عقائد السنة

علي حبه جُنّة .. قسيم النار والجنة

علي حبه جنة
علي حبه جنة

علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قال : قال سلمان الفارسي ( رحمه الله ) :


« كنت ذات يوم جالسا عند رسول الله إذ اقبل علي بن أبي طالب فقال [ له ] ألا ابشرك يا علي ؟ قال : بلى يارسول الله ، قال : هذا حبيبي جبرئيل يخبرني عن الله عزوجل انه قد أعطى محبيك وشيعتك سبع خصال : الرفق عند الموت ، والانس عند الوحشة ، والنور عند الظلمة ، والأمن عند الفزع ، والقسط عند الميزان ، والجواز على الصراط ، ودخول الجنة قبل سائر الناس من الامم بثمانين عاما »

 وعن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال :


« ان الله تبارك وتعالى يبعث شيعتنا يوم القيامة من قبورهم على ما كان منهم من الذنوب والعيوب ، ووجوههم كالقمر ليلة البدر ، مسكنة روعاتهم مستورة عوراتهم ، قد اعطوا الأمن والامان يخاف الناس ولا يخافون ، ويحزن الناس ولا يحزنون ، يحشرون على نوق لها أجنحة من ذهب تتلألأ قد ذللت من غير رياض ، أعناقها من ياقوت أحمر ، ألين من الحرير لكرامتهم على الله تعالى »


وعن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ان رجلا سأله عن القيامة فقال :


« إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين وجمع ما خلق (6) في صعيد واحد ، ثم نزلت ملائكة سماء الدنيا فأحاطت بهم صفا ، ثم ضرب حولهم سرادق من نار ثم نزلت ملائكة سماء الثانية فأحاطوا بالسرادق ، ثم ضرب حولهم سرادق من نار ، ثم نزلت ملائكة السماء الثالثة فأحاطوا بالسرادق ، ثم ضرب حولهم سرادق من نار ، حتى عد ملائكة سبع سماوات وسبع سرادق ، فصعق الرجل فلما أفاق قال : يابن رسول الله أين علي وشيعته ؟ قال : على كثبان المسك يؤتون بالطعام والشراب لا يحزنهم ذلك »

قال عمر بن الخطاب : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :


« أنا وفاطمة وعلي والحسن والحسين ( عليهم السلام ) في حظيرة القدس في قبة بيضاء ، وهي قبة المجد وشيعتنا عن يمين الرحمان تبارك وتعالى »

وعن أبي اسحاق السبيعي ، قال :


« دخلنا على مسروق الأجدع ، فإذا عنده ضيف له لا نعرفه ، وهما يطعمان من طعام لهما ، فقال الضيف : كنت مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بخيبر ، فلما قالها عرفنا انه كانت له صحبة مع النبي ، قال : فجاءت صفية بنت حي بن أخطب إلى النبي فقالت : يارسول الله ! اني لست كأحد نسائك ، قتلت الاب والاخ والعم ، وإن حدث بك حدث فالى من ؟ فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الى هذا ـ وشار الى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ .
ثم قال : ألا احدثكم بما حدثني به الحارث الاعور ؟ قال : قلنا : بلى ، قال : دخلت على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال : ما جاء بك يا أعور ؟ قال : قلت : حبك يا أمير المؤمنين ، قال : الله ، قلت : الله ، فناشدني ثلاثا .
ثم قال ( عليه السلام ) : أما أنه ليس عبد [ من عباد الله ] ممن امتحن الله قلبه بالايمان إلا وهو يجد مودتنا ( ومحبتنا ) على قلبه [ فهو يحبنا ] ، وليس عبد من عباد الله ممن سخط الله عليه إلا وهو يجد بغضنا على قلبه ( فهو يبغضنا ) (7) ، فأصبح محبنا ينتظر الرحمة ، وكأن أبواب الرحمة قد فتحت له ، وأصبح مبغضنا على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم ، فهنيئا لأهل الرحمة رحمتهم ، وتعسا لأهل النار مثواهم »


وعن شريك ، قال : « كنت عند سليمان الأعمش في مرضه الذي قبض فيه ، إذ دخل علينا ابن أبي ليلى وابن شبرمة وأبو حنيفة فأقبل أبو حنيفة على سليمان الأعمش ، وقال : يا سليمان الاعمش اتق الله وحده لا شريك له واعلم انك في أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا وقد كنت تروي في علي بن أبي طالب أحاديث لو أمسكت عنها لكان أفضل .
فقال سليمان الأعمش : لمثلي يقال هذا ! اقعدوني اسندوني ، ثم أقبل على أبي حنيفة فقال : يا أبا حنيفة حدثني أبو المتوكل ****** عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إذا كان يوم القيامة يقول الله عز وجل لي ولعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : أدخلا الجنة كل من أحبكما والنار من أبغضكما وهو قول الله عز وجل : ( القيا في جهنم كل كفار عنيد ) ، فقال أبو حنيفة : قوموا بنا لا يأتي بشيء هو أعظم من هذا .
قال الفضل : سألت الحسن فقلت : من الكافر ؟ قال : الكافر بجدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قلت : ومن العنيد ؟ قال : الجاحد حق علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) »

 وعن أبي بصير ، عن الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) انه قال :


« يا أبا بصير ! نحن شجرة العلم ونحن أهل بيت النبي ، وفي دارنا مهبط جبرئيل ، ونحن خزان علم الله ، ونحن معادن وحي الله ، من تبعنا نجا ومن تخلف عنا هلك حقا على الله عز وجل »


وعن نافع ، عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله لعلي بن أبي طالب ( عليهما السلام ) :


« إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا علي على نجيب من نور وعلى رأسك تاج قد أضاء نوره وكاد يخطف أبصار أهل الموقف ، فيأتي النداء من عند الله جل جلاله : أين خليفة محمد رسول الله ؟ فيقول علي : هاأنا ذا ، قال : فينادي المنادي : يا علي أدخل الجنة من أحبك ، ومن عاداك النار وأنت قسيم الجنة والنار »

وعن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال :


ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جاءه رجل فقال : يارسول الله أما رأيت فلانا ركب البحر ببضاعة يسيرة الى الصين فأسرع الكرة وأعظم الغنيمة حتى حسده أهل وده وأوسع قراباته وجيرانه ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « ان مال الدنيا كلما ازداد كثرة وعظمة ازداد صاحبه بلاء ، فلا تغبطوا أصحاب الأموال إلا بمن جاء بماله في سبيل الله ، ولكن ألا أخبركم بمن هو أقل من صاحبكم بضاعة وأسرع منه كرة [ وأعظم منه غنيمة وما أعد له من الخيرات محفوظ له في خزائن عرش الرحمن ] ؟ قالوا : بلى يارسول الله فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : انظروا إلى هذا المقبل [ إليكم ] .
فنظرنا فإذا رجل من الأنصار رث الهيئة فقال رسول الله : ان هذا الرجل لقد صعد له في هذا اليوم الى العلو من الخيرات والطاعات ما لو قسم على جميع أهل السماوات والأرض لكان نصيب أقلهم منه غفران ذنوبه ووجوب الجنة له قالوا : بماذا يارسول الله ؟ فقال : سلوه يخبركم بما صنع في هذا اليوم .
فأقبل إليه أصحاب رسول الله وقالوا له : هنيئا لك ما بشرك به رسول الله فماذا صنعت في يومك هذا حتى كتب لك ما كتب ؟ فقال الرجل : ما أعلم أني صنعت شيئا غير أني خرجت من بيتي وأردت حاجة كنت أبطأت عنها فخشيت ان تكون فاتتني ، فقلت في نفسي لأعتاض منها بالنظر الى وجه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فقد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : النظر الى وجه علي بن أبي طالب عبادة .
فقال رسول الله : إي والله عبادة وأي عبادة انك يا عبد الله ذهبت تبتغي ان تكسب دينارا لقوت عيالك ففاتك ذلك فاعتضت منه بالنظر الى وجه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وانت محب له ولفضله معتقد ، وذلك خير لك من ان لو كانت الدنيا كلها [ لك ] ذهبة حمراء فانفقتها في سبيل الله ولتشفعن بعدد كل نفس تنفسته في مسيرك إليه في ألف رقبة يعتقهم الله من النار بشفاعتك »


وعن عبد الله بن العباس ، قال : قال رسول الله لعلي بن أبي طالب ( عليهما السلام ) :


« يا علي ! أنت خليفتي على امتي في حياتي وبعد موتي ، وأنت مني كشيث من آدم ، وكسام من نوح ، وكاسماعيل من إبراهيم ، وكيوشع من موسى ، وكشمعون من عيسى ، يا علي أنت وصيي ووارثي وغاسل جثتي ، وأنت الذي تواريني في حفرتي وتؤدي عني ديني وتنجز عداتي .
يا علي أنت أمير المؤمنين وإمام المسلمين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين، يا علي أنت زوج سيدة النساء فاطمة ابنتي وأبو السبطين الحسن والحسين ، يا علي ان الله تبارك وتعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه وجعل ذريتي من صلبك .
يا علي من أحبك ووالاك أحببته وواليته ومن أبغضك وعاداك أبغضته وعاديته لأنك مني وانا منك ، يا علي ان الله تعالى طهرنا واصطفانا لم تلتف لنا أثواب على سفاح قط من لدن آدم ، فلا يحبنا إلا من طابت ولادته ، يا علي ابشر بالشهادة فانك مظلوم بعدي مقتول .
فقال علي : يارسول الله وذلك في سلامة من ديني ؟ قال : في سلامة من دينك ، انك لن تضل ولن تزل ولولاك لم يعرف حزب الله بعدي »

المصدر كتاب بشارة المصطفى صل الله عليه واله لشيعة المرتضى عليه الصلاة السلام

___________________________________________________________________________________

(صحيفة الصراط المستقيم/ العدد 18/ السنة الثانية/ في 2010/11/23 – 17 ذو الحجة 1431هـ )

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى