بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم د. موسى الأنصاري
تتطاول كثيرا هذه الأيام قامات الجهل وتشمخ وهي تعلن اعتراضها على إرادة ربها سبحانه ، وكأن مهله إياها لعجز فيه ـ وحاشاه ـ سبحانه ، أو أن بها كرامة على الله سبحانه ، أو بأوليائه الذين اصطفاهم وانتجبهم هواناً عليه ،
وهذا لعمري هو حال من وصفهم القائل :
حبلى السنابل تنحني بتواضع *** والفارغات رؤوسهنَّ شوامخ
فنلحظ مدى جرأة الناس اليوم عندما أتاهم خبر إمامهم المهدي(ص) ، وخبر الشروع في حركة الظهور والتمهيد لاستقباله وهو المخلص لهذا العالم مما ألم به من ظلم استغرق النفوس وأغرقها ، وجور تفشى في الأرض فأجدبها وأهلك فيها الحرث والنسل ، ومازال الناس على الرغم من أن أنهم لم يحصدوا من وراء إعراضهم عن دين الله سبحانه الحق غير التيه في صحراء المادة ، والضلال عن الغاية وشاطئ النجاة ، وقد ضربتهم عواصف البلاء من كل جانب عسى أن يفيقوا من رقدتهم التي جعلتهم ينسون ربهم فكان عاقبة أمرهم خسرا عندما أنساهم الله أنفسهم وجعلهم عبيد شهواتهم ومرادات أنفسهم ، مع العلم أن تلك العبودية التي وضعوا نيرها في أعناقهم كفيلة بتضييع إنسانيتهم وتحويلهم إلى مسوخ بهيمية ؛ الصورة صورة إنسان والقلب قلب حيوان ، وذلك ميت الأحياء ـ كما وصف أمير المؤمنين وسيد الموحدين علي(ص) ـ ذاك أن ما توهمه الناس اليوم بعد هذه المساحة الزمنية التي حاول أهل الدنيا جاهدين في أن يمحوا المنهج الإلهي في النفوس واستبداله بمناهج هي من صنع الناس الذين اشتروا الدنيا بالآخرة ، وأعانهم على فعلهم همج رعاع ينعقون خلف كل ناعق من دون أن يكون لديهم أثارة من علم ، أو يتبعون صراط هدى ، بل إن العجيب ما يلحظ اليوم من الهجوم الشرس الذي يمارسه السواد من الناس على قضية المنقذ المنتظر من دون أن يكون لدى هذا السواد سوى رصيد من الهزائم التي شكلت وعيه وجعلته كالذئب الجريح لا يفرق بين مبضع الطبيب ، ومدية القاتل!!!
إن المشروع الحضاري الذي تقدمه دعوة اليماني إلى الناس كائن لا محالة سواء برضى الناس واختيارهم أو بمواجهتهم وابتلاء ما لديهم مما حملوه لمقارعة دعوة النجاة والخلاص ، يوما بعد يوم يتأكد لكل من آمن بهذه الدعوة أن الناس في سوادها تصر على اختيار أسلوب العنف والصدام ، واللجوء إلى سلاح العجز والعدوان ، على الرغم من إصرار أنصار الإمام المهدي(ص) على بيان ما يحملون بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن ، ويواجهون من الناس بالسخرية والاستهزاء والتكذيب والاتهام من دون دليل يشرع لأولئك المخالفين هذه الشرور التي راحت تفيض على ألسنتهم وتتحول إلى مشاريع قتل وسفك للدماء عانى منها من قبل رسل الله وأنبياؤه(ع) ، واليوم أعاد الناس سنة أسلافهم فأعلنوا المواجهة للمنقذ المنتظر ، وكفروا بمشروعه الذي جاء يبشر به وصيه ورسوله للناس كافة ويرمونه بالتخلف والجهل ، على الرغم من أن الرماة يسوِّقون جهلهم بشكل مفضوح وغريب ومكشوف حتى لمن لم يكن له حظ في الثقافة والجدال والحوار .
إن الجديد القديم الذي تطرحه دعوة وصي ورسول الإمام المهدي(ص) على الناس هو إعادة سنة رسول الله(ص) غضة طرية كما وعد بذلك آباؤه الطاهرون(ص) ، وتحقيق الوعد الإلهي على الأرض قياما بعد أن حققه رسول الله(ص) تنزيلا عندما خاطبه العزيز الجليل بقوله{… الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}(المائدة/3) ، لقد يئس الذين كفروا في أول الزمان بتمام التنزيل ، حيث بات واضحا المنهج الإلهي القائد للحياة ، ولم يعد للناس حجة في التحايل عليه حيث أكمله الله سبحانه بخاتم الأنبياء وسيد المرسلين(ص) ، وأتم النعمة بتعيين الأوصياء بعد النبي(ص) ، ومرحلة الرضوان تكون بقيام القائم(ع) عندما يكون مشروعه (ص) مبدلا لصبغة الأرض من الظلمة والجور ، إلى العدل والقسط ، ولكن الغريب فيما نراه من موقف الناس اليوم عندما يواجهون زمن حلول الرضوان على الأرض بهذه الترهات والمغالطات والشكوك التي لا تعشعش إلا في النفوس التي خربتها الدنيا ، وعاث فيها قرادها ، ولقد وصف آل محمد(ص) حال الناس مع القائم(ع) حيث ورد : [عن الفضيل بن يسار ، قال : ” سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول : إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من جهال الجاهلية . قلت : وكيف ذاك ؟ قال : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة ، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله يحتج عليه به .]( كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني:307) ، وهذا ما نلحظه جليا حتى أولئك الذين لا يعرفون المتقدم من المتأخر من العلماء راحوا يتطاولون فأحدهم وأمام جمع من الناس كبير قال ـ بزعمه محتجا على أنصار الإمام المهدي(ص) ـ (أنتم تحتجون علينا برواية الوصية وهي رواية ضعيفة نقلها الشيخ الطوسي عن صاحب البحار العلامة المجلسي …)!!! وهنا خطر لي ما حصل مع أحد موالي أهل البيت(ص) عندما سأله أحدهم وكان من أهل الشام وأدخل الأسماء ببعضها والتواريخ خبطها خبط عشواء ، فأجابه هذا العالم : لا أدري يا ابن أخي أأعجب من علمك بالأنساب أم من علمك بأيام العرب؟؟؟؟؟؟؟ والحق نحن هنا نقول لهذا الذي يدعي الثقافة وأنه يقرأ منذ الستينات ولديه مكتبة عامرة ويأنف أن يأخذ معلوماته من الأنترنت ، ويتهم الأنصار أنهم لا علم لديهم ولا معرفة ، وما إلى ذلك من الأمور التي تضحك الثكلى وتذهب بحزنها ، أنك صورة ناطقة لذاك الشامي ومثل يستحضره!!!
أما ما يحدث يوميا في غرفة العراق شمس الحرية(وهي واحدة من غرف البالتوك الكبيرة) وخاصة من عدد من أدعياء الثقافة فهو يشعر المتابع والسامع بخيبة أمل كبيرة في أولئك الذين يطنطنون بالثقافة والتثقف وهم يجهلون أبسط الأمور ، فكون العلامة المجلسي(رحمه الله) متأخراً عن الشيخ الطوسي شيخ الطائفة مما لا يختلف عليه اثنان ، ولكن يأتينا أحد المتطفلين على الثقافة ليقول أن الطوسي أخذ الوصية من العلامة المجلسي!! لا لشيء إلا ليطعن بالوصية ويخدع نفسه أنه حقق نصراً بذلك ، وليت شعري لو كان يعلم لقد أرجع الطعنة إلى صدره ونصر الله سبحانه وصية رسوله(ص) ، وأعاد كيد ذلك الطفيلي المتثاقف إلى نحره ، وأخزاه جهله ، مع أن الأخوة الأنصار حاولوا كثيراً التلطف به لكي لا ينحدر إلى هذا المنحدر فينكشف جهله ويتحول من باحث ـ كما يزعم ـ إلى (قوّالة) وبوق لمرجعية فاسدة لا يختلف اثنان ولا ينتطح كبشان على فسادها ، ولكن ما يجعلهم يتعلقون بها ويسندونها لأنها صارت موظفة لتنفيذ رغباتهم وأهوائهم ، وفقهاؤها يفتون بحسب أهواء الناس وإن كانت الفتوى تنزل سخط الله سبحانه على الناس ، وإلا بماذا نفسر أن يخرج علينا أحد (الآيات) على واحدة من الفضائيات الإسلامية الشيعية ليقول وبفم ما ردعه ورع ولا حياء من الله سبحانه : (إن رسول الله(ص) لم يكتب الكتاب عند حدوث التنازع لديه ، ويقول لو كان كتبه لما كان له قيمة لأنه شكك به الناس قبل كتابته ، فما الفائدة من كتابته بعد التشكيك؟؟؟!!) ، والغريب في الأمر أن يصل الحال بهؤلاء إلى تلك الدرجة ، لقد أضاعوا ميزان الحق وراحوا يزنون الأمور بميزان أهوائهم لا لشيء إلا ليحافظوا على امتيازات الرئاسة الدنيوية ، وهي زائلة مهما اجتهدوا في الحرص عليها ، ونحن هنا نسأل هذا (الآية) وهل كان رسول الله(ص) ثمرة رأي الناس واتفاقهم لتكون أعماله محكومة بذلك فإذا اتفقوا أمضى الأمر وإذا تنازعوا تركه؟؟؟!!! هذا أولا ، وثانياً : ما لم ينتبه له هذا (الآية) أن رسول الله(ص) قال للناس : (آتوني بدواة وقرطاس أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا) والثابت أن قول رسول الله(ص) هو قول الله سبحانه وهو الحق ، فهل يمنع الله ورسوله(ص) من إحقاق الحق تنازع الناس فيه ، وهو القائل سبحانه آمراً رسوله(ص) {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}(المائدة/67) ؟؟؟!!! فإذا صح أن يبلغ بأمر ربه على الرغم من عدم اتفاق الناس في يوم الغدير صح أن يكتب الكتاب الهادي حتى لو تنازعوا عنده ، ولو لم يكن تبليغه في يوم الغدير لصح ما ذهب إليه ذلك (الآية)!! وبما أن الرسول(ص) بلغ في يوم الغدير فكيف يتوهم المتوهمون أنه لم يكتب الكتاب الذي سماه رسول الله(ص) عاصما للأمة من الضلال؟؟؟ فهل يجوز لمن سماه ربه سبحانه (أنه رحمة للعالمين) أن يقصر ـ وحاشاه ـ عن أن يكون الصورة الكاملة التامة لرحمة الله سبحانه؟؟؟!!! لقد ذهب هذا (الآية) بعيداً عن الحق وهو يظن أنه يحسن صنعا ، فقد أساء إلى رسول الله(ص) أبلغ الإساءة ، وأساء إلى الحق سبحانه أيما إساءة ، ولذلك فلا عجب أن نجد الأتباع بهذا الجهل إذا كان سدنتهم على تلك الشاكلة أي على شاكلة هذا (الآية) الذي من أجل أن يسوِّق آراءه وأفكاره ويتملق هوى الناس ، يقدح في صلب العقيدة ولبها ، فقضية الكتاب أي الوصية من أهم القضايا ، بل هي القضية الأصل ولب الدين وفيها الامتحان دوما ، وفيها وقع تنازع الخلق ، فمنذ آدم(ع) وقصة الخلق الأول إلى يومنا هذا ليس هناك صراع على نص ما كما هو الصراع على نص الوصية ، لأنها الوثيقة الإلهية التي عاهد الله سبحانه عليها خلقه في النشأة الأولى ، ولكنهم حجبوا عن ذلك العهد الذي عهدوه بالحجاب الجسماني ونسوا ما عاهدوا الله سبحانه عليه ، فعدوا على أصحاب العهد والميثاق يكذبونهم ويستهزئون بهم ، ومن ثم يقتلونهم ويفعلون بهم الأفاعيل .
وها هي المصيبة تعود اليوم كأشد ما تكون مع وصي ورسول الإمام المهدي(ص) السيد أحمد الحسن ، حيث لم يترك أولئك الذين حملوا إرث النهج الأموي وصاحبه معاوية سبيلا من سبل الجهالة والظلمة إلا خاضوا فيه ، وهم في كل ذلك يجعلون من كلمات الطاهرين(ص) تزيد المؤمنين إيمانا عندما تتحول تلك الكلمات الطاهرة من ألفاظ ضمتها كتب الحديث والروايات إلى واقع متجسد يراه من طهرت فطرته من أدران الدنيا بأم عينيه متحركا أمامه ، ويزداد علما بأن الطاهرين(ص) عندما وصفوا حال المستقبل هم كانوا يرونه حقا ، ويصفونه وصفا دقيقا ، وصف راع صالح همه إنقاذ رعيته في آخر الزمان عند وقوع تلك البلايا والمصائب ، ولقد عبر يماني آل محمد(ص) عن ذلك أوضح تعبير عندما قال منادياً أباه الإمام المهدي(ص) : [إلى بقية الله في أرضه ؛ أبي ونور عيني الإمام المهدي(ع) روحي فداك … ، أبتاه قل على العداة معيني ، أبتاه هذا السامري وعجله عُبــِدا ومال الناس عن هارونِ ، أبتاه عبيدك يدّعون أنهم ورثوك ، ويدّعون انك ورثّتهم بأمر السماء ؛ أمر السماء والدينِ ، ويدّعون أنهم الولاة وخلفاؤك دوني ، أبتاه لم يبقوا من الإسلام إلا اسمه ورسم من القرآنِ …… ، وحتى الاسم والرسم لم يسلما فما عاد عندهم مَنْ كَسَرَ ضلع الزهراء وأسقَطَ جنينها وضَرَبَها بالسوط ابن صهاك الملعونِ ، ولم يعد عندهم هذا اللعين يمثل الجبت والطاغوت وأصل كل فرعونِ ، وعندهم حديث آبائك مشكوك وعقولهم ( نكراؤهم وشيطنتهم ) تمت ، فمنها يؤخذ الدينِ ، وعندهم جدك الأكبر محمد(ص) عبثاً أوصى بالأئمة والمهديينِ من بعده ، وعبثاً ( وحاشاه ) سماني باسمي في الوصية وقال : أول المهديين وأول المؤمنينِ ، وعندهم بجدك المصطفى محمد(ص) سيد الكونينِ يتمثل الشيطان بالرؤيا وبالكشف اليقينِ ، لم تعد لمحمد(ص) والأئمة حرمة عندهم ولا القرآن ولا العلم والحكمة ولا لله سبحانه المستخار عن علمٍ مكنونٍ ومخزونِ!!! نكسوا حتى أمسى عندهم أقوال آبائك : اسألوا الآتي عن العظائم وما بين دفتي الكتاب المبينِ ، ليس حجة بل كل ما قال محمد(ص) والأئمة من آبائك وما قلت روحي فداك خفيف في ميزانهم قولكم وترجح عندهم كفة عقلهم ( نكرائهم وشيطنتهم ) وكفة كل رجس عتل زنيمِ .
أبتاه (إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي) ، فهل سأحمل خشبتي مرة أخرى؟؟!! وأنا المعروف في السماء نجمة الصبح ودرع الأنبياء والحصن الحصينِ ، وأنا الأسد الذي كر مع الكرار في بدر وأحد وحنينِ ، وأنا حبيب الرسول وبرعمه الطبين بأمور الدينِ ، وأنا ص ونهر من الجنة تلقى فيه أعمال العباد ، وأنا الحجر والركن اليمين .
أبتاه إليك أشكو ، وإنما شكواي إلى الحق اليقين ، والقادر الناصر المبين . قلَّ يا أبتاه على الحق ناصري ، وعدوي الباطل لا يعد الناصر والمعينِ ، كما قل ناصر جدك أمير المؤمنينِ ، وزرافات تنصر ابن صهاك اللعينِ ، وكما قل ناصر جدك الحسين وسبعين ألفاً ينصرون ابن الزناة يزيد بن ميسون!!!
جوزوا الشورى وسقيفة الطغاة التي غرست قصباتها في صدر الحسينِ . أبتاه أقسم عليك بنرجس العسكري ابنة الوصي شمعونِ ؛ أمك وأمي الطاهرة الزكية سيدة الحصونِ ، وأنت لا ترد لها يداً مدت إليك يا بن البتول سيدة نساء العالمينِ . أبتاه أغثني وفرج الكرب يا غياث المستغيثينِ ، أبتاه نصرك الموعود فقد طالت مع العداة سنينِ ، أبتاه قد مررت بكل طغاة الأرض مع نوح وإبراهيم وموسى الكليم وعيسى ومحمد وعلي ومع الحسينِ . أبتاه لكني لم أرَ طغاة كطغاة اليوم مستكبرين مجونِ . أبتاه إن تنصر فنصرك منقذي ، وإن قلت ؛ اصبر ، فصبر جميل والله معينِ .](كتاب المتشابهات الجزء الرابع ليماني آل محمد(ص)) .