية للتخلص من الاسلحة الكيماوية لدى سوريا.
واصبحنا نعلم الأن ان هذه الخطة لم تكن وليدة اللحظة بل تم الاعداد لها على مدار عام او أكثر.
لكن بعد ان اظهر وزير الخارجية الامريكي جون كيري رفضه بشكل لطيف للخطة نفسها عندما عرضت عليه في العاصمة البريطانية تحول الى بطل عندما تم تمريرها في جينيف.
وراقبنا سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي من شرفة عالية بجوار فندق انتركونتينتال في جينيف والذي لم يترك هاتفه المحمول طوال الوقت وهو الذي دخل في مفاوضات مطولة مع نظيره الأمريكي حول تفاصيل الاتفاق بحضور خبراء من الجانبين.
وخفتت طبول الحرب في الوقت الذي شهدت العاصمة السويسرية مفاوضات مستمرة بين الطرفين ومع الاخضر الابراهيمي المبعوث الخاص للامم المتحدة و الجامعة العربية.
وبعد نحو عامين ونصف من الخلاف المستمر حول سوريا، يبدو أن الطرفين وجدوا اخيرا ارضية مشتركة للتعامل مع القضية المليئة بالمخاطر السياسية والتقنية.
وبضغط روسي تراجع اوباما وجذب العالم وبلاده من على حافة حرب كانت وشيكة في نقلة نوعية للاحداث في منطقة الشرق الاوسط في بارقة أمل لسوريا.
ويظل السؤال هل يمكن أن يتم تنفيذ ما جاء في الاتفاق الذي يوجب على سوريا تسليم قائمة تفصيلية كاملة بكل مخزوناتها خلال اسبوع بالسرعة المطلوبة لاحتواء الموقف.
وفي حال فشل سوريا في الوفاء بالتزاماتها، فإن الاتفاق سيفرض عبر قرار من الأمم المتحدة يتضمن تهديدا بالعقوبات أو استخدام القوة العسكرية.