أخبار العالمخبر عربي وإسلامي

رفع الأذان يثير جدلا بهولندا

مصلون بالمسجد الأزرق بمدينة أمستردام الهولندية (الجزيرة نت)
مصلون بالمسجد الأزرق بمدينة أمستردام الهولندية (الجزيرة نت)

تباينت ردود الأفعال في هولندا بين مؤيد ورافض لقرار بلدية ديفنتر بالسماح برفع صوت الأذان بمسجد المدينة أثناء صلاة الظهر، وهو ما عدته تنسيقية المسلمين مع الحكومة الهولندية خطوة  طبيعية في تطور موقع المسلمين بالمجتمع الهولندي.

وأكدت دراسة ميدانية قام بها القائمون على المركز الإسلامي في بلدية ديفنتر الواقعة شرق هولندا على تقبل ثلثي سكان المدينة المجاورين للمسجد سماع الأذان بينما رفضه ثلث المستجوبين.

وبناء على هذه الدراسة سمحت بلدية المدينة لإدارة المسجد برفع الأذان يوميا لصلاة الظهر ولمدة زمنية أقصاها 3 دقائق، على ألا يكون علوّ صوت الأذان يتجاوز المسموح به قانونيا للأصوات المنبعثة للخارج.

يذكر أن القانون الهولندي لا يمنع رفع أصوات دور العبادة مثل الكنائس والمعابد، ولكن الموقف السياسي وحالة الاحتقان مع المسلمين في هولندا تقف وراء عدم الصدع بالأذان من المساجد.

في السياق عدّت بلدية لاهاي -من كبرى البلديات الهولندية التي يعيش فيها غالبية مسلمة ويوجد بها أكثر من 30 مسجدا- رفع صوت الأذان مسألة توافقية ولا علاقة لها بالقانون.

وفي رد على مطالب لسكان من أحياء المدينة يشتكون من صوت الأذان لبعض المساجد يوم الجمعة اعتبرت بلدية لاهاي أن السماح بصوت الأذان يندرج وفق القانون المنظم لأجراس الكنائس وأغاني “هاري كريشنا” البوذية، ولا يحتاج هؤلاء للحصول على الرخصة.

وقال متحدث باسم البلدية لوكالة الأنباء الهولندية إن البلدية أخبرت المشتكين بأنه ليس بمقدورها فعل شيء قانوني، ولكنها مستعدة للتوسط بين المسجد والسكان وديا.

معارضة
بدورها اعتبرت الأحزاب المتشددة دينيا وعرقيا قرار البلديات بالسماح برفع الأذان تعارضا مع هوية البلاد المسيحية وإسهاما بأسلمة البلاد.

وأعرب الحزب الإصلاحي المسيحي المتشدد عن أسفه للقرار وعده قرارا غير صائب قائلا “نريد أن تبقى هولندا مسيحية، والأسلمة يجب أن تتوقف”، ورأى الناطق باسم الحزب أنه لا يرى بالسماح بالأذان إثراء للتنوع الهولندي كما يدعي البعض.

ياسين الفرقاني الناطق الرسمي باسم تنسيقية المسلمين في هولندا (الجزيرة)
ياسين الفرقاني الناطق الرسمي باسم تنسيقية المسلمين في هولندا (الجزيرة)

حزب الحرية الذي يتزعمه اليميني المتطرف خيرت فيلدرز من جانبه اعتبر القرار يدعم سياسة الأسلمة بهولندا، وتقدم الحزب بأسئلة برلمانية لوزير الداخلية ووزير الشؤون الاجتماعية وطالبهم بتوضيح قرار السماح بالأذان بالأماكن العمومية.

ووفقا للحزب فإن مقارنة الأذان للصلاة بأجراس الساعات المعلقة بالكنائس أمر خاطئ، قائلا “أجراس ساعات الكنائس ترشد الناس للوقت ويستفيد منها حتى المسلمون”.

وقد تضمن برنامج خيرت فيلدرز السياسي مشاريع عدة معارضة لوجود الأجانب وإيقاف بناء المساجد والتقليل منها، وأحدث موقعا على الإنترنت سماه “لا للمساجد” يحشد فيه أصوات وتحركات الهولنديين للتصدي للمساجد بالبلاد.

تفهم
واعتبر ياسين الفرقاني الناطق باسم تنسيقية المسلمين مع الحكومة الهولندية في حديث للجزيرة نت أن الخطوة تعد مرحلة طبيعية في تطور موقع المسلمين بالمجتمع الهولندي، ورأى أن المرحلة الحالية تحتاج لتوافقات بين البلدية ورواد المسجد والسكان، وأوضح أن الموضوع لا يختصر عند بعده القانوني قائلا “قضية الأذان ليست مسألة قانونية فقط بل تحتاج لتراض بين رواد المسجد وجيرانه”.

وأكد أن صوت الأذان بالخارج ليس أولوية عند المسلمين في الوقت الحالي، وبين أنه يمكن لكل مسجد أن يراعي ظروفه الخاصة، وقال “رفع الأذان في الوقت الحالي ليس ضمن أولويات تنسيقية المسلمين، لأن قضايا أخرى اكثر أهمية نحتاج أن نناقشها حاليا، ونبحث لها عن حلول مثل الأغذية الحلال”.

يذكر أنه توجد مساجد بهولندا تؤذن مرة كل يوم جمعة وأصواتها مسموعة بالخارج وتم ذلك بعد التوافق مع السكان، أما أغلبية المساجد فيرفع الأذان بها داخليا فقط.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى