منذ اليوم الأول كانت الدعوة اليمانية ولا تزال تدعو الجميع بقلب وعقل منفتحين، وتنادي في الهواء الطلق بضرورة إقامة جسور الحوار والتواصل، ونبذ أساليب بث الأراجيف وتشويه صورة الآخر، ولكن للأسف الشديد يبدو أن البعض يصرون على ركوب منهج تعكير صفو الأجواء، ورمي الحصى من خلف الجدران الصلدة!
فما تزال تبلغ أسماعنا بين الفينة والأخرى كلمة باردة يطلقها هذا الأحمق أو ذلك الجاهل، مستغلين الفرصة التي توفرها لهم طبيعة الزي، أو العنوان، وما شابه. وكم كنا نتمنى لو أن هؤلاء الشجعان جداً، والعلماء جداً يكفون عن استعراض مهاراتهم البهلوانية أمام المرايا، ويجربون ميدان البحث والجدل العلمي الحقيقي، ليوفروا على أنفسهم الاتهام بالضعف والخور الذي لا شك سيكون حاضراً في الأذهان.
ومن المعلوم أن المواجهة العلمية، وسماع صوت الآخر، وحجته، دليل واضح على الثقة بالنفس والدليل، ودليل واضح كذلك على أن من يتمتع بهكذا ثقافة إنسان همه الحق والحقيقة، وبخلافه يكون هذا الإنسان ممن تحركه المنافع الشخصية، وممن يعلم في قرارة نفسه مدى وهن حجته.