زاوية العقائد الدينية

السقيفة ( شورى ام مؤامرة )

 قبل الحديث عما حصل في السقيفة ، قبلها و فيها و نتائجها نتحدث قليلا عن معنى الشورى  او ما يسمى بالانتخابات.

فالشورى تحصل بين مجموعة من الناس على امر معين للقطع فيه كتعيين حاكم او تنصيب امير او ارسال مبعوث او اقامة مشروع او ما شاكل ذلك و ينتج عنها اي ( الشورى ) اما ما يسمى بالانتخاب ( مجموعتان ) اكثرية و اقلية فيؤخذ برأي الاكثرية و من ثم هناك طريق اخر يسمى اجتماع اهل الحل و العقد في حال ما قرروا امراً بينهم يصح ذلك الامر في حال لم يحصل اجماع  ( اولي ) من الامة على الامر المعين و شورى السقيفة لم يحصل فيها الامرين معاً لا اتفاق اهل الحل و العقد ، و لا اجماع الامة فهل هي مؤامرة ( انقلاب بالدارج عندنا ) . نقول انها مؤامرة للادلة النقلية و العقلية ( خصوصاً و ان الشورى حصلت بعد تنصيب الإمام علي من قبل الرسول ( ص ) في غدير خم و ممن بايع الإمام في ذلك اليوم هم من عقد السقيفة عمر بن الخطاب ، و ابي بكر  ( الخلفاء الراشدين ) ) !!! .

( اما الاجماع ) فلم يحصل في شورى السقيفة و قد نفاه كثير من الاعلام . منهم صاحب كتاب الموافق ، و الفخر الرازي ، و جلال الدين السيوطي ، و ابن ابي الحديد و الطبري و البخاري و مسلم بن الحجاج و غيرهم و قد ذكر العسقلاني و البلاذري في تاريخه  و محمد خاوندشاه في ( روضة الصفا ) و ابن عبد البر في ( الاستيعاب ) و غير هؤلاء ، ذكروا ان سعد بن عباده و طائفة من الخزرج و جماعة من قريش ما بايعوا ابو بكر !!! و ثمانية عشر من كبار الصحابة – و هم شيعة علي – :

1-    سلمان الفارسي ( سلمان منا أهل البيت ( رسول الله ( ص )) .

2-    ابو ذر الغفاري ( ما أظلت السماء و اقلت الارض اصدق لهجة من ابي ذر ( قول رسول الله (ص )) .

3-    المقداد بن الاسود الكندي ( حبيب الله و رسوله ) .

4-    عمار بن ياسر  ( حرم لحمه و دمه على النار ، تقتله الفئة الباغية ) .

5-    ابي بن كعب .

6-    خالد بن سعيد بن العاص الاموي ( نجيب بني امية ) .

7-    بريده الاسلمي .

8-    خزيمة بن ثابت ( ذو الشهادتين ) .

9-    ابو الهيثم التيهان .

10-      سهل بن حنيف .

11-      عثمان بن حنيف .

12-      ابو ايوب الانصاري .

13-      جابر بن عبد الله الانصاري ( انت معنا في الجنة ) .

14-      حذيفة بن اليمان .

15-      سعد بن عبادة .

16-      قيس بن سعد .

17-      عبد الله بن عباس ( حبر الامة ) .

18-      زيد بن ارقم .

اما سعد بن عبادة الخزرجي و هو سيد قومه اعلن خلافه لما بعث اليه ابو بكر ان أَقبِل فبايع فقد بايع الناس !!! فقال : اما و الله حتى ارميكم بكل سهم في كنانتي من قبل ، و اخضب منكم سناني و رمحي و اضربكم بسيفي ما ملكته يدي ، و اقاتلكم بمن معي من أهلي و عشيرتي ، لا و الله لو ان الجن اجتمعت لكم مع الانس ما بايعتكم حتى اعرض على ربي و اعلم حسابي ( الإمامة و السياسة ).

اما فاطمة عليها السلام فلها حديث يندى له جبين كل غيور، قال ابن قتيبة في كتاب الامامة و السياسة 14 ، 15 مطبعة الامة بمصر فقال عمر لابي بكر انطلق بنا الى فاطمة فانا قد اغضبناها ، فانطلقا جميعاً فاستأذنا على فاطمة فلم تأذن لهما ! فاتيا علياً فكلماه ! فادخلهما عليها ، فلما قعدا عندها حولت وجهها الى الحائط فسلما عليها فلم ترد عليهما السلام !! فتكلم ابو بكر فقال يا حبيبة رسول الله  … و الله … الى اخر كلامه الذي يرويه ابن قتيبة ثم يقول فقالت ( فاطمة ) أرأيتكما ان حدثتكما حديثاً عن رسول الله ( ص ) تعرفانه و تفعلان به ؟ قالا نعم فقالت نشدتكما الله الم تسمعا رسول الله (ص)  يقول رضا فاطمة من رضاي  و سخط فاطمة من سخطي ، فمن احب فاطمة ابنتي فقد احبني و من ارضى فاطمة فقد ارضاني و من اسخط فاطمة فقد اسخطني ، قالا : نعم سمعناه من رسول الله ( ص ) قالت : فاني اشهد الله و ملائكته انكما اسخطتماني و ما ارضيتماني ، و لئن لقيت النبي لاشكوكما اليه ، – فقال ابو بكر – انا عائذ بالله تعالى من سخطه و سخطك يا فاطمة ، ثم انتحب ابو بكر يبكيو هي تقول و الله لادعون عليك في كل صلاة اصليها . هذا و لقد اتفق المؤرخون و المحدثون من أهل السنة و الشيعة ان فاطمة الزهراء عليها السلام ماتت و هي ساخطة ، و في بعض الاخبار واجدة ، و في بعضها غضبى على ابي بكر و عمر .

ملاحظة : في الحديث يخاطب ابا بكر الزهراء عليها السلام بيا حبيبة رسول الله ( ص ) !!! فافهم ، لانها رحلت ساخطة عليه .

فاين اهل الحل و العقد من بيعة ابا بكر و اين الاجماع اين علي و اهل بيته اين العباس عمه و اهل بيته اين هؤلاء الصحابة الكبار ، و ليت من يريد ان يطلع على ما حصل في خلافة ابي بكر يطالع قصة ( حروب الردة ) كما يزعم البعض بانها ردة و كيف فتك خالد بن الوليد بقوم مالك بن نويرة الذي رفض خلافة ابي بكر و ماذا فعل بعدها ، ام هو اجتهد فاخطأ على قولهم؟

روي ابن ابي الحديد في ج 6 / 43 من شرح نهج البلاغة عن ابي بكر الجوهري قال : سمعت عمر بن شبه يحدث رجلاً قال : مر المغيرة بن شعبة بأبي بكر و عمر و هما جالسان على باب النبي ( ص ) حين قبض فقال : ما يقعدكما ؟؟ قالا :ننظر هذا الرجل يخرج فنبايعه ( يعنيان علياً ) فقال : اتريدون ان تنظروا حبل الحبلة من اهل هذا البيت ؟؟!! و سعوها في قريش تتسع !! قال : فقاما الى سقيفة بني ساعدة !!

نترك الخبر بدون تعليق بعد ان ترك الشيخان كلام رسول الله ( ص ) و اخذا بقول المغيرة بن شعبة .

ملاحظة : المغيرة بن شعبة تولى البصرة مكافأة من عمر و قد زنا بامرأة اسمها ام جميل و لم يقم عمر عليه الحد انظر تفصيل الواقعة في شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد 12 / 227 ، 239 ، حيث يستنتج ابن ابي الحديد فيقول في صفحة 239 ، فهذه الاخبار متأملها على ان الرجل – المغيرة – زنى بالمرأة لا محالة …. قال  و قد روى المدائني ان المغيرة من ازنى الناس في الجاهلية فلما دخل في الاسلام قيده الاسلام و بقيت عنده فيه بقية ظهرت في ايام ولايته البصرة .[شرح ابن ابي الحديد 1 / 219 ، 221 ط دار احياء التراث العربي بيروت ].

 روي عن البراء بن عازب قال : لم ازل لبني هاشم محباً ، فلما قبض رسول الله (ص) خفت ان تتحامل قريش على اخراج هذا الامر عنهم فأخذني ما يأخذ الوالهة العجول مع ما في نفسي من الحزن لوفاة رسول الله (ص) فكنت اتردد الى بني هاشم و هم عند النبي (ص) في الحجرة ، و اتفقد و جوه قريش ، فاني كذلك اذ فقدت ( ابا بكر و عمر ) و اذا قائل يقول : القوم في سقيفة بني ساعدة ، و اذا قائل آخر يقول : قد بويع ابو بكر فلم البث و اذا انا بابي بكر قد اقبل و معه عمر و ابو عبيدة و جماعة من اصحاب السقيفة ، و هم محتجزون بالازر الصنعانية لا يمرون بأحد الا خبطوه و قدموه فمدوا يده فمسحوها على يد ابي بكر !!! يبايعه شاء ذلك او ابى ، فانكرت عقلي ، و خرجت اشتد حتى انتهيت الى بني هاشم ، و الباب مغلق فضربت عليهم الباب ضرباً عنيفاً – و قلت – قد بايع النالس لابي بكر ابن ابي قحافة – فقال العباس – ترِبَت ايديكم الى آخر الدهر اما اني امرتكم فعصيتموني ، قال البراء : فمكثت اكابد ما في نفسي و رأيت في الليل ، المقداد و سلمان و أبو ذر و عبادة بن الصامت و ابا الهيثم بن التيهان و حذيفة و عمار و هم يريدون ان يعيدوا الامر شورى بين المهاجرين و بلغ ذلك ابا بكر و عمر فارسلا الى ابي عبيدة و الى المغيرة بن شعبة فسألاهما عن الرأي ، فقال المغيرة : الرأي ان تلقوا العباس فتجعلوا له و لولده في هذا الامر  نصيباً !! ليقطعوا بذلك ناحية علي بن ابي طالب.

فانطلق ابو بكر و عمر و عبيدة و المغيرة حتى دخلوا على العباس و ذلك في الليلة الثانية من وفاة رسول الله (ص) فحمد الله ابو بكر و اثنى عليه و قال ( ان الله ابتعث اليكم محمداً (ص) نبياً و للمؤمنين و لياً فمن الله عليكم بكونه بين ظهرانيكم حتى اختار له ما عنده فخلى الناس على امرهم ليختاروا لأنفسهم متفقين غير مختلفين [هذا الكلام غير صحيح]، فاختاروني عليهم والياً و لأمورهم راعياً ، فتوليت ذلك ، و ما اخاف بعون الله و تسديده وهناً و لا حيرة و لا جبناً و ما توفيقي الا بالله عليه توكلت و اليه انيب ، و ما انفك يبلغني طاعن يقول بخلاف عامة المسلمين يتخذكم لجأ فتكون حصنه المنيع و خطبه البديع ، فاما دخلتم فيما دخل فيه الناس او صرفتموهم عما مالوا اليه (يقول ما انفك يبلغني عن طاعن … او صرفتموهم عما مالوا اليه !!! فأين الاجماع المزعوم ، من دكتاتورية الراشِدين ؟؟!)، فقد جئناك و نحن نريد ان نجعل لك في هذا الامر نصيباً و لكن بعدك في عقبك . اذ كنت عم رسول الله (ص) و ان كان المسلمون قد رأوا مكانك من رسول الله (ص) و مكان اهلك ثم عدلوا بهذا الامر عنكم ، و على رسلكم بني هاشم فان رسول الله (ص) منا و منكم.

فتكلم العباس (تكلم العباس بعد ان تكلم عمر بكلام خشن ، ثم جئناك و لسنا بحاجة اليكم ) فحمد الله و اثنى عليه ثم قال : ان الله ابتعث محمداً نبياً كما وصفت ، و ولياً للمؤمنين ، فمن الله به على امته حتى اختار له ما عنده فخلى الناس على امرهم ليختاروا لانفسهم مصيبين للحق ، مائلين عن زيغ الهوى (( هذا الكلام من العباس من باب المماشاة اي على فرض ان النبي (ص) خلى الناس ليختاروا لانفسهم )) فان كنت برسول الله طلبت ، فحقنا اخذت ، و ان كنت بالمؤمنين فنحن منهم ما تقدمنا في امركم فرطاً و لا حللنا وسطاً و لا نزحنا شحطاً فان كان هذا الامر يجب لك بالمؤمنين فما وجب اذ كنا كارهين ، و اما بعد قولك انهم طعنوا من قولك انهم مالوا اليك !! و اما ما بذلت لنا فان يكن حق لك اعطيتناه فامسكه عليك و ان يكن حق المؤمنين فليس لك أن تحكم فيه و ان يكن حقنا لم نرض لك ببعضه دون بعض . و ما اقول هذا اروم صرفك عما دخلت فيه و لكن للحجة نصيبها من البيان ، و اما قولك ان رسول الله (ص) منا و منكم فان رسول الله (ص) من شجرة نحن اغصانها و انتم جيرانها و اما قولك يا عمر ، انك تخاف الناس علينا ، فهذا الذي قدمتموه اول ذلك و الله المستعان .

يقول ابن قتيبة في كتاب الامامة و السياسة 12 ط مطبعة الامة بمصر ، ثم ان علياً كرم الله وجهه اتى به الى ابي بكر و هو يقول انا عبد الله و اخو رسول الله (ص) فقيل له سيبايع ابا بكر فقال : انا احق بهذا الامر منكم . لا ابايعكم و انتم اولى بالبيعة لي اخذتم هذا الامر من الانصار و احتججتم عليهم بالقرابة من النبي (ص) و تأخذونه منا أهل البيت غصباً !!! الستم زعمتم للانصار انكم اولى بهذا الامر منهم لما كان محمد (ص) منكم فاعطوكم المقادة ، وسلموا اليكم الامارة فاذن احتج عليكم بمثل ما احتججتم على الانصار نحن اولى برسول الله (ص) حياً و ميتاً فانصفونا ان كنتم تؤمنون !! و الا فبوءوا بالظلم و انتم تعلمون ! فقال له عمر انك لست متروكاً حتى تبايع ! فقال له علي ( احلب حلباً لك شطره ) و شد له اليوم يردده عليك غداً ، ثم قال و الله يا عمر لا اقبل قولك و لا ابايعه فقال له ابو بكر فان لم تبايع فلا اكرهك ، فقال علي الله الله يا معشر المهاجرين ، لا تخرجوا سلطان محمد في العرب من داره و قعر بيته الى دوركم و قعر بيوتكم ، و تدفعون اهل بيته عن مقامه في الناس و حقه فوالله يا معشر المهاجرين نحن احق الناس به لانا أهل البيت و نحن أحق بهذا الامر منكم ما كان فينا القارئ لكتاب الله ، الفقيه في دين الله ، العالم بسنن رسول الله (ص) المتطلع لامر الرعية ، الدافع عنهم الامور السيئة ، القاسم بينهم بالسوية و الله لفينا فلا تتبعوا الهوى فتضلوا عن سبيل الله فتزدادوا من الحق بعداً . قال بشير بن سعد الانصاري لو كان هذا الكلام سمعته الانصار منك يا علي قبل بيعتها لابي بكر ما اختلفت عليك .

روي الزبير بن بكار في كتاب ( الموفقيات ) ، و روي في الرياض النضرة 2 / 173 ؤعن ابن عباس قال اني لاماشي عمر بن الخطاب في سكة من سكك المدينة ، اذ قال لي يا ابن عباس ما ارى صاحبك الا مظلوماً (1) !! فقلت في نفسي و الله لا يسبقني بها فقلت يا امير المؤمنين ، فاردد اليه ظلامته فانتزع يده من يدي و مضى يهمهم ساعة ، ثم وقف فلحقته فقال : يا ابن عباس ، ما اظنهم منعهم عنه الا انه استصغره قومه !! فقلت في نفسي هذه شر من الاولى فقلت و الله ما استصغره الله و رسوله حين امراه ان يأخذ براءة من صاحبك فاعرض عني و اسرع فرجعت عنه .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى