لا أحد ينكر الجهود الكثيرة التي بذلت لفهم عملية التعاطي مع النص حتى لا نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم من ابتداع نظريات استندت إلى اعتباطية ارتباط الدال(اللفظ) بالمدلول(المعنى) ، وقد يتسامح بعض المترجمين العرب في ترجمة الاعتباطية ويحاول التخفيف من حدتها ليترجمها (عفوية) بمعنى هكذا كانت بلا نظام يحكمها ،
ولقد تحكمت نظرية دي سوسير في علم اللغة وعدها عموم الدارسين منطلقا للبحث ليعملوا على عزل النص عن مؤلفه الأصل ، ثم التفريق بينه وبين اللسان الناطق به (بوصفه صورة مؤلفه) ، والمترجم له ، واستباحة النص للمتلقي كي يمارس عليه سلطته وهواه تماماً ، مستنداً إلى وهم موت المؤلف ، وكون النص ساحة مستباحة لكل من توجه إليه ، فعمل المتلقي على تفكيك النص بهواه إذ لا ضابط في التعاطي مع النص بعد أن صيرته الحضارة المادية ملكا مشاعا للقارئ يتعاطى معه بالطريقة التي توفر له ما يرغبه ويتمناه من النص وبه ، واستنادا إلى ذلك فقد النص مشروعيته في هندسة الواقع وتعطلت سمته التشريعية ، واستحال إلى ميدان صراع تتقاذفه الأهواء المختلفة والآراء المتباينة وتشكله بحسب رأيها ومرتآها من دون مراعاة لحرمة النص وقدسيته ، فالحضارة المادية جعلت من النص المعزول عن الناطق به والمترجم له (وهنا ينبغي الالتفات إلى أنني أعني بالمترجم له هو ؛ من يبين أسراره ويكشف غوامضه ، ولست أعني المعنى الشائع من الترجمة اليوم وهو تحويل النص من لسان إلى لسان) ساحة يسرح ويمرح فيها القارئ من دون ضوابط ، بل الغريب صرنا نصدم يوميا بمنهج جديد يفترضه القارئ للتعاطي مع النص ويتهافت على هذا المنهج ذباب من الباحثين والعاملين المنتفعين في تلك الساحة ، ليتحول هذا المنهج بعد حين إلى نص يتعاطى معه الآخرون ليفككوه وينتجوه من جديد ، وهكذا تعددت المناهج والمدارس في التعاطي مع النص حتى باتت عصية على الحصر ، بل ويعد حصرها مدعاة للملل .
لعل أول منهج للتعاطي مع النص عمل به الناس هو عزل النص عن اللسان الناطق به والمترجم له ، والعمل بجدية على الاستحواذ على النص والتسلط عليه وجعله أداة في يد من يتحصل عليه لقمع الفكر وتعطيل إمكانية التدبر فيه والتعامل معه تعاملا يحقق الغاية التي من أجلها ظهر بوصفه بنية فوقية مكيفة للواقع وبناه التحتية ، وحتى يكون النص فاعلا إيجابيا في تكييف الواقع أعلن في مبتدأ ظهوره عن الناطق به وجعله بابه ، فالنص هو مدينة الحضارة الحقيقية ، والناطق به المطلع على أسراره بإذن مؤلفه هو الباب الذي به يعقد الداخلون عقيدتهم بوصفه سبب دخولهم إلى عالم النص(المعرفة) الذي دخلوا إليه كي يتمكنوا من تكييف واقعهم على وفق مراد من أوجد البنية التحتية (الواقع) ، والبنية الفوقية (النص) ، ويعد الباب هو آصرة التواصل بين البنيتين ، وبغيابه يعود النص منغلقا ولا سبيل للتعاطي معه إلا بانتهاكه وسرقته وسلبه ، وعند حصول ذلك تستبين في النص خصوصية عظيمة غالبا ما يحاول الناس التغافل عنها أو تجاهلها ، وهي أن ترك الدخول إلى النص من بابه يجعل من النص منغلقاً على كل الداخلين إليه فدخولهم إليه هو دخول سرَّاق ، ولأن النص ليس من مهامه إقامة الحدود على السرَّاق ، بل هو يشرع لها ، فيلحظ إليه يستحيل من نص للتوحيد والوحدة إلى نص للتفريق والتنازع ، فيكون نقمة على السارقين ، وهو المجعول رحمة للمتعاطين معه من بابه الذي فتحه صاحب النص .
إن مما يفضح جهل الناس هو توهمهم أن النص بلا صاحب وذلك لكون صاحبه غيب ، والنص شكل ظهور الغيب ، وباب النص هو صورة الغيب وباب عطائه ، بمعنى أن الباب هو الحارس الأمين على النص والمأمور الناس بالسماع له والطاعة ليكون دخوله إلى عالم النص دخولاً معرفيا تتحقق الغاية المرجوة منه أما هذا الذي حصل منذ آدم(ع) وما فعله قابيل بهابيل(ع) حيث رفض أن يكون هو الحارس الإلهي المنصب من الله سبحانه ، وعمل على قتله وتغييبه ليستولي هو على الباب ويكون الحارس المتولي عليه ، ولكنه فشل في تحقيق رغبته وذاق وبال فعلته الشنيعة حيث قتل حارس النص وهو أخوه ؛ هذا أولا ، وثانياً ؛ عطل النص من ممارسة مهامه على الواقع ، وثالثاً ؛ حرم الناس من التواصل مع النص والتعاطي معه على وفق مراد الغيب الذي أظهره لهم ليكون فيه نجاتهم وحياتهم ، واستمر حال الأنبياء والمرسلين والأوصياء(ع) يجاهدون الناس هكذا كي يفهمونهم هذه الحقيقة كونهم مرسلين من الغيب كي يكونوا أبوابا لرسالاته التي بعثها لهم كي يعرفوه ويقبلوا إليه طوعاً قبل أن يرغموا على ذلك كرها حتى وصلنا إلى يومنا هذا حيث أن مما يثير الاستغراب إجماع المسلمين على إعجاز النص ، وكونه مقفلا إلا على أهله {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم} ولكن تجد طائفة كبيرة من المسلمين فصلت بين صاحب النص وبين من نصبهم صاحب النص راسخين فيه ، مع أن تلك الطائفة لو تقرأ القرآن قراءة تدبر لتبين لها أن إطلاق إسم (الراسخين) يفقد قيمته ومعناه إذا كانوا لا يعلمون تأويله ، والغريب إنها تبرر وهمها في بيان حال أولئك الراسخين في العلم حيث تقول تكملة الآية {يقولون آمنا به كل من عند ربنا} فيحولون هذا الوصف لحالهم من كاشف لطريقة تعاملهم مع النص حيث يحدد مهمتهم كونهم مترجمين له ، إلى حجاب يعزل بينهم وبين كونهم عالمين بالتأويل ، بل هذا الذي عده أولئك بتوهمهم حاجبا كان بيانا لحقيقة التعاطي مع النص إذ ليس لأحد الحق في تفكيك النص وتركيبه غير صاحبه ، أما المعلمون فهم أبواب النص المترجمون له ، وأما المتلقون فهم ملزمون بالدخول من الأبواب وإلا يعدون سارقين ، وينغلق النص بوجوههم ويتحول عليهم نقمة بعد أن جعله ربهم نعمة لهم .
إذن فعمل البشرية ـ التي هي بسوادها الأعظم من رتبة المتلقين ـ على تغييب رتبة المترجمين بدعوى أن لا حاجة لهم يوقعهم في متاهات لا يستطيعون الخروج منها ، ومن تلك المطبات هي ؛ كيف يثبتون إعجاز النص بالدليل القطعي؟؟ لا يستطيعون أبداً ما داموا قد عملوا على تغييب الحلقة الوسطية وانتهاك حرمة النص ، وإلغاء قانون الله سبحانه بالعمل به ، وجعل البديل له قانونا من عند أنفسهم ، فاستحال النص بين أيديهم إلى نص مهلهل مغلق لا يفقهون منه شيئاً سوى الكلمة معناها ، وحتى هذه أيضا صار فيها رد وبدل ، وتصارعوا فيها وتجادلوا من دون أن يلتفتوا إلى ما ضيعوا ، وأضاعوا .
وبالمقابل لم يتنازل الراسخون في العلم عن ممارسة تكليفهم في البيان وفضح باطل الانقلابيين المنحرفين ، ولذلك وردت روايات شريفة عنهم تكشف مدى انحراف الناس عن سبيل الله سبحانه ، وخوضهم في الجهالات كحاطب ليل لا يدري أين تقع فأسه ، ولعلها تقع على قدمه فيقطعها!!! ولعل من النافع نقل نص المحاورة التي حصلت بين الإمام الصادق(ص) وأبي حنيفة صاحب المذهب الحنفي ليتوضح للقارئ ضرورة وجود المعصوم الناطق بالحق والمجعول من الله سبحانه ، وأن الدين وعلمه ومعرفته منوطة برسول يرسل لكل أمة ولكل زمان ولا يترك للناس الأمر يتعاطون معه بحسب ما يرتؤون ، لأن الرأي ـ في أعلى حالات حسن الظن به وبمصداقية صاحبه ـ لا يعدو كونه نتاجا للوهم البشري فيه حصة ونصيب ، وما يشترك الوهم في صنعه هو قطعاً لن يكون إلهيا محضا ، أما قول المعصوم المجعول من الله ـ رسولا ونبياً أو إماما ـ وفعله وتقريره هو قول الله وفعله سبحانه وتقريره لأنه الحق سبحانه بين هذه الحقيقة بقوله{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ * وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ}(الأنبياء/25-28) ، وهذه شهادة بالنص لمن نصبه الله سبحانه ناطقا بنصه المنزل إلى عباده .
وهذا نص المحاورة ليستبين للقارئ البون الشاسع بين من هو محدث بالكتاب وبين من هو عيال على الكتاب ولا سبيل له للتعاطي معه إلا من خلال الناطق به : [حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رحمهما الله ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : حدثنا أبو زهير بن شبيب بن أنس عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه غلام من كندة فاستفتاه في مسألة ، فأفتاه فيها ، فعرفت الغلام والمسألة فقدمت الكوفة ، فدخلت على أبي حنيفة فإذا ذاك الغلام بعينه يستفتيه في تلك المسألة بعينها ، فأفتاه فيها بخلاف ما أفتاه أبو عبد الله ” ع ” فقمت إليه فقلت ويلك يا أبا حنيفة إني كنت العام حاجا فأتيت أبا عبد الله ” ع ” مسلما عليه فوجدت هذا الغلام يستفتيه في هذه المسألة بعينها فأفتاه بخلاف ما أفتيته ، فقال وما يعلم جعفر بن محمد أنا أعلم منه ، أنا لقيت الرجال وسمعت من أفواههم ، وجعفر ابن محمد صحفي أخذ العلم من الكتب ! فقلت في نفسي والله لأحجن ولو حبوا . قال فكنت في طلب حجة ، فجاءتني حجة فحججت ، فأتيت أبا عبد الله عليه السلام فحكيت له الكلام فضحك ثم قال : أما في قوله إني رجل صحفي فقد صدق قرأت صحف آبائي إبراهيم وموسى ، فقلت ومن له بمثل تلك الصحف ، قال فما لبثت أن طرق الباب طارق وكان عنده جماعة من أصحابه فقال الغلام انظر من ذا فرجع الغلام فقال أبو حنيفة ، قال ادخله فدخل فسلم على أبى عبد الله ” ع ” فرد عليه ثم قال أصلحك الله أتأذن في القعود ؟ فاقبل على أصحابه يحدثهم ولم يلتفت إليه ثم قال الثانية والثالثة فلم يلتفت إليه فجلس أبو حنيفة من غير إذنه ، فلما علم أنه قد جلس التفت إليه فقال : أين أبو حنيفة ؟ فقيل هو ذا أصلحك الله ، فقال أنت فقيه أهل العراق ؟ قال نعم ، قال : بما تفتيهم ؟ قال : بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله قال : يا أبا حنيفة تعرف كتاب الله حق معرفته وتعرف الناسخ والمنسوخ ؟ قال نعم ، قال : يا أبا حنيفة لقد ادعيت علما ، ويلك ما جعل الله ذلك إلا عند أهل الكتاب الذين انزل عليهم ، ويلك ولا هو إلا عند الخاص من ذرية نبينا صلى الله عليه وآله ما ورثك الله من كتابه حرفا فإن كنت كما تقول ولست كما تقول فأخبرني عن قول الله عز وجل : ( سيروا فيها ليالي وأياما آمنين ) أين ذلك من الأرض ؟ قال حسبه ما بين مكة والمدينة ، فالتفت أبو عبد الله عليه السلام إلى أصحابه فقال : تعلمون أن الناس يقطع عليهم بين المدينة ومكة فتؤخذ أموالهم ولا يؤمنون على أنفسهم ويقتلون ؟ قالوا نعم ، قال فسكت أبو حنيفة ، فقال يا أبا حنيفة أخبرني عن قول الله عز وجل : ( ومن دخله كان آمنا ) أين ذلك من الأرض ؟ قال : الكعبة قال أ فتعلم أن الحجاج بن يوسف حين وضع المنجنيق على ابن الزبير في الكعبة فقتله كان آمنا فيها ؟ قال : فسكت ، ثم قال له يا أبا حنيفة ، إذا ورد عليك شيء ليس في كتاب الله ولم تأت به الآثار والسنة كيف تصنع ؟ فقال أصلحك الله : أقيس وأعمل فيه برأيي ، قال يا أبا حنيفة : إن أول من قاس إبليس الملعون قاس على ربنا تبارك وتعالى فقال : ( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) فسكت أبو حنيفة ، فقال يا أبا حنيفة أيما أنجس البول أو الجنابة ؟ فقال البول ، فقال : فما بال الناس يغتسلون من الجناية ولا يغتسلون من البول ؟ فسكت ، فقال يا أبا حنيفة أيما أفضل الصلاة أم الصوم ؟ قال الصلاة ، قال : فما بال الحايض تقضى صومها ولا تقضى صلاتها ؟ فسكت ، فقال يا أبا حنيفة : أخبرني عن رجل كانت له أم ولد وله منها ابنة وكانت له حرة لا تلد فزارت الصبية بنت أم الولد أباها ، فقام الرجل بعد فراغه من صلاة الفجر ، فواقع أهله التي لا تلد وخرج إلى الحمام فأرادت الحرة أن تكيد أم الولد وابنتها عند الرجل فقامت إليها بحرارة ذلك الماء فوقعت عليها وهي نائمة ، فعالجتها كما يعالج الرجل المرأة ، فعقلت ، أي شيء عندك فيها ؟ قال : لا والله ما عندي فيها شيء ، فقال يا أبا حنيفة : أخبرني عن رجل كانت له جارية فزوجها من مملوك له وغاب المملوك ، فولد له من أهله مولود وولد للمملوك مولود من أم ولد له فسقط البيت على الجاريتين ومات المولى ، من الوارث ؟ فقال جعلت فداك : لا والله ما عندي فيها شيء ، فقال أبو حنيفة : أصلحك الله إن عندنا قوما بالكوفة يزعمون انك تأمرهم بالبراءة من فلان وفلان وفلان فقال : ويلك يا أبا حنيفة لم يكن هذا ، معاذ الله فقال أصلحك الله : إنهم يعظمون الأمر فيهما ، قال : فما تأمرني ؟ قال : تكتب إليهم ، قال : بماذا ؟ قال : تسألهم الكف عنهما ، قال : لا يطيعوني ، قال : بلى أصلحك الله إذا كنت أنت الكاتب وأنا الرسول أطاعوني ، قال يا أبا حنيفة أبيت إلا جهلا كم بيني وبين الكوفة من الفراسخ ؟ قال أصلحك الله مالا يحصى فقال كم بيني وبينك ؟ قال لا شيء قال أنت دخلت علي في منزلي فاستأذنت في الجلوس ثلاث مرات فلم آذن لك ، فجلست بغير إذني خلافا علي كيف يطيعوني أولئك وهم هناك وأنا هاهنا ؟ قال فقبل رأسه وخرج وهو يقول : أعلم الناس ولم نره عند عالم ، فقال أبو بكر الحضرمي جعلت فداك الجواب في المسألتين فقال يا أبا بكر سيروا فيها ليالي وأياما آمنين ، فقال : مع قايمنا أهل البيت ، وأما قوله ومن دخله كان آمنا . فمن بايعه ودخل معه ومسح على يده ودخل في عقد أصحابه كان آمنا .]( علل الشرائع – الشيخ الصدوق – ج 1 – ص 89 – 91) ، فهذه المحاورة تكشف للقارئ أن المشكل واقع في ساحة المتلقي كونه تدفعه نفسه إلى تجاوز الناطق بالنص والمعلم له إلى التعاطي مع النص مباشرة ليكتشف أولئك بالنتيجة أنهم فرقوا الناس وصيروهم أحزابا كما وصف الله سبحانه بقوله{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}(الروم/30-32)