أطاحت مياه الفيضانات فى سفوح الهيمالايا غربى الصين، بجسور ومنازل وجوانب تلال وألقتها فى أنهار هائجة بنية اللون ما خلف تسعة عشر قتيلا على الأقل
وعشرات المفقودين اليوم الخميس، فيما شهدت أجزاء كثيرة من البلاد هطول أمطار غزيرة.
الفيضانات فى إقليم سيشوان غرب الصين كانت الأسوأ منذ خمسين عاما فى بعض المناطق حيث أجبر أكثر من مائة ألف إنسان على ترك منازلهم.
وتأثر ما لا يقل عن 1.6 مليون شخص فى مختلف أنحاء الصين منذ يوم الأحد الماضى ودمرت آلاف المنازل بحسب وزارة الشؤون المدنية. وتحدثت تقارير وردت من عدة أقاليم صينية عن مقتل أو فقد نحو مائة شخص فى أنحاء متفرقة من البلاد، إلا أنه من المرجح أن ترتفع الحصيلة الإجمالية.
كثير من الضحايا فى سيشوان سقطوا جراء انهيار أرضى ضخم ضرب منتجع خارج مدينة دوجيانغيان. وانهار أحد جوانب التلال بالكامل على مجموعة من أكواخ العطلات يلجأ إليها سكان المدينة هربا من قيظ الصيف، حسبما أفاد أحد الناجين لوكالة أنباء شينخوا الرسمية.
ونقل عن جاو قوانشى، 47 عاما، قوله “الضجيج كأن أشبه برعد واستمر دقيقتين أو ثلاث دقائق. أول ما خطر ببالى أننى سأدفن أيضا”. أضاف أن خطوط الهاتف انقطعت ما اضطر القرويين إلى شق طريقهم إلى مقار حكومية قريبة طلبا للنجدة.
وأظهرت صور من المكان واد يملأه الطين والصخور لا تظهر منها سوى رؤوس الأشجار فحسب. عمال الإنقاذ تغمرهم الأمطار والذين كانوا يرتدون الخوذ وسترات النجاة اكتفوا فى الغالب بالأدوات اليدوية لتجنب إيذاء أى ناجين لا يزالوا عالقين بالأسفل.
وقالت شينخوا إن الجهود أسفرت عن إنقاذ 352 شخصا من المنطقة منذ أمس الأربعاء. وذكرت وسائل إعلام رسمية أن تسعة عشر شخصا على الأقل لقوا حتفهم فى سيشوان فيما لا يزال أكثر من خمسين آخرين فى عداد المفقودين.
الانزلاقات الأرضية والسيول أمر شائع فى المناطق الجبلية من الصين، وتتسبب فى مقتل المئات كل عام، لكن فى مناطق معينة فإن الفيضانات الحالية هى الأسوأ من خمسين عاما. وذكرت تقارير أن الأمطار التى بلغ منسوبها أربعة وتسعين سنتيمترا والتى سقطت على دوجانجيان على مدار أربعين ساعة بدءا من يوم الاثنين كانت الأكثر غزارة منذ بدء حفظ السجلات عام 1954.
وفى الغرب أيضا، تم إنقاذ أكثر من ألفى شخص بعد أن حوصروا لعدة ساعات يوم أمس الأربعاء فى نفق لطريق سريع يربط بين دوجيانجيان ووينشوان – المدينة التى كانت مركز زلزال مقاطعة سيشوان قبل خمس سنوات والذى خلف تسعين ألف قتيل ومفقود. أغلقت الجسور وتم تعليق عمل القطارات فى بعض أنحاء المقاطعة.
وفى منطقة بيشوان القريبة، دمرت السيول مبان ونصب تذكارى لضحايا زلزال عام 2008.
كما تسببت الفيضانات فى انهيار جسر وسقوط ست مركبات فى المياه المستعرة ما أسفر عن فقدان اثنى عشر شخصا.