سمحت محكمة قرب تل ابيب للدولة يوم 14 فبراير/شباط بنشر ست فقرات من نص رواية رسمية أولية حول قضية انتحار مهاجر أسترالي في سجن بعدما جنده جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)، وذلك بعد مطالبات من وسائل إعلام محلية غاضبة من الرقابة الإسرائيلية على قصة كشفتها هيئة الاذاعة الاسترالية (ايه.بي.سي).
وقال النص إن إسرائيليا يحمل جنسية مزدوجة سجن سرا “لاعتبارات أمنية” ثم عثر عليه ميتا في زنزانته قبل نحو عامين فيما تقرر في نهاية الأمر أنه انتحار.
من جانبها لم تؤكد المحكمة أو تنف ما ذكرته (ايه.بي.سي) غير منسوب لمصادر عن أن الرجل المتوفى هو بن زيجير (34 عاما) وهو استرالي هاجر لإسرائيل وربما سجن معزولا للاشتباه في أنه أساء التصرف بينما كان يعمل جاسوسا لحساب الموساد.
وذكرت سجلات نشرت بمواقع للتواصل الاجتماعي على الانترنت أن زيجير الذي توفي في أواخر 2010 ودفن في ملبورن كان متزوجا ولديه طفلان.
وقالت المحكمة الإسرائيلية إن المعتقل الذي لم يتم الكشف عن اسمه احتجز تحت إشراف “أكبر المسؤولين بوزارة العدل” وإن أسرته أخطرت باعتقاله فور حدوثه. وبعدما أشارت المحكمة إلى آليات رقابية قانونية أخرى في القضية قالت “بخلاف هذا لا يمكن نشر تفاصيل بشأن المسألة لأسباب تتعلق بالأمن القومي”.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت سابق عن تقارير لمحطة (ايه.بي.سي) وتقارير أجنبية اخرى بشأن زيجير الذي كان يعرف باسم (السجين إكس) ولمح أحدها إلى أنه كان يخضع للتحقيق من جانب أجهزة الأمن الاسترالية للاشتباه في أنه استخدم جواز سفره الأصلي في مهام للموساد في دول معادية لإسرائيل.
وقال ضباط سابقون في المخابرات الإسرائيلية إن مثل هذه الإجراءات قلصت خطر تعرف الدول التي عمل بها المعتقلون على هوياتهم الحقيقية ومن ثم تتبع أنشطتهم لكشف جواسيس آخرين لا يزالون غير معروفين.
لكن السرية الرسمية بشأن التقرير عن زيجير والتي عززها الرقباء العسكريون اثارت احتجاجا في اسرائيل حيث اشار الصحفيون الى ان مواطنيهم لا تفصلهم سوى ضغطة على فأرة الكمبيوتر ليعرفوا عن القضية من وسائل اعلام اجنبية عبر الانترنت. وذكرت صحيفة هآرتس انه في اجراء غير مألوف وخلال ساعات من بث التقرير استدعي رؤساء التحرير الاسرائيليون إلى اجتماع طارئ الى مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الأربعاء وطلب منهم عدم نشر تقرير “محرج جدا لوكالة حكومية إسرائيلية محددة”. وسخرت هآرتس من أمر حظر النشر باعتباره باليا وسيأتي بنتيجة عكسية.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأسترالي بوب كار يوم الخميس إن بلاده كانت على علم منذ عام تقريبا بأن السلطات الإسرائيلية تعتقل رجلا من ملبورن يدعى بن زيجير. وكان كار نفى في وقت سابق أن يكون لوزارته أي علم بقضية زيجير قبل أن يتم إخطاره بانتحاره الواضح في سن الرابعة والثلاثين.
وقال كار للجنة برلمانية: “أخطرت الحكومة الأسترالية في (شباط) فبراير 2010 عبر قنوات استخباراتية بأن السلطات الإسرائيلية اعتقلت مواطنا يحمل جنسية أسترالية – إسرائيلية مزدوجة”.
وأضاف أن الحكومة الأسترالية لم تتلق طلبا بتوفير مساعدة قنصلية من جانب أسرة زيجير ولذلك لم تتدخل.
المصدر: وكالات