زاوية العقائد الدينيةعقائد الشيعة

العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين مجاهدة أهل الخلاف

ورد في كمال الدين وتمام النعمة – باب ما روي عن النبي (ص) في النص على القائم (ع) وأنه الثاني عشر من الأئمة – ص 262، والغيبة للشيخ الطوسي – ص334

عن سليم بن قيس الهلالي قال سمعت سلمان الفارسي رضي الله عنه يقول كنت جالسا بين يدي رسول الله ص في مرضته التي قبض فيها فدخلت فاطمة ع فلما رأت ما بأبيها من الضعف بكت حتى جرت دموعها على خديها فقال لها رسول الله ص ما يبكيك يا فاطمة قالت يا رسول الله أخشى على نفسي و ولدي الضيعة بعدك فاغرورقت عينا رسول الله ص بالبكاء … إلى قوله: ثم نظر رسول الله ص إليها و إلى بعلها و إلى ابنيها فقال يا سلمان أشهد الله أني سلم لمن سالمهم و حرب لمن حاربهم أما إنهم معي في الجنة ثم أقبل على علي عليه السلام فقال يا أخي أنت ستبقى

بعدي و ستلقى من قريش شدة من تظاهرهم عليك و ظلمهم لك فإن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم و قاتل من خالفك بمن وافقك و إن لم تجد أعوانا فاصبر و كف يدك و لا تلق بها إلى التهلكة فإنك مني بمنزلة هارون من موسى ولك بهارون أسوة حسنة إذ استضعفه قومه و كادوا يقتلونه فاصبر لظلم قريش إياك و تظاهرهم عليك فإنك بمنزلة هارون و من تبعه وهم بمنزلة العجل و من تبعه يا علي إن الله تبارك و تعالى قد قضى الفرقة و الاختلاف على هذه الأمة و لو شاء الله لجمعهم على الهدى حتى لا يختلف اثنان من هذه الأمة و لا ينازع في شي‏ء من أمره و لا يجحد المفضول لذي الفضل فضله و لو شاء لعجل النقمة و كان منه التغيير حتى يكذب الظالم و يعلم الحق أين مصيره و لكنه جعل الدنيا دار الأعمال و جعل الآخرة دار القرار ليجزي الذين أساءوا بما عملوا و يجزي الذين أحسنوا بالحسنى فقال علي عليه السلام الحمد لله شكرا على نعمائه و صبرا على بلائه .

وورد في علل الشرائع – باب 122 – العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين مجاهدة أهل الخلاف – ص147: (( عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إنما سار علي عليه السلام بالكف عن عدوه من أجل شيعتنا، لأنه كان يعلم سيظهر عليهم بعده، فأحب أن يقتدي به من جاء بعده فيسير فيهم بسيرته ويقتدي بالكف عنهم بعده )).

وفيه أيضاً: (( عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له ما بال أمير المؤمنين عليه السلام لم يقاتل فلانا وفلانا وفلانا؟ قال لآية في كتاب الله عزوجل: (لو تزيلوا لعذابنا الذين كفروا منهم عذابا اليما) قال قلت وما يعني بتزايلهم؟ قال ودائع مؤمنين في أصلاب قوم كافرين وكذلك القائم عليه السلام لن يظهر ابدا حتى تخرج ودائع الله تعالى فإذا خرجت ظهر على من ظهر من اعداء الله فقتلهم )).

 وفيه كذلك ص148: (( حدثنا الهيثم بن عبد الله الرماني قال: سألت علي بن موسى الرضا عليه السلام فقلت له يابن رسول الله اخبرني عن علي بن أبى طالب لم لم يجاهد اعدائه خمسا وعشرين سنة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ثم جاهد في ايام ولايته؟ فقال لانه اقتدى برسول الله صلى الله عليه وآله في تركه جهاد المشركين بمكة ثلاثة عشرة سنة بعد النبوة، وبالمدينة تسعة عشر شهرا، وذلك لقله أعوانه عليهم وكذلك علي عليه السلام ترك مجاهدة اعدائه لقله اعوانه عليهم، فلما لم تبطل نبوة رسول الله صلى الله عليه وآله مع تركه الجهاد ثلاثة عشر سنة وتسعة عشر شهرا كذلك لم تبطل إمامة علي عليه السلام مع تركه الجهاد خمسا وعشرين سنة إذ كانت العلة المانعة لهما من الجهاد واحدة )).

وفيه: (( عن ابن أبى عمير، عن بعض اصحابنا انه سأل أبو عبد الله عليه السلام ما بال أمير المؤمنين عليه السلام لم يقاتلهم؟ قال الذي سبق في علم الله أن يكون وما كان له أن يقاتلهم وليس معه إلا ثلاثة رهط من المؤمنين )).

 وفيه : (( عن ابن مسعود قال: احتجوا في مسجد الكوفة فقالوا ما بال أمير المؤمنين عليه السلام لم ينازع الثلاثة كما نازع طلحة والزبير وعايشة ومعاوية، فبلغ ذلك عليا عليه السلام فامر أن ينادي بالصلاة جامعة فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال: معاشر الناس، انه بلغني عنكم كذا وكذا قالوا صدق أمير المؤمنين قد قلنا ذلك، قال فان لي بسنة الانبياء اسوة فيما فعلت قال الله عز وجل في كتابه: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) قالوا ومن هم يا أمير المؤمنين؟ قال أولهم إبراهيم عليه السلام إذ قال لقومه: (واعتزلكم وما تدعون من دون الله) فإن قلتم ان إبراهيم اعتزل قومه لغير مكروه أصابه منهم فقد كفرتم وان قلتم اعتزلهم لمكروه رآه منهم فالوصي اعذر. ولي بابن خالته لوط أسوة إذ قال لقومه: لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد، فان قلتم ان لوطا كانت له بهم قوة فقد كفرتم، وان قلتم لم يكن له قوة فالوصي اعذر، ولي بيوسف ” ع ” أسوة إذ قال: (رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه) فان قلتم ان يوسف دعا ربه وسأله السجن لسخط ربه فقد كفرتم، وان قلتم انه أراد بذلك لئلا يسخط ربه عليه فاختار السجن فالوصي أعذر، ولي بموسى عليه السلام أسوة إذ قال: (ففررت منكم لما خفتكم) فإن قلتم ان موسى فر من قومه بلا خوف كان له منهم فقد كفرتم، وان قلتم ان موسى خاف منهم فالوصي اعذر، ولي بأخي هارون عليه السلام أسوة إذ قال لاخيه: (يابن أم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني) فإن قلتم لم يستضعفوه ولم يشرفوا على قتله فقد كفرتم وان قلتم استضعفوه واشرفوا على قتله فلذلك سكت عنهم فالوصي اعذر. ولي بمحمد صلى الله عليه وآله أسوة حين فر من قومه ولحق بالغار من خوفهم وانامني على فراشه، فإن قلتم فر من قومه لغير خوف منهم فقد كفرتم وان قلتم خافهم وانامني على فراشه ولحق هو بالغار من خوفهم فالوصي اعذر.

وفيه ص149: (( عن زرارة قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام ما منع أمير المؤمنين عليه السلام ان يدعو الناس إلى نفسه، قال خوفا ان يرتدوا. قال علي بن حاتم واحسب في الحديث ولا يشهدوا أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم )).

وفيه أخيراً: (( عن بكاربن ابى بكر الحضرمي قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول، لسيرة علي ابن ابى طالب في أهل البصرة كانت خيرا لشيعته مما طلعت عليه الشمس انه علم ان للقوم دولة فلو سباهم سبيت شيعته، قال: قلت فاخبرني عن القائم عليه السلام يسير بسيرته قال: لا، ان عليا عليه السلام سار فيهم بالمن لما علم من دولتهم ان القائم يسير فيهم بخلاف تلك السيرة لانه لا دولة لهم )).

وقد ورد في كتب العامة مثل هذا ففي مسند أحمد بن حنبل مسند علي بن ابي طالب – ج1 – ص469 – حديث695 – تحقيق أحمد  محمد شاكر – شرحه وصنع فهارسه حمزة أحمد الزين – مطبعة دار الحديث – القاهرة – الطبعة الأولى – سنة الطبع 1416هــ ، 1995م: (( حدثنا عبد الله حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا فضيل بن سليمان يعنى النميري ثنا محمد بن أبي يحيى عن إياس بن عمرو الأسلمي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه سيكون بعدي اختلاف أو أمر فإن استطعت أن تكون السلم فافعل )). وهو صحيح السند.

وفي مجمع الزوائد الجزء 7 صفحة 473: (( 12023  – وعن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه سيكون بعدي اختلاف وأمر فإن استطعت أن تكون السلم فافعل )). رواه عبد الله ورجاله ثقات.

وفي تفسير ابن كثير الجزء 2 صفحة 426: (( وقال عبد الله بن الإمام أحمد: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثني فضيل بن سليمان يعني النميري حدثنا محمد بن أبي يحيى عن إياس بن عمرو الأسلمي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه سيكون اختلاف أو أمر فإن استطعت أن يكون السلم فافعل )).

وفي كنز العمال الجزء 11 صفحة 216: (( 30979 – سيكون بعدي اختلاف أو أمر فإن استطعت أن تكون السلم فافعل )).

………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………….

(صحيفة الصراط المستقيم- العدد 7- السنة الثانية-بتاريخ 7-9-2010 م – 27 رمضان 1431 هـ.ق)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى