بعد معارك القصير السورية التي انهزمت فيها عصابات القتل السفيانية تكثفت بشكل غير مسبوق حملات السعار الديني المؤبوء التي أوقد نارها الوهابيون، وبعض المتسمين باسم الاسلام.
فالقصير السورية بدأت تتبلور في الوجدان الطائفي بصورة الشهيد المقدس الذي تصرخ دماؤه القانية الحارة، أو بصورة كربلاء التي انتهكت فيها كل المحارم!
ويبدو واضحاً لمن يطلع على الجهد الاعلامي الهائل الذي تبذله جهات عربية معروفة أن ثمة حرباً تهرول نحو المنطقة كثور هائج لا يُبقي ولا يذر، سيكون العنوان الطائفي الصريح طابعها المؤكد، كما تدل نوعية الخطابات التي يُروج لها، ومقدار الشحن الطائفي العظيم الذي تضخه.
إن جولة – على سبيل المثال – في عالم اليوتيوب، أو حتى في عالم الفضائيات العربية تكفي تماماً لتفتح أمام ناظريك مشهداً ربما لم تكن لتتوقعه على الإطلاق. مشهد ربما ينزلق معه خيالك قليلاً لتتصور هجوماً دموياً تشنه مومياءات، أو موتى خرجوا للتو من قبورهم!
فجأة سترى عقد التأريخ المبعثرة في مطاوي الكتب قد عادت لتصطف بصورة جيش تتري يطلب ثارات مؤجلة، ولم يعد ممكناً أبداً التسويف، والمماطلة في تأخير استحقاقها.
قد يظن البعض إني أقول هذا الكلام متأثراً برؤية سوداوية سببتها جولة في أماكن خاطئة من اليوتيوب، ولكني أزعم أن بمقدروي الدفاع عن فكرتي بيسر بالغ، حتى إني قد لا أحتاج إلى سرد أمثلة تقوي فكرتي، فأنتم أنفسكم ستتولون ذلك بدلاً مني.
إذن هل من عاقل يلتفت إلى قمر النور الواقف كفارس على صهوة الأفق، هل من عاقل يرى مهدي آل محمد الذي يمكنه وحده انقاذكم من مؤامرة الموت والدمار التي تخططون لها!