عقائد الشيعة

بماذا يحتج الإمام المهدي (ع) عند ظهوره؟؟ وهل تكون هنالك شبهة في احتجاجه؟؟

إن الامام المهدي (ع) عندما تظهر دعوته تكون مؤيدة بعدة ادلة وهي قطعا نفس الادلة التي جاء بها   الانبياء والرسل كما ورد في الروايات مع بعض الفوارق التي يتطلبها الفارق الزمني الذي رافق تلك   الحقب التاريخية فكل الدعوات الالهية شهدت ادلة ومعجزات تثبت حق مدعيها..

اما الادلة فيكون مدارها محصورا في امور ثلاث هي احتجاج حجة الله في كل زمان بالعلم كونه اعلم   الناس في كل مجالات العلوم الالهية والامر الثاني يحتج على الناس بالوصية

اذا لابد ان يكون موصى به   من الذي قبله والامر الثالث وهو انه يدعو الناس الى حاكمية الله والتنصيب الالهي وليس الى مبدا   الشورى والانتخاب في تنصيب الحاكم هذه هي الامور الثلاثة التي يمكن من خلالها معرفة حجة الله في   كل  زمان وهو ما يتعارف عليه بقانون معرفة الحجة ..

اما بالنسبة للمعجزات فهي الشيء الذي عادة ما يرافق دعوات المرسلين في كل الازمان و عادة ما تكون المعجزات متناسبة مع ما كان سائدا في تلك الازمان وهذا التناسب والتشابه عادة ما يكون مصحوبا بشبهة حتى لا يكون هناك إلجاء  في الإيمان كما وضح ذلك السيد احمد الحسن (ع) في معرض اجابته عن سؤال لشخص يطلب فيه شفاء صديقه المعاق بالشلل فأجابه (ع) قائلا:ــ 

((الإيمان لا يمكن ان يكون بالإلجاء،حيث ينتفي سبب مجيئنا الى هذا العالم الجسماني، وهو الامتحان والتمحيص. ولو ان كل نبي دار يشفي المرضى ويحيي الموتى ولم يكن هنالك مجال للبس لصدقه الناس كلهم، ولكان تصديقهم قهري ألجئوا إليه، فعيسى (ع) شافى وأحيى بعض من آمن به، لتكون آية يزداد بها المؤمنون يقينا، ولم تزد الكافرين إلا كفرا وتعنتا وتكذيبا له، ولمن حصلت معه تلك الآيات.

فأسأل نفسك، وليسأل نفسه هذا الشخص هل هو يريد اتباع الحق أم انه يريد ان يشفى ؟ !!.

فإذا كان يريد اتباع الحق وهو واع ـ كما تقول ــ فيكفيه آخر بيان صدر وهو بيان اليماني، ويكفيه آلاف الرؤى التي رآها عدد كبير من الناس، ويكفيه شفاء مرضى من الأنصار.

بعضهم مصاب بمرض السرطان وحاله ميئوس منه، وهو موجود الآن وتقاريره المرضية موجودة. وهو يشهد أمام الله انه شفي بسبب إيمانه بهذه الدعوة الحقة.

ويوجد احد الانصار مصاب بشلل الاطفال، وهو معاق الآن ومؤمن بالدعوة منذ عهد الطاغية صدام، ومتفاني و مخلص ويجاهد في هذه الدعوة بماله وجسده المعاق، وبكل ما يستطيع وهو على يقين كامل. ولم اسمع منه في يوم انه يريد الشفاء جزاء على أتعابه. وانتم تريدون الجزاء في هذه الحياة الدنيا وحتى قبل العمل وقبل الايمان.)) الجواب المنير ص98

ومن كلام اخر له (ع)  ((كل نبي من انبياء الله سبحانه وتعالى يبعث بمعجزة والمعجزة تكون مشابهة لما في زمانه فعيسى (ع) جاء بأحياء الموتى وشفاء المرضى لانتشار الطب وموسى جاء بالعصا والآيات لانتشار السحر ويوسف (ع) جاء بالرؤيا وبتأويل الرؤيا لانتشارها في زمانه والإمام المهدي (ع) أو المهدي الاول الذي يمهد له أيضا يأتي بما يناسب زمانه وهو العلم بكتاب الله والمعرفة و….. ومما يناسب زمانه أيضا الرؤيا، لأنها كما قالوا (ع) لا تكذب في آخر الزمان وهي الباقية من النبوة في آخر الزمان، اذن فالامام المهدي (ع) يأتي بالرؤيا وتأويل الرؤيا كما جاء بها يوسف (ع) والايرانيون يعرفون الامام المهدي بأنه يوسف ال محمد (ع). وهم يأتون بالآيات والمعجزات من الله المشابهة لما هو منتشر في زمانهم لا لمشابهتها لما هو منتشر في زمانهم كما توهم كثير من العلماء بذلك بل للّبس ولئلا تكون خالية من الامتحان فلا يكون هناك إلجاء للإيمان فالدنيا دار بلاء وامتحان وليؤمن من يؤمن بالغيب قال تعالى (ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون) الانعام 9))فصل الخطاب في حجية رؤيا اولي الالباب ص 97 

…………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………..

(صحيفة الصراط المستقيم- العدد 5- السنة الثانية- بتاريخ 24-8-2010 م – 13 رمضان 1431 هـ.ق)

  

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى