الإفتتاحية

انتبهوا رجاءً

مرقد الشيخ المفيد في الكاظمية
مرقد الشيخ المفيد في الكاظمية

في الرسالة الموجهة من الإمام المهدي (ع) إلى الشيخ المفيد رحمه الله وردت الفقرة الآتية: (… أنّا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء … الخ). هذه الفقرة من الرسالة الشريفة تنص بوضوح على أن مراعاة الإمام المهدي (ع)، وذكره الدائم لشيعته هما السبب في عدم نزول اللأواء، وعدم تمكن الأعداء من إلحاق الأذى بهم (واصطلمكم الأعداء). ولو نظرنا الآن إلى واقع الشيعة لرأينا بوضوح أنهم في حال لا يُحسدون عليها، بل هم في أسوء حال، فالعُصب الأموية التكفيرية تفتك بهم، وتقتل منهم المئات  يومياً، وبدم بارد، وإصرار إجرامي منقطع النظير، والآفاق باتت تضيق عليهم وللأسف الشديد، فالتكفيريون السفيانيون كالقوارض يقضمون البلاد وينشرون أفكارهم الشيطانية في كل مكان، وكل ذلك وهم في أشد ما يكون التفرق والشقاق والإختلاف، و(كل حزب بما لديهم فرحون)، وما أصدق ما وصفهم به أمير المؤمنين (ع) بقوله: (لا تنفك هذه الشيعة حتى تكون بمنزلة المعز، لا يدري الخابس على أيها يضع يده، فليس لهم  شرف  يشرفونه ولا سناد يستندون إليه في أمورهم) (غيبة النعماني: 197). أقول إن حدوث كل هذه المآسي بالشيعة، وغيرها مما يعز على القلم إحصاؤه، يشير إلى مسألة خطيرة هي أن الإمام المهدي (ع) قد رفع يده عنهم، ولم يعد يرعاهم أو يذكرهم، وهذه نتيجة مؤسفة تسترعي المزيد من الانتباه والنظر في أسبابها، وليس من شك في أن السبب لن يكون سوى عدم الإيمان برسوله السيد أحمد الحسن عليه السلام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى