كم هو غريب هذا التسافل الذي وصل إليه بعض من استنبت نفسه بأرض كتابات مثل دغل طفيلي ، تنفضح طفيليته عند أتفه الأمور وأرداها ، فهذا الصوت الخبيث الذي انتهك حرمة القرآن العظيم بلسانه النجس ، وقرر وأقر بآية المحبة لـ(مثال السوء) نكاية بمن يكره ، من دون حياء من الله سبحانه والآية نازلة بحق نبي من أنبياء الله سبحانه ، ولا تنطبق إلا على من يبعثه الله سبحانه منه رسولا للناس ليهزم ما أعد الطغاة لمجابهته بأن يلقي محبة الرسول المبعوث في قلوب المؤمنين ليكونوا له أنصارا وأعوانا ، فيا ذاك البعيد التسافل في ظلمات الوهم والجهل كيف جرؤت على أن تعيد فتنة رفع المصاحف مرة أخرى لتتشبه بالصادقين؟؟؟!!!
لمن لا يؤمن بأن التاريخ يعيد نفسه ، وأنها سنن لن يخطئ الناس خطى أسلافهم المنحرفة ، فليصدق اليوم عندما يرى ابن عاص جديد يوحي إلى معاويته زخرف القول غرورا فيكيدون أهل الحق برفع المصاحف ، حجة علي(ص) على أهل فتنة الجمل في البصرة ، ولكنهم لم يرعووا ، وها هو حفيد من نسل ابن العاص يعيدها كرة أخرى برفع القرآن حجة لمن هو ليس من أهله ، بل لمن هو من أهل الشيطان ، فأي شيطنة هذه التي دفعت هذا الجاهل إلى جعل هذه الآية الكريمة على خنزير من خنازير العملية السياسية القذرة؟؟؟!!!
لا أدري من الذي صنف أبناء الخنازير في الشهداء عندما يقعون ضحايا لجشع آبائهم وتهارشهم على جيفة الدنيا؟؟؟ من يقول أن أبناء مثال هم شهداء؟؟؟ شهداء على ماذا؟؟؟ على عار أبيهم وذلته وهو يتهارش على جيفة (اسمها السلطة) في خيمة الاحتلال القذرة!!! هل قدم هذا الـ(مثال السيء) ما يستحق أن يمتدح عليه؟؟؟!!! أو هو عداء الفرقاء ، فبغضكم لعملاء إيران أسكركم بحب عملاء الصهيونية ، ولو التفتم قليلا لوجدتم أن سائل العمالة واحد وإن اختلف لون الإناء!!!
لقد فقد أولئك الكتاب الحياء من رب الكلمة ، فراحوا يصنعون ما يشاؤون فاستحالوا مصداقا لقول رسول الله(ص) (إن لم تستح فاصنع ما شئت) ، نعم لو كان يستحي حفيد ابن العاص لأمسك وهو يرى يديه الآثمتين تمتدان إلى كتاب الله سبحانه لتخرجا منه درة عظيمة تغتصبانها لتضعاها في موضع النجاسة ، لقد أبى أولئك الذين تخلقوا بأخلاق (صدام) الردية ، وإن ادعوا أنهم ليسوا من أهله ولكن شابه فعلهم فعله في الاعتداء على حرمة القرآن ، فذاك اللعين دنسه بكتابته بدمه النجس ، وهذا اللعين اليوم يضعه في موضع نجس!!! ويبدو أن العراقيين فقدوا الغيرة تماما على دينهم ، وفقدوا الإحساس تماما بكل قيمة لإنسانيتهم التي خلعوها على باب الطاغوت الأمريكي ليخرجوا في ساحته عراة من كل ما يستر عورتهم فمسخوا قردة وخنازير لا يفرقون بين الطهارة والنجاسة ، بل ألفوا النجاسة والدناءة حتى بات العيب لديهم فضيلة ، والفضيحة مدعاة لرفع الرأس!!! فهذا الـ(مثال السيء) يتفاخر أنه يخوض في مستنقع العمالة في وضح النهار عارياً كالخنزير ، ويعيّر بذلك من يلجون المستنقع في الظلام وجهتهم عكس جهته بأنه لا يستحي من التمرغ بوحل العمالة نهاراً جهاراً ، ويتناسى هذا الكاتب التعيس الذي شارك كل من اعتدى على حرمة القرآن وانتهكها ، أن يذكر مثاله السيء بقول أمير المؤمنين(ص) (إذا بليتم بالمعاصي فاستتروا) ، ويبدو أن الناس في آخر الزمان صارت المعاصي لديهم منهج حياة يستحق الثناء!!!!!
لقد مرغ (مثال السوء) وكل عميل لأي جهة كانت أنفه وأنف من رضي فعله الرديء بوحل العار الذي لا ينمحي ابداً ، بعد أن تخلوا تماما عن معاني الشرف والإنسانية وراحوا يعملون سماسرة في أسواق تجارة الدماء العراقية ، لا يوجد أحد لديه ذرة من الشرف مطلقاً وهو مشارك أو سيشارك فيما يسمونه بـ(العملية السياسية) في العراق اليوم ، ذاك لأن صفة الشرف تطلق على من لديه غيرة على عرضه وماله ودمه ، وهذه الثلاثة اليوم في العراق باعها الساسة وشياطين المؤسسات الدينية بمختلف اتجاهاتها ، بعذر هو أقبح من الذنب الذي يمارسونه جهارا نهارا!!! عذرهم أن الاحتلال لا يمكن مقاومته لفارق القوة التسليحية ، وأن مجرد التفكير بمقاومته عسكريا يعني الانتحار!!!
يال لؤم كل من يسوق لهذه الفكرة الشيطانية الخبيثة ، قال تعالى{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}(آل عمران/173) ، غريب أن يكون الجبن والخسة هما طابع أهل العراق اليوم ، فليس في كبرائهم من اهتز فيه ولو عرق شهامة أو حمية حتى وإن كانت جاهلية لينتفض في وجه الاحتلال وكلاب الحراسة الذين أتى بهم معه!!! عجيب والله هؤلاءالقوم الذين رضوا بذل الحياة الدنيا وعارها وشنارها ونار الآخرة وخزيها وعذابها والرسول يدعوهم إلى ما يحييهم وهم معرضون ، قال تعالى{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}(الأعراف/179) ، وقال تعالى{أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً}(الفرقان/44) ، يستهزئون بدعوة الله لهم كي يتحرروا من عبادة الـ(أنا) والهوى والصنمية ، ويطأطئون رؤوسهم كالقرود لأمريكا كي تسوقهم وتستذلهم وتنتهك أعراضهم وتريق دماءهم وتسلب أموالهم ، سبحان الله ألا يقرؤون القرآن الكريم وهو يصف حالهم المخزي الذي شابه حال بني إسرائيل في قوله تعالى{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ}(إبراهيم/6) ، وها هو الحق سبحانه قد بعث لكم مكلم موسى(ع) منقذاً لكم من هذا الهوان العظيم ، ولكنكم دائبون على إجابة الدعوة بما وصف الله سبحانه من حالكم المزري عندما يقول جل شأنه{قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}(هود/32) ، وقد ورد عن الصادقين(ص) ما معناه (إن القرآن يجري مجرى الشمس والقمر) فهذه الآيات العظيمات لا يحسبن الجاهل أنها سرد لتاريخ أمم خلت حسب ، بل هي عبرة لمن يعتبر ، ولكن الناس تأبى أن تعتبر فيحدث فيها ما حدث في الأمم السابقة من العذابات والمثلات ، (عن أبي جعفر(ع) قال : قال رسول الله(ص) ؛ والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لا تخطئون طريقهم ولا يخطئكم سنة بني إسرائيل) ، وها أنتم اليوم مثل بني إسرائيل تتقاذفكم الفتن وتفتك بكم المثلات والله يدعوكم وأنتم معرضون ، وولي الله يدعوكم لما يحييكم وأنتم معرضون!!! وإذا كان لي من المفيد أن أختم بواقعة حدثت لأحد الاساتذة وهو يبلغ صاحبه بدعوة السيد أحمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي(ص) وأعطاه من دلائلها وبيناتها ما ألزمه الحجة ، فما كان من صاحبه إلا أن بدا عليه التململ!!! فعرف أخونا أن صاحبه لا يستطيع أن يفارق دنياه!!! فاسمعوا إلى ما قال له عسى أن يجد فيه من تنفعه الموعظة واعظا ؛ قال له : على ماذا تخاف على دنياك؟؟؟!!! فسيأخذها منك ، على مالك وزوجك سيأخذها منك؟؟؟!!! على أي شيء تخاف ؟؟؟ فسيأخذه منك!!!
ليست هذه الدنيا بدار بقاء لتحرصوا عليها هذا الحرص الشديد الذي من أجله غامرتم بكراماتكم وحرماتكم ودمائكم وأموالكم ، فأنتم على الرغم من هذا الحرص تفقدون كل ما حرصتم وزيادة ، أنتم تفقدون إنسانيتكم التي بها تدرجون ، لقد تحولتم إلى ما قال أمير المؤمنين(ص) (الصورة صورة إنسان والقلب قلب حيوان) مات فيكم الإحساس والغيرة وكل ما يمت إلى الإنسانية بصلة ، ولذلك كان من بينكم من يقول في (مثال السوء) وفي غيره من الأراذل العملاء الذين جرجرتهم قافلة الاحتلال وصيرتهم كلاب حراسة لها ، وصاروا مصداقا لقول القائل :
كلاب للأجانب غير أنهم *** على أبناء جلدتهم أسود
ما قاله صاحب مقال (القرآن الكريم يتحدث عن مثال ….) !!!