بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم د. موسى الأنصاري
ربما سيكون جواب السؤال : ما الرسالة التي أمره الله سبحانه تبليغها؟ سريعا ، وعلى قدر سرعته يتصاعد كم التهكم بسائله ، ولذلك ربما سيكون هذا الجواب السريع محمولا على محمل التهكم والاستغراب ؛ القرآن!!!
ويكون التهكم لسطحية السؤال ـ كما يظن القارئ ـ ومن ثم فهو يعبر عن سذاجة الفكر الذي أنتجه ، والاستغراب مبعثه السؤال الآتي ؛ هل صرنا في وارد البحث فيما هو بديهي؟؟؟!!! ولكن هذه الإجابة السريعة أيضا تحمل سؤالا آخر مفاده ؛ ما القرآن؟؟!! وربما يقول المجيب وهو يزداد استغرابا من السائل ؛ كلمة الله سبحانه أو كلمات الله سبحانه!! وهذا الجواب ينتج سؤالا مفاده ؛ وما تلك الكلمة أو الكلمات؟؟ وهنا لا أحد يستطيع أن يعطي جوابا شافياً قاطعاً إلا من كان هو هو ، فجواب هذا السؤال أعيا العلماء والفقهاء حتى بعد أن نزل من السماء ، ذاك أن جوابه لمن شاء أن يعرفه يتطلب منه السجود لصاحبه!! وهذا ما شكل شوكة تقض مضاجع البشرية منذ أن هبط آدم(ع) على هذه الأرض وإلى يومنا هذا ، بل يجتهد الناس على أن يبقى الجواب منظوراً وغير مرئي ، وواضحاً وغير جلي ، أي على الرغم من وضوحه ولكن الذي يراه يمتنع عن أن يجعل له سلطة جلاء رينه الذي ران على قلبه ، لذا فعينه ترى بوضوح ولكن قلبه لا تصل إليه الصورة الواضحة المنقولة بحسب ما نقلتها العين حيث أن الرين الذي ستمر من خلاله الصورة الواضحة سيعمد إلى جعلها ضبابية لا تستبين هويتها ومرتسماتها فتصل الصورة إلى القلب ظلا لا صورة ، والظل ليس سوى مساحة من السواد لصورة مجهولة ، فهو يدل على أن هناك صورة ولكنها صورة مجهولة لا يستطيع استبانتها ، ولذا فلعل بوصول الصورة على تلك الحالة يشكل دافعا قويا للبحث عن ماهية تلك الصورة التي وصلت إلى القلب وهي ظل كثافته تتناسب طرديا مع كثافة الرين الذي يغلف القلب ، فليس أحد من الناس في هذا العالم يدعي أن لا رين على قلبه مادام هو كاسب عامل في هذا العالم ، وليس هناك اصطفاء إلا لمن اصطفى الله سبحانه ، قال تعالى{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ}(المطففين/14) وبغض النظر عن كثافة هذا الرين فالحجة قائمة على كل القلوب بما فيها القلوب التي تمكن منها الرين وشكل عالمها على وفق لونه ومراده ، فنور شمس الحقيقة إذا أشرق سيدخل كل البيوت كما يدخل الحر والقر .
إن معرفة كلمة الله يستلزم إيمانا حقيقيا بالله سبحانه ، ولا تتحقق المعرفة إلا بتلك الثمرة!! فجائزة الإيمان هي معرفة كلمة الله سبحانه ومعرفة كلماته ، والجواب الآنف أن كلمة الله القرآن يعطينا مساحة للبحث في قوله تعالى{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً}(الإسراء/9) ، وكما هو معلوم بأعراف أهل اللغة أن (أقوم) هي صيغة مبالغة دالة على كمال التقويم وتمامه ، بل دالة على أحسن التقويم ، وهذه الدلالة بعينها قد ذكرها القرآن بقوله تعالى{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}(التين/4) والتقويم هنا المعرفة ، فالخالق سبحانه علل سبب خلقه للخلق بقوله جل وعلا في الحديث القدسي : [كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لأعرف] ، واستناداً إلى هذا الحديث الشريف فيكون تعبير (في أحسن تقويم) أي (في أحسن معرفة) كي يكون صورة ربه سبحانه ، وكما تعرفون الصورة تحكي الأصل ، وعلى ذلك نفهم الحديث الشريف عن رسول الله(ص) القائل : [إن الله خلق آدم على صورته] أي جعل آدم(ع) صورته المعرفة به ولذلك كان خليفته ، فالخليفة يحكي خلق المستخلف وهو صورة له ، كما أن الإنسان (المخلوق) هو بيان لهوية الأنسنة ، بمعنى أن هذا المخلوق الذي اسمه (إنسان) لابد أن يكون أنس شيئاً إلى درجة كبيرة جعلته يستحق الوصف ، بل التسمي بأنه (إنسان) ، واكتسب أنسنته من هذا المأنوس به ، وهنا يتبادر سؤال ؛ وهل هناك ما هو أعظم من المعرفة تكون أنسا حقيقيا من وحشة الجهل؟؟ الجواب ؛ لا ، ليس هناك أعظم من المعرفة فبقدر المعرفة يقترب المخلوق من خالقه سبحانه كي يكون صورته ، وينتقل من مرحلة الظلية التي يتساوى فيها النور والظلمة ، إلى مرحلة الصورية كلما كان الغالب على الظلمة هو النور ، وربما يبتعد المخلوق عن النورية وينغمس في الظلمة فتزداد ظليته كثافة حتى لا يبقى فيه من النور غير ما يكشف وجوده حسب ويكون بذلك قد خسر نعمة الوجود ونعمة المعرفة ، وذلك هو الخسران المبين .
لذا فالإنسان سمي إنسانا لاستئناسه بالنور أي العلم أي المعرفة ، والمعرفة تكون عندما يمتلك الإنسان ملكة العمل بما علم ، ولذلك هي مرحلة متقدمة على العلم ، فلربما يعلم المخلوق ولكنه لا ينتفع بعلمه شيئا وبذلك فلا يكون عارفاً ، فالمعرفة هي الاعتراف بحق من علم ، والاعتراف يترجم سجوداً ، فالملائكة ـ كما بين القرآن ـ لم تسجد لآدم(ع) إلا بعد ما علمت أنه أعلم منها ، ولذلك عبرت عن معرفتها به بالاستجابة لأمر الله سبحانه بالسجود لآدم(ع) ، ولكن إبليس(لع) لم يسجد!!! لماذا؟؟ لأنه كان عالماً وليس عارفاً ، وقد ورد عن أمير المؤمنين(ص) أنه قال : [ربّ عالم قد قتله جهله ، وعلمه معه لا ينفعه] ، فعلم إبليس(لع) بمقام آدم(ع) عند الله سبحانه دفعه إلى حسد آدم(ع) والتكبر عليه وهذا قمة الجهل ، والظلمانية ، ولذلك سمي هذا المخلوق إبليساً لأنه أبلس أي ابتعد وفارق مصدر الأنس بفعلته ، وطرد نفسه بنفسه من ساحة النور ، وواقع حسد إبليس(لع) غير موجه إلى شخص آدم(ع) بل هو موجه إلى ما يحمل آدم من النور ، حيث كان آدم(ع) حاملا لنور محمد(ص) ، ولذلك شرف بنور محموله ، وإبليس يعلم ذلك ولكنه ما استفاد من ذلك العلم ، بينما الملائكة على العكس تماما فعندما انكشفت لها حقيقة النور الذي يحمله آدم(ع) سجدت ، لأنها من النور الذي يحمل آدم(ع) خلقت ، وهنا وصلنا إلى السؤال عن هذا النور ؛ ما هو؟؟؟ وهنا يجيب النور ذاته عن هذا السؤال ؛ حيث ورد : [عن جابر بن عبد الله قال : قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله : أول شيء خلق الله تعالى ما هو ؟ فقال : نور نبيك يا جابر ، خلقه الله ثم خلق منه كل خير .](بحار الأنوار للعلامة المجلسي:15/24) ، إذن فالنور هو محمد(ص) وهو أول شيء خلق ومنه خلق كل خير ، وكل الخير هو المعرفة العلة التي من أجلها خلق الخلق ، فقد ورد عن عيسى(ع) أنه قال : [في البدء كانت الكلمة] وهي النور الأول ، وإما هنا أن نتوهم التعارض وهو غير موجود واقعا ، أو نجمع بين القولين فنستبين أن الكلمة التي كانت في البدء هو محمد(ص) النور الأول الذي خلق منه كل خير ، وهو صورة الله سبحانه وهو ظهوره وبه عرف الله سبحانه ، فمحمد(ص) هو الكلمة رائدة المعرفة ، والكلمة المفتاح الذي بها فتح باب الولوج إلى مدينة المعرفة ، أي مدينة الكمالات الإلهية ؛ الله سبحانه .
فمحمد(ص) كلمة الله التامة ، وهو كلمة الله العليا ، قال تعالى{إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}(التوبة/40) ، وهو مدينة العلم ، حيث قال (ص) : [أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن شاء المدينة فليأتها من بابها] ، ولو تأملنا هذا الحديث الشريف فهو يبيّن لنا أن المدينة قد عينت بابها ، وإذا كانت مدينة العلم هي ؛ مدينة التوحيد والإيمان بالغيب ، ومدينة العلم برسالة الله سبحانه ، ومدينة الملك والحكم ، فبابها يمثل كل ما في المدينة ، لأنه ما كان لأحد أن يعرف أو يتعرف على تلك الأسرار العظيمة لولا وجود الباب ومن ثم فلولا وجود الباب ودلالة الرسول(ص) عليه ، لما كانت هناك حكمة من وجود مدينة العلم بين الخلق لا باب لها يولج إليها منه ، فكان تكليف مدينة العلم أن تعين بابها للناس لكي يكون الولوج إليها وامتراء المعرفة منها ، ولذلك جد رسول الله(ص) واجتهد في التبليغ بهذا الأمر منذ أيامه الأولى تلميحا وتصريحا ، حتى جاءت اللحظة الحاسمة ، بعد أن عانى رسول الله(ص) ما عانى في ذلك الأمر وعظيم صبره في ذلك لا يوصف ، جاء أمر الله سبحانه بقوله{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}(المائدة/67) ، وقد ورد بيان هذه الرسالة من الطاهرين(ص) ما نصه عن : [محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين جميعا ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن منصور بن يونس ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : فرض الله عز وجل على العباد خمسا ، أخذوا أربعا وتركوا واحدا ، قلت : أتسميهن لي جعلت فداك ؟ فقال : الصلاة وكان الناس لا يدرون كيف يصلون ، فنزل جبرئيل عليه السلام فقال : يا محمد أخبرهم بمواقيت صلاتهم ، ثم نزلت الزكاة فقال : يا محمد أخبرهم من زكاتهم ما أخبرتهم من صلاتهم ، ثم نزل الصوم فكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا كان يوم عاشورا بعث إلى ما حوله من القرى فصاموا ذلك اليوم فنزل شهر رمضان بين شعبان وشوال ، ثم نزل الحج فنزل جبرئيل عليه السلام فقال : أخبرهم من حجهم ما أخبرتهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم . ثم نزلت الولاية وإنما أتاه ذلك في يوم الجمعة بعرفة ، أنزل الله عز وجل ” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ” وكان كمال الدين بولاية علي ابن أبي طالب عليه السلام ، فقال عند ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله : أمتي حديثو عهد بالجاهلية ومتى أخبرتهم بهذا في ابن عمي يقول قائل ، ويقول قائل – فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لساني – فأتتني عزيمة من الله عز وجل بتلة أوعدني إن لم أبلغ أن يعذبني ، فنزلت ” يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين ” فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام فقال : أيها الناس إنه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان قبلي إلا وقد عمره الله ، ثم دعاه فأجابه ، فأوشك أن ادعى فأجيب وأنا مسؤول وأنتم مسؤولون فماذا أنتم قائلون ؟ فقالوا : نشهد أنك قد بلغت ونصحت ، وأديت ما عليك فجزاك الله أفضل جزاء المرسلين ، فقال : اللهم اشهد – ثلاث مرات – ثم قال : يا معشر المسلمين هذا وليكم من بعدي فليبلغ الشاهد منكم الغائب . قال أبو جعفر عليه السلام : كان والله [ علي عليه السلام ] أمين الله على خلقه وغيبه ودينه الذي ارتضاه لنفسه ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وآله حضره الذي حضر ، فدعا عليا فقال : يا علي إني أريد أن أئتمنك على ما ائتمنني الله عليه من غيبه وعلمه ومن خلقه ومن دينه الذي ارتضاه لنفسه فلم يشرك والله فيها يا زياد أحدا من الخلق ثم إن عليا عليه السلام حضره الذي حضره فدعا ولده وكانوا اثنا عشر ذكرا فقال لهم : يا بني إن الله عز وجل قد أبى إلا أن يجعل فيَّ سنة من يعقوب وإن يعقوب دعا ولده وكانوا اثنا عشر ذكرا ، فأخبرهم بصاحبهم ، ألا وإني أخبركم بصاحبكم ، إلا إن هذين ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله الحسن والحسين عليهما السلام فاسمعوا لهما وأطيعوا ، ووازروهما فإني قد ائتمنتهما على ما ائتمنني عليه رسول الله صلى الله عليه وآله مما ائتمنه الله عليه من خلقه ومن غيبه ومن دينه الذي ارتضاه لنفسه ، فأوجب الله لهما من علي عليه السلام ما أوجب لعلي عليه السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يكن لأحد منهما فضل على صاحبه إلا بكبره ، وإن الحسين كان إذ حضر الحسن لم ينطق في ذلك المجلس حتى يقوم ، ثم إن الحسن عليه السلام حضره الذي حضره فسلم ذلك إلى الحسين عليه السلام ، ثم إن حسينا حضره الذي حضره فدعا ابنته الكبرى فاطمة – بنت الحسين عليه السلام – فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصية ظاهرة وكان علي بن الحسين عليه السلام مبطونا لا يرون إلا أنه لما به ، فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين ثم صار والله ذلك الكتاب إلينا .](الكافي للشيخ الكليني:1/289 – 291) ، وهنا صار واضحا لكل ذي لب ولمن شاء أن يكون عارفاً حقا ؛ إن الولاية والإمامة هي الرسالة التي أمر الله سبحانه رسوله(ص) أن يبلغها ويختم بها التبليغ ، ومن دون تبليغها يكون رسول الله(ص) غير مبلغ برسالة ربه سبحانه ، لماذا؟؟ لأن الولاية والإمامة هي الدين ، والناس على دين ملوكهم ، فإذا كان الملوك ليسوا من الله سبحانه ، فسيكون دينهم ليس من الله تعالى ، ومن ثم فسيكون دين الناس الذي هو دين الملوك ليس دين الله عز وجل ، ولكي تتم الحجة على الناس كان لابد أن يكون لله سبحانه ملوكاً منصبين منه ، وعندها سيكون دينهم هو دين الله تعالى ، وسيكون دين الناس دين ملوكهم الذين هم من الله ، وعلى هذا يكون الناس على دين الله ، وعبادا لله سبحانه كما أرادهم ، وكلفهم بذلك .
ولقد كانت فاتحة الرسالة (بسم الله الرحمن الرحيم) وتلك الكلمة الفاتحة هي المفتاح الذي يفتح مدينة المعرفة الإلهية الحق ، وكان أن أنزلت على محمد(ص) وبلغها للناس كونها مبدأ تنزيلي من استند إليه في دينه ، كان دينه دين الله سبحانه ، ومن بدلها كان دينه دين الشيطان(لع) ، ومن هنا أترك للقارئ فسحة للتأمل ؛ لماذا عمد الناس في قراءة سورة الفاتحة إلى إخفاء الآية الأولى فيها فلا يقرؤونها أو يقرؤونها سرا ، ويبدؤون الحمد مبتوراً؟؟؟ إن أولئك الذين يفعلون ذلك يؤكدون على تدينهم بدين الإنقلابيين على دين الله سبحانه ، قال تعالى{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ}(آل عمران/144) ، وبالفعل كان الدين الذي ولد في سقيفة بني ساعدة هو غير دين الإسلام وإن تزيا بزيه ، وتشبه به ، ولكن هيهات أن يكون الدين دين الله سبحانه إلا بملك نصبه الله سبحانه وهو {ملك يوم الدين} .