تحققت العلامة التي تحدثت عنها روايات الطاهرين عليهم السلام وخلعت العرب أعنتها، وألقت بالقادة الذين ركنت لهم حيناً من الدهر في مزبلة التأريخ، ولكن ماذا بعد هذا؟
لا يبدو أن شيئاً قد تغير على الإطلاق، فالشعوب – وللأسف الشديد – لا تحركها البصيرة، ولا تمنح نفسها فرصة التفكير في مصيرها، وكيف يمكنها صناعة الشرط الأفضل له، فها هي تجرب للمرة الألف الطريق القديمة نفسها التي قادتها لجحيمها الدنيوي!
هي إذن حركة في دائرة مفرغة، فما فتحنا به التأريخ نريد ختم التأريخ به، وما عانينا منه الأمرّين نريد تذوق حلاوة مرارته مرة بعد مرة!
نعم في التعبير سخرية واضحة فأي حلاوة للمرارة؟ ولكن هذا هو الواقع، الواقع هو الذي يثير السخرية المريرة، فالشعوب التي تكرر خطأها ذاته وكأنه قدر محتم عليها لا يمكن أن يوصف فعلها إلا بأنه نتيجة لشخصية مازوكية تحب تعذيب ذاتها، بل تستلذ بعذابها!
مرة بعد مرة يُقرع الجرس ويتكرر الإنذار، ومرة بعد مرة تضيء السماء قناديلها لتسترعي الانتباه، ولكن بدلاً من الالتفات إلى صوت السماء، بدلاً من النظر إلى البهاء السماوي الرحب تُعيد الخطى قطع الطريق الموحلة ذاتها، وتعاد قصة الجحر واللدغة في كل مرة! فأما الجحر فهو حاكمية الناس وأما اللدغة فهي المأساة التي تعيشها الشعوب.
ولكن هل تريدون الحل؟؟
الحل هو في النظر إلى السماء القريبة جداً منكم، وإن كنتم تظنونها بعيدة للغاية، الحل هو في حاكمية الله عز وجل، وفي البحث عن من نصبته السماء، هذا هو الحل الوحيد.