بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم د. موسى الأنصاري
ربما لا ينتبه الناس إلى أن مسيرة الضياع تبدأ بانحراف عن سبيل الحق طفيف يكاد لا يُرى ولكن هذا الانحراف إذا لم ينتبه إليه السائرون وسايروه سيجدون أنفسهم بعد قطع أشواط من المسير أنهم قد ابتعدوا كثيراً عن سبيل الحق الذي كانوا يسيرون عليه ،
ولعل الملحظ الذي يكشف هذا الانحراف هو تكاثر السائرين على السبيل بعد أن كانوا قلة تشعر السائر بالوحشة ، ولكن هذه الوحشة هي علامة السير على سبيل الحق ، فتكون بذلك وحشة المسير على السبيل علامة على الهداية ، ونقيض الوحشة الاستئناس بالكثرة وهي لا شك في أنها علامة على الضلال والتيه ، قال أمير المؤمنين علي(ص) : [لا تستوحشوا سبيل الحق لقلة سالكيه .] وهذا النهي يكشف عن أن حقيقة الاستئناس هي ليست بالكثرة ، وإنما حقيقة الاستئناس هي بالواحد الأحد الذي هو غاية المسير ونهاية السبيل الحق ، ووقوع النهي يدلل على تسرب الوحشة إلى نفوس السائرين فجاء النهي ليكشف لهم حقيقة الاستئناس وأن على السائرين أن يأنسوا بغاية السبيل وينجذبوا إليها كي يغفلوا عما يظهر من وحشة الطريق لقلة سالكيه عند المسير ، ولكن هل فهم الناس هذه الرسالة الإلهية الهادية؟؟!! أبداً والله ـ ويا للأسف ـ ضيعوها وصاروا يضعون نصها في غير مواضعه فظلموها وجاروا عليها أيما جور ، فظلموها عندما أعرضوا عن نورانيتها وقائلها ، وجاروا عليها عندما وضعوها في غير مواضعها ، فصارت مقولة ـ على عظمتها ـ للاستهلاك الإعلامي لا أكثر ولا أقل حتى صرنا اليوم نراها شعاراً لقنوات إعلامية مليئة بالكذب والانحراف والتدليس والبعد الشاسع عن الحق والحقيقة .
لقد كان انحراف الأمة عن الآصرة التي تقيم النص على أرض الواقع وإبعادها عن موقعها هو بداية الانحراف الذي هو في حقيقته ذروة الانحراف والدخول في صحراء التيه والضلال ، فكانت سقيفة الإنقلابيين الذي حذر منها الحق سبحانه في قوله{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ}(آل عمران/144) هي الباب الذي فتح طريق الانحراف والضياع ، ذاك أن ليس من الحكمة أن تتقدم القافلة في مسيرها على الدليل ، وإذا ما شعرت بأنها تدور في حلقة مفرغة تأتيه لتسأله فيدلها ، وعندما يدلها تعود للإعراض عنه مرة أخرى ، لقد كان النص الإلهي الذي كمل تنزيله على رسول الله محمد(ص) هو بمثابة الخريطة التي استودع مفاتيحها رسول الله(ص) بأمر الله سبحانه عند خليفته المنصب من بعده ، ولما أعرض الناس عن هذا الخليفة الدليل وانقلبوا عليه في مؤتمر السقيفة وأخذوا من يده خارطة السير إلى الله متوهمين أنهم بوجود الخارطة (النص الإلهي) سوف لن يضلوا ، وحاولوا إيهام الناس بذلك وصدقهم الناس بسوادهم ، ولكنهم ما إن شرعوا في المسير حتى وجدوا أن هذه الخارطة الإلهية مشفرة ، وتحتاج إلى من يفتح مغاليقها فيمموا وجوههم شرقا ومغربا ليجدوا لهم من يفتح مغاليق هذا النص ويحل متشابهه لم يجدوا غير من نصبه الله سبحانه خليفة قائما بالنص على الواقع فكان حالهم كما وصف الحق سبحانه في قوله{ُقل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً * أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً}(الإسراء/50-51) نعم حتى لو كنتم حجارة أو حديداً لا يصرطكم صراط الله ولن تنجذبوا إليه لأن انجذابكم لابد أن يكون بسبب جعله الله سبحانه بينكم وبين النص الذي عرفكم الجاذبية وبين لكم قانونها ، ولكنكم أخذتم ما عرفتم عن الجاذبية وتوهمتم أن وجود القابلية بالحديد والحجر على الإنجذاب تغنيكم عن سبب الجذب فأعرضتم عن التمسك بقانونها ، وانفضح تدبيركم بمجرد أن شرعتم بالعمل ، فاستبان لكم أن معرفتكم بالجاذبية لن يجعلكم منجذبين إلى من جعل قوة الجاذبية ، بل عليكم أن تعملوا على وفق قانون الجاذبية كي تحصل لكم حالة الإنجذاب ، ذاك أن عملكم على وفق ذلك القانون سيكون منطبقا على ما فطركم عليه خالقكم ، أما بفعلكم الإنقلابي فقد وضعتم فطرتكم بخلاف الوضع الإلهي فصارت قوة الجذب التي جعلها الله لكم قوة طاردة فطردتكم وابتعدتم عنها شيئا فشيئا حتى تهتم وضللتم ، وصرتم لا ترون خالقكم ولذلك تساءلتم وقلتم : (من يعيدنا؟؟؟!!!) .
إن منطقة الفراغ التي وصفها بعض المفكرين الإسلاميين المعاصرين بذلك هي في حقيقتها الآصرة الإلهية التي عملت سقيفة بني ساعدة بعد وفاة رسول الله(ص) على تفريغها من القوة المحتواة فيها ، ولم تستطع إلغاءها ، ومع استمرار إعراض الناس عن تلك المنطقة والعمل على تفريغها من محتواها الإلهي وصل الناس إلى الحال الذي حجب الله سبحانه فيه تلك القوة عن الناس فصاروا ينظرون إلى المنطقة ولا يرون فيها غير الفراغ ـ بزعمهم ـ ولذلك عندما وصفوها بذلك كأنهم شرعوا لأنفسهم إمكان الدخول إليها ، ولأن هذه المنطقة لازالت تحتفظ بمواصفاتها الإلهية والقوة الجاذبة لازالت فيها وإن حجبها الله سبحانه عن الناس غير أن أثرها وتأثيرها موجود لا سبيل لإنكاره ، ويشعر فيه ، بل يراه كل من يغامر ويحاول أن يضع قدما في تلك المنطقة ، ذاك أن تلك المنطقة هي منطقة العلم والحكمة ، وليست كما اصطلحوا عليها بـ(منطقة الفراغ) ، نعم هي منطقة فراغ للذين قصروا النظر على المادة والعين الباصرة ، وعطلوا قوى الروح ، وأغمضوا عين البصيرة ، ولكن على الرغم من ذلك فهم ما أن يضعوا مقدمة أقدامهم في هذه المنطقة حتى يفتضحوا ويستبين للناس جهلهم وفسادهم وظلمهم لأنفسهم وجورهم على الناس!!! ربما سائل يسأل لماذا كل هذا يحدث؟؟!! الجواب لأن هذه المنطقة هي عرش الله سبحانه وكرسيه ، وهذا الكرسي له جليس واحد منصب من الله سبحانه ، وكل من ينزوا عليه بغير وجه حق فضحه الله سبحانه ، والغريب أن الناس صمت آذانها وغشت أعينها كي لا ترى فضائح أولئك الذين نزوا على عرش الله سبحانه ، فصارت توهم نفسها بأن تلك الفضائح هي مناقب!! ويال العجب ، بل وكل العجب عندما يضيع الناس الموازين الحق!!!
إذن فمنطقة الفراغ بين الشريعة وواقع الناس هي ليست من اكتشاف السيد محمد باقر الصدر(رحمه الله) في مشروعه الفلسفي الذي كتبه فسمى به تلك المنطقة التي بين الشريعة والحياة بـ(منطقة الفراغ) ، بل هي من ثمار سقيفة بني ساعدة ، ورائدا هذه النظرية هما سامري أمة محمد(ص) وعجلها ، فسامري هذه الأمة وعجلها هما أول من ابتدع هذه النظرية بدعوى خشيتهم من وقوع الفتنة والتناحر بعد رحيل الرسول(ص) وحصول الفراغ في تلك المنطقة ، مع أنه لا فراغ ، ومن المؤسف أن تكون هذه الإشارة للسيد محمد باقر الصدر من سقطات الفكر التي نسأل الله أن تغفر له ، ولعل القصور والتقصير هو من دفعه إلى قول ما قال ، ولكن على الرغم من تنظيره هذا إلا إنه في الواقع العملي كان منضبطاً على وفق القانون الإلهي ، ولكن هذه الالتفاتة منه شكلت منطلقا تلقفه المنحرفون ليشرعوا بالانحراف مرة أخرى فكانت السقيفة مرة أخرى ولكن هذه السقيفة أعظم وأمر وأدهى على الرغم من أن رسول الله(ص) سماها بالشورى الصغرى ، فكونها شورى صغرى باعتبار أن المغصوب حقه من آل محمد(ص) هو من ولد علي بن أبي طالب(ص) ، والكبرى كانت لغصب حق سيد الأوصياء علي(ص) ، ولكن ما جرى في الشورى الصغرى هو محو للإسلام بوصفه دينا إلهياً حيث بدلت أحكام رسول الله(ص) ، وغيرت سنته ، فكان تبديل الأحكام بتشريع دستور غير القرآن وكان تبديل السنة بوضع نظام الانتخاب ، وسنة رسول الله(ص) أن التنصيب من الله سبحانه ، وبأمر الله بوصية يوصى بها من السابق للاحق ، ولكن جاء فقهاء آخر الزمان غير العاملين وجوقة من أبواقهم المنتفعين ليقوموا بهذا العمل الإفسادي الذي تطابق تماما مع المشروع الديمقراطي الأمريكي في المنطقة ، فصار الحال كما يحكي المثل القائل (وافق شن طبقة) فكان (شن) هو مشروع علماء آخر الزمان غير العاملين الذين جعلوا من أنفسهم بديلا للإمام المهدي(ص) وفوضوا لأنفسهم أمر الشريعة وتكييفها على وفق الهوى الذي وضعوه تحت قاعدة (مراعاة المصلحة) وليس الصلاح ، وكانت (طبقة) هي المشروع الديمقراطي الأمريكي فالتقى الإثنان على أرض العراق ـ عاصمة الدولة المهدوية المباركة ـ وتوافقا وأقاما عرس آخر الزمان تحت سقيفة الزوراء ، فضلا وأضلا وصعد سفينتهم خلق كثير ـ للأسف ـ وها هي اليوم سفينتهم تتقاذفها أمواج الفتن وراحت تتصدع في عرض البحر وعبثا يحاول المحاولون ترميمها ، وواقع الحال أنهم لا يرممونها بقدر ما يحاولون ترقيع أفكارهم وآرائهم التي أوصلتهم إلى ما هم عليه حيث توهموا عندما انطلقوا بتلك السفينة ؛ إنها (تايتانك) هذا الزمان في نظر صانعها قبل الإبحار ، ولكن ما إن أبحرت حتى صارت تايتانك حلم ضائع ورغبة لاهثة خلف السراب ، مرة أخرى يعيد الناس في العراق والعالم صناعة تايتانك جديدة ولم يتعظوا من تجارب الماضي ، ومن باب النصح الواجب على كل من وفقه الله سبحانه لرؤية الحقيقة أن يقول لهؤلاء الذين هرعوا إلى سفينة الهلاك تلك أن ينقذوا أنفسهم ويغادروها ما دامت قريبة من المرفأ قبل أن تواصل الإبحار إلى عمق بحر الظلمات والفتن وعند ذاك (لات ساعة مندم) فالندم هناك لا ينفع صاحبه بل سيأتيه الجواب الذي هو شامل لكل ركاب سفينة (سقيفة الزوراء) وهو قول الحق سبحانه{أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ * قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ}(المؤمنون/105-108) .
وعند ذاك سيستبين للناس لماذا كان آل محمد(ص) يحذرون شيعتهم من ترك سبيل الحق والانجرار خلف استخفاف الذين أدمنوا استخفاف الناس والعمل على صرفهم عن سبيل الحق ليحققوا في النهاية وعد إبليس(لع) الذي حكاه الله سبحانه في كتابه العزيز ، قال تعالى{قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ * قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}(الأعراف/14-17)؟؟!! وينكشف للناس حقيقة الأمر بانتظار المصلح الموعود ، وأن هذا الانتظار ليس معناه أن يجلس المنتظرون القرفصاء حتى يأتي المصلح الموعود ، لا ، الأمر ليس كذلك وهو غير ما يحاول أن يروج له المستخفون والمستهزئون فالانتظار يعني الإعداد والاستعداد وهذا يعني عملا دؤوبا لا وجود لجلسة القرفصاء فيه ، ولا وجود لوضع اليد على الخد وإدمان التطلع في الأفق ، فليس من خلق الفلاح أن يجلس في أرضه القرفصاء ويتركها على حالها من دون إعداد وحرث وبذر وسقي ورعاية وعناية ، بل انتظاره الذي هو حق الانتظار هو هذه الحركة الدؤوبة التي يقضيها في الأرض كي تطرح السنابل قمحا ، ولذا فانتظار الفلاح ما كان الجلوس بل كان العمل ، ولم يكن عملا اعتباطيا بل كان عملا منظما متواصلا لا كلل فيه ولا خلل ، لأنه يعلم تمام العلم أن أي خلل يحصل في مسيرة الحرث والبذار والسقي والعناية والرعاية يعني ضياع الموسم وفساد الحصاد ، وهو لم يعمل كل هذا العمل ليصل إلى تلك النتيجة ، بل هو عمل كل ما بوسعه ليصل إلى الرجاء بموسم تنحني فيه السنابل معلنة عن امتلائها ، كي تكون جائزة انتظاره ، أما الذين يفهمون من الانتظار أنه جلوس القرفصاء فهؤلاء لا حظ لهم من الانتظار سوى الخيبة والخسران ، وما فعلوه ليس انتظاراً أبداً ، بل هم عملوا بمنهج إبليس(لع) طلب الإنظار وليس الإنتظار ، وإبليس(لع) طلب الإنظار لأنه يعرف النتيجة ، والفارق بين الإنظار والانتظار هو كالفارق بين التواكل والتوكل ، فالأول مذموم غاية الذم ، والثاني ممدوح غاية المدح ، فالذين يجلسون القرفصاء ويعلقون أنظارهم على حبل الأفق أولئك الذين صدق عليهم إبليس(لع) ظنه ، فصاروا كسالى ، أما المنتظرون الحقيقيون هم أولئك العاملون على وفق المنهج الإلهي الذي بينه آل محمد(ص) بكل تفاصيله ، ولم يتركوا للناس فسحة للاحتجاج بل أحكموا أمرهم إحكاما ، كيف لا وهم رسل العليم الحكيم .
لذا فكل الأبواق التي تحاول استخفاف الناس كي ينسلخوا من عقيدة الإنتظار للمصلح العالمي هم يعبرون ـ كلما علا ضجيجهم ـ عن حقيقة قرب تحقق الوعد الإلهي ، ولذلك لا يجدون سبيلا ولا مناصا غير العمل بنهج (رفسة الميت) لعلهم في لحظاتهم الأخيرة يتمكنون من إطالة أعمارهم وامتداد منهج الفساد الذي يحملونه ، ويشيعوا بين المنتظرين اليأس ويستدرجونهم إلى مستنقعهم الآسن ، ولكن هيهات ، هيهات هو وعد الله سبحانه وميعاده الذي قال فيه{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ * فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ * وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ * أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ * فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاء صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ * وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ * وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ * سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}(الصافات/171-182)