كل باحث منصف ومدقق في الدين الإلهي والمعارف الاسلامية ؛لابد ان يكتشف ان اصل الامتحان للخليقة هو في الخليفة والحجة والتنصيب الالهي وقد كان اول اعتراض على ذلك هو من قبل الملائكه قال تعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [البقرة : 30]) ثم ان الملائكة تابوا واستغفروا من ذنبهم بعد ان عرفوا حقيقة هذا المخلوق المفضّل عليهم وعلى جميع المخلوقات ؛قال تعالى (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ: 31 قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ 32] البقرة)
ثم كان الامتحان الاكبر عندما امرهم بالسجود لادم عليه السلام قال تعالى:( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ [البقرة : 34]) فكان الاباء والامتناع والتكبر على هذا الخليفه المنصب من قبل الله تعالى….وحجته على خلقه؛ومظهر اسماءه الحسنى وصورته في خلقه فسن ابليس- لعنه الله – بذالك سنن الجحود والتكبر والحسد وكل الرذائل لمن اتبعه ويتبعه على هذا السبيل الى يوم القيامه ؛
روى الشيخ الكليني (رحمه الله) في باب الحجه من اصول الكافي الشريف بسنده عن ابي حمزه قال قال لي ابو جعفر الباقر (عليه السلام) :(اما يعبد الله من يعرف الله فأما من لا يعرف الله فانما يعبده هكذا ضلالا قلت :جعلت فداك ما معرفة الله ؟قال: تصديق الله وتصديق رسوله (صلى الله عليه واله وسلم)وموالاة علي (عليه السلام)والائتمام بأئمة الهدى عليهم السلام والبراءة الى الله عز وجل من عدوهم هكذا يعرف الله عز وجل )وبسنده عن ابن اذينه قال: حدثنا غير واحد عن احدهما يعني الباقر او الصادق عليهما السلام انه قال (لا يكون العبد مؤمنا حتى يعرف الله ورسوله والأئمه كلهم وامام زمانه ويرد اليه ويسلم له ثم قال كيف يعرف الاخر وهو يجهل الاول ؟) وفي الحديث الشريف بين الامام عليه السلام بجلاء ان الايمان يجب ان يكون بجميع الائمة المنصوص عليهم – كما سيأتي في الحديث التالي وعلى ضوء ذلك فان المهديين الاثنا عشر من ذرية الامام المهدي عليه السلام هم ولاشك من ضمنهم باعتبار وصية رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فيهم ولا ينفي ذلك قلة الأخبار عنهم – كما يزعمون، وإلا فهي كثيرة جداً – وذلك بسبب تأخرهم عن دور الأئمة(عليه السلام) وظهورهم في آخر الزمان وعصر الظهور ودولة العدل الإلهي ففي هذه الدور والطور سيتم الكشف عنهم وإظهار خبرهم وشأنهم ومقامهم وفي مقدمتهم الوصي والمرسل من الإمام المهدي (عليه السلام) واليماني الموعود السيد الامام احمد الحسن (عليه السلام) وعن عمر بن الاشعث قال:سمعت ابا عبد الله
(عليه السلام) يقول :(اترى الموصي منا يوصي الى من يريد ؟ لا والله ..ولكنه عهد من الله ورسوله لرجل فرجل حتى ينتهي الامر الى صاحبه ) اذن فالخليفة والحجة على الخلق منصوص عليه وعنده عهد من الله ورسوله (صلى الله عليه واله وسلم ) لكي لا يدعيها كل مدع . ولكن مع ذلك يلاقي ما يلاقي من الجحود والاعراض والعداوة والبغضاء ،الى حد شن الحرب عليه وعلى من يناصره ويواليه وهذا ما حصل ويحصل في كل زمان ومنذ ان بعث الله ادم (عليه السلام ) نبيا وجعله خليفة في أرضه إذ بدأت المصيبه في أبني ادم حيث قتل هابيل قابيل حسدا على ما أتاه الله من فضله وهكذا استمر مسلسل الرعب هذا في محاربة أولياء الله تعالى وخلفاءه في ارضه –كما قص الله تعالى علينا في كتابه العزيز – يتبع فيها الخلف السلف لا يخطئون أثرهم ولا يتركون منهجهم ولا يتعظون مما حل وحصل لآبائهم واجدادهم من الكافرين والجاحدين والمعاندين وقد كان لهذه الامة المدعوة بالاسلاميه القدح المعلى في هذا الشان فانهم لم يكتفوا بأبعاد أئمة اهل البيت عن مقامهم ومنزلتهم ولاعن جحودهم والاعراض عنهم ومخالفتهم بل سعوا الى استئصال شأفتهم والقضاء عليهم بكل السبل والوسائل فقضوا ومضوا – سلام الله عليهم – بين مسموم ومقتول وهامت ذراريهم في البوادي والقفار وفي السهول والجبال وفي اقاصي الاماكن والبلدان ..من اجل الحفاظ على انفسهم والخلاص بدينهم .. الذي أراد الظالمون طمسه وامحاء معالمه حتى غاب الامام الثاني عشر من الائمه المعصومين (عليم السلام) وهو الامام المهدي (عليه السلام)خوفا على نفسه من القتل وقد عانى الوصي الاول لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) علي امير المؤمنين (عليه السلام) ما لم يعاني احد من حجج الله تعالى مما يطول ذكره وبيانه وهو معروف لا لبس فيه والان يجري الامتحان في وصي ورسول الامام المهدي (عليه السلام )السيد اليماني الامام أحمد الحسن (عليه السلام). فقد عرض السيد اليماني جميع الادله والبراهين التي جاء بها الانبياء وجاء بها الائمه (عليهم السلام)على صدقه وحقيقة امره ودعواه باجلى بيان واوضح برهان وبما لا يمكن لمن يتدبرها متجردا من الهوى والتقليد والعناد ومنصفا نفسه الا ان يصدق. ولكن مع ذالك تثار حوله الشكوك والافتراءات والاكاذيب والشبهات وكل ذلك اتباعا لمسلك الاولين السالفين وسنة ابليس اللعين وحبا لهذه الدنيا الدنية التي اهلكت من كان قبلهم واخزت من سعى اليها وسقط في حفرتها فإنا لله وانا اليه راجعون .والمهديون مذكورون في وصية رسول الله عليه واله وسلم ليلة وفاته التي أملاها الرسول صلى الله عليه وآله وكتبها امير المؤمنين (عليه السلام) بخط يده الشريفة وفي روايات اهل البيت ائمة الهدى (عليهم السلام ) وهم اثنا عشر مهديا من ذرية الامام المهدي ويحكمون بعده في دولة العدل الالهي وهم ائمة معصومون مفترضو الطاعة واولهم المهدي الاول واليماني الموعود احمد الحسن (عليه السلام) ولا نقول ذالك جزافا ولا جهلا –نعوذ بالله- ولاعن اي غرض اخر سوى الدعوة لحق محمد وال محمد (عليهم السلام )ومن اجل نصرة مولانا وامامنا المهدي (عليه السلام).والحمد لله رب العالمين.
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………….
(صحيفة الصراط المستقيم- العدد 30- السنة الثانية- بتاريخ 15-2-2011 م -11 ربيع الأول 1432 هـ.ق)