استؤنفت رسميا مفاوضاتُ السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعايةِ واشنطن في مقر وزارة الخارجية الأمريكية، في وقت متأخر من مساء الاثنين. الى ذلك قال الرئيس محمود عباس ان الفلسطينيين لا يريدون في أي حل نهائي رؤية أي إسرائيلي على أراضيهم سواء كان مدنيا أو عسكريا.
وجاء كلام الرئيس الفلسطيني خلال حديثه لصحفيين عن رؤيته للوضع النهائي للعلاقات الاسرائيلية الفلسطينية. وقال عباس انه لا يمكن ان يبقى مستوطنون اسرائيليون أو قوات حدودية في الدولة الفلسطينية المستقبلية وان الفلسطييين يعتبرون كل البناء الاستيطاني داخل الاراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 غير قانوني.
وأضاف :” ان الجانب الفلسطيني يوافق على وجود دولي أو متعدد الجنسيات مثلما هو الحال في سيناء ولبنان وسورية”. وقد بدأت المحادثات بين المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين مساء يوم 29 يوليو/تموز حول مائدة إفطار رمضانية أقامها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
وأعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن ترحيبه باستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الطريق “ما زال صعباً”. وقال أوباما في بيان صدر يوم الاثنين إن “هذه خطوة مبشرة رغم أن الطريق لا يزال يحتاج إلى عمل شاق وبه خيارات صعبة”، مضيفاً “أنا متفائل بأن الاسرائيليين والفلسطينيين سيدخلون هذه المحادثات بنية حسنة وبتركيز وعزيمة قويين”.
ووصف أوباما المفاوضات بأنها “خطوة واعدة إلى الأمام”، مؤكداً “أن السلام ممكن وضروري”. كما لفت إلى أن “الولايات المتحدة تقف مستعدة لدعمهم طوال هذه المحادثات بهدف الوصول إلى حل دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن”. وأعرب اوباما عن “سعادته” لموافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس على إرسال مفاوضين إلى واشنطن.
ليفني: المفاوضات ستكون شاقة جداً
من جانبها توقعت وزيرة العدل الاسرائيلية تسيبي ليفني التي تمثل بلادها في المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية ان تكون هذه المفاوضات “شاقة جدا”. وقالت ليفني يوم 29 يوليو/تموز قبيل توجهها إلى واشنطن “سيكون الامر شاقاً جداً ومعقداً”، معتبرة أن جهود السلام “هي في مصلحة اسرائيل والفلسطينيين والعالم العربي والمجتمع الدولي”.
وأشارت ليفتي إلى “أنها مسؤولية كبيرة.. انا واثقة بان الامر سيكون معقدا، لكنني اشعر بانه حين نرى الاضطرابات في منطقتنا فان ما نستطيع القيام به هو تغيير مستقبل الاجيال المقبلة عبر صنع السلام بين اسرائيل والفلسطينيين”. واوضحت ليفني انه سيتم الافراج عن 104 اسرى فلسطينيين “خلال المفاوضات كما سبق ان تم التوافق عليه، سنفي بالتزاماتنا انسجاما مع ما تم التوصل اليه مع الولايات المتحدة والفلسطينيين”.
الخارجية الأمريكية: المفاوضات وفق جدول زمني لتسعة اشهر على الاقل
وكانت الولايات المتحدة أعلنت ان الاسرائيليين والفلسطينيين اتفقوا على اجراء مفاوضات لتسعة اشهر على الاقل. حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية جنيفر بساكي قبل بدء جولة المفاوضات “انها بداية مفاوضات مباشرة وفق جدول زمني لتسعة اشهر على الاقل”، موضحة ان الامر لا يتعلق بـ”مهلة نهائية”. وقالت المسؤولة الامريكية “سنبذل كل الجهود للتوصل الى اتفاق خلال هذه الفترة”.
الشارع منقسم على نفسه
مختلف فصائل اليسار الفلسطيني تنظم اليوم الثلاثاء مسيرات احتجاج على استئناف المفاوضات، بالإضافة إلى أن حركة حماس تعتبر استئناف المفاوضات خطوة انفرادية من قبل حركة فتح لن تكون في صالح الفلسطينيين. الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية منقسم على نفسه بين مؤيد ومعارض لاستئناف المفاوضات.
وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هي أبرز القوى، التي عبّرت عن الموقف الرافض لاستئناف المفاوضات وطالب بالكشف عن “حقائق خفية” من وراء ذلك. ويرى المعارضون أن استئناف المفاوضات سيضر بالمصالحة وسيعمق الانقسام الفلسطيني، بينما يعتقد المؤيدون أن القيادة الفلسطينية لا يوجد خيار أمامها في الظروف الحالية.
الشارع الإسرائيلي هو الآخر انقسم على نفسه، ويرى اليمينيون في إسرائيل أن المفاوضات ستؤدي إلى ضياع أراض، مشيرا إلى أن هناك انقساما بهذا الشأن حتى في حزب الليكود.
المصدر: وكالات