تناولت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية قرار تخلى بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر عن منصبه، ليصبح أول من يفعل ذلك فى تاريخ الكنيسة. وقالت إن الوثائق السرية الخاصة بالفاتيكان، والتى تم تسريبها العام الماضى للصحافة وتضمنت مراسلات خاصة بالبابا، وأدين فيها كبير خدم البابا باولو غابرييلى قبل أن يصدر عفو عنه، تكشف عن الكثير من حكايات الخصومة والخيانة ومزاعم الفساد والخلل المنهجى التى أثرت على الأعمال الداخلية للكرسى الرسولى، وعلى فترة بابوية بنديكتوس التى استمرت ثمانية أعوام.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الوثائق، التى أثار تسريبها اهتماما أكبر من مضمونها نفسه، أظهرت أن البابا الذى كان إداريا ضعيفا، والذى ربما سيكون كيفية تركه لمنصبه هو السبب الذى سيتذكر به، لم يكن مؤهلا لثقافة رفضت حتى القليل من الشفافية، وفضلت حملة التحكم فى الأضرار التى حولت الانتباه عن المشكلات الرئيسية التى تعانى منها الكنيسة.
وتقول الصحيفة إنها أجرت مقابلات مع عدد من مسئولى الكنيسة والمطلعين على بواطن الأمور فى الفاتيكان، وأيضا مع مسئولين أجانب مقربين من الكنيسة، العديد منهم تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته خوفا من الانتقام، كشفوا عن تفاصيل ما يحدث فى داخلها.
وتكشف الوثائق عن أن الكاردينال فيجانو، وهو أحد المنفذين لإصلاحات بنديكت اكتسب أعداء جدد فى عام 2011، مما كان سببا فى تعيينه سفيرا للفاتيكان فى الولايات المتحدة لإبعاده عن الفاتيكان. حيث بدأت سلسة من المقالات المعادية لفيجانو، والمجهولة المصدر، تظهر فى الإعلام الإيطالى هذا العام، وتحت الإكراه لجأ إلى ثانى أقوى رجال الكنيسة وهو وزير الخارجية تارسيسو بيرتونى، والذى لم يكن متعاطفا معه، بل ردد شكاوى من أسلوب فيجانو الإدارى وأطاح به من منصبه.
وتسبب ذلك فى مجموعة من الرسائل التى مرت على مكتب كبير خدم البابا، وأطلع عليها سكرتيره الشخصى أيضا. واتهم فيجانو فى إحداها بيرتونى بوقوفه فى طريق المهمة الإصلاحية للبابا، وأيضا اتهمه بتخليه عن وعده له برفعه إلى مرتبة كاردينال. وأرسل فيجانو نسخة من خطابه إلى البابا.
وتقول “واشنطن بوست” إن البابا بنديكت لو كان هو الوجه الرسمى للكنيسة العالمية، فإن بيرتونى لايزال حتى الآن هو وسيط السلطة الخاص الذى يدير الفاتيكان على أساس يومى. ففى عام 2006 عينه البابا وزيرًا للخارجية، وهو ثانى أقوى منصب فى الفاتيكان، ولم يكن له خبرة دولية برغم عمره، 78 عاما. وهو ما أثار مخاوف بين نخبة السلك الدبلوماسى فى الكنيسة الذين اعتبروا تعيينه تهديدا للمسار الوظيفى التقليدى فى الفاتيكان.
المصدر : اليوم السابع