الحج هذا المؤتمر الإسلامي العالمي الذي يجتمع فيه المسلمون من كل حدب وصوب، يستبطن حقيقة جوهرية إذا جردناه منها يستحيل قشوراً لا تسمن ولا تغني من جوع.
هذه الحقيقة تتمثل بمعرفة حجة الله وخليفته في أرضه عليه السلام، فالحج مناسبة لعرض الولاء والبيعة وتجديدها لحجة الله في أرضه.
أما من يحج بيت الله، وهذه المعاني غائبة عنه، بل ربما كان يوالي غير ولي الله ويعادي غير عدو الله، فلن يصيب من الحج جوهره وحقيقته.
والحق إن المسلمين لو كانوا ملتفتين لحقيقة الحج لما آل حالهم إلى ما آل إليه من تشتت وتناحر، بل لكانوا قد نفضوا أيديهم من كل المشاكل التي يعانون منها الآن، فمن الواضح إن حجة الله لو علم في الناس إخلاصاً وطلباً حقيقياً له لما تأخر عنهم ساعة، بل لكان سباقاً للخيرات كما هو شأنه دائماً.
وإذا كانت الروايات قد تحدثت عن حضور الإمام الموسم، أي موسم الحج فعلينا أن نفهم منها أنه عليه السلام في حالة من الترقب والانتظار، عسى أن تغير الأمة من حالها المائل وتثوب إلى رشدها وتطلب إمامها، ولكن وآسفاه فالأمة في كل موسم تخدل إمامها!