لو استعرضنا صفحات تفاعل الدعوة اليمانية المباركة مع الواقع الخارجي بعناوينه المختلفة لأدهشتنا الخطوات الراسخة التي تقطع بها طريقها باتجاه الناس، ولأذهلتنا تلك الحكمة وذلك التصميم الشجاع على التمسك بالثوابت والمبادئ.
فعلى الرغم من كل ذلك الدهاء العظيم الذي أسهر الأعداء جفونهم وهم يخططون لمساراته السوداء، فإن النتيجة العظيمة التي خيبت ظنون الأعداء كانت دائماً تعمق جذور الدعوة المباركة في نفوس المؤمنين، وانتشار شجرتها المباركة في طول البلاد وعرضها.
فاليوم، وبحمد الله سبحانه، وبمنه علينا، لا تكاد تجد بلاداً لم تغرس فيها شجرة مباركة لأنصار الله، أنصار الإمام المهدي عليه السلام، فمن الصين وحتى كندا والمكسيك هناك أنصار تصدح قلوبهم وحناجرهم بالشعار الذي ذكره الإمام الباقر عليه السلام: “أحمد أحمد”
ففي منتخب الأنوار المضيئة ص 343، عن الباقر u: (إن لله تعالى كنزاً بالطالقان ليس بذهب ولا فضة؛ إثنا عشر ألفاً بخراسان شعارهم أحمد، أحمد، يقودهم شاب من بني هاشم على بغلة شهباء، عليه عصابة حمراء، كأني أنظر إليه عابر الفرات، فإذا سمعتم بذلك فسارعوا إليه ولو حبواً على الثلج).
والآن يا أصحاب القلوب الحية، أليس الله عز وجل هو المتصرف بالكون وما فيه؟ أليس هو سبحانه من بيده ملكوت كل شيء؟ بلى والله، وإذن فانتشار الدعوة المباركة على الرغم من كل الضراوة التي واجهها بها الأعداء لدليل ما بعده دليل على أنها من الله ولله عز وجل، وما كان لله ينمو.
6٬166 دقيقة واحدة